تحقيق للجزيرة يفند الرواية الإسرائيلية بشأن اغتيال شيرين أبو عاقلة بنيران فلسطينية
كشف تحقيق للجزيرة عبر تحليل بيانات موقع الاغتيال وجود مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في مرمى قوات الاحتلال، وفند التحقيق الرواية الإسرائيلية الأولية التي تحدثت عن احتمال استهدافها برصاص فلسطيني.
وأوضح تحديد الموقع الجغرافي للمقطع الذي يظهر إطلاق النار من مقاومين فلسطينيين أنهم كانوا على بعد مسافة حوالي 260 مترا من مكان شيرين أبو عاقلة، وتفصل المكانين مبان سكنية بارتفاعات متفاوتة، وهو ما يستبعد وجود مرمى واضح لإطلاق النار بين المكانين.
وكانت حسابات رسمية إسرائيلية -منها وزارة الخارجية الإسرائيلية- قد سارعت لنشر فيديو يشير إلى أن رصاص مسلحين فلسطينيين قد يكون أصابها عشوائيا، لكن التحقيق الصحفي الذي قام به فريق الجزيرة وتحقيقات أخرى لمنظمات حقوقية -من بينها فيديو نشرته منظمة بتسيلم الإسرائيلية التي سارعت إلى تصوير المكان ذاته الذي نشره حساب وزارة الخارجية- فندت الرواية الإسرائيلية.
وبحسب الفيديو الذي نشرته منظمة بتسيلم، فإن موقع الاشتباك المزعوم مع المقاتلين الفلسطينيين يبعد نحو 260 مترا عن موقع استشهاد الزميلة شيرين أبو عاقلة، فضلا عن كونه يقع في أماكن سكنية ليست مفتوحة، ولا تسمح بتسديد مباشر كما حدث في حالة شيرين.
من أين جاءت الرصاصة؟
تمكن فريق الجزيرة من استخراج وتحليل عدة مقاطع فيديو تظهر أن دورية إسرائيلية مكونة من عدة سيارات كانت موجودة في التوقيت ذاته الذي استشهدت فيه الزميلة شيرين أبو عاقلة وكانت تطلق النار.
وبالبحث عن موقع تلك القوات تظهر تقنية المواقع الجغرافية أنها كانت في الشارع الذي كانت فيه الزميلة شيرين أبو عاقلة، وأن وضعها يتيح لها إمكانية التسديد مباشرة باتجاهها، في حين أن الموقع الذي يوجد فيه تجمع لأعداد من الفلسطينيين في مكان آخر، ولا يتيح أي قدرة على التسديد المباشر، ولم تكن شيرين في خط النيران، بل في موقع مغاير تماما وبعيد عن أي اشتباك، وهو ما تدعمه شهادات متواترة.
كما تبين في تحقيق الجزيرة أن توقيت إطلاق النار وإصابة شيرين أبو عاقلة كانا عند الساعة 6:26 صباحا، وذلك وفق روايات شهود عيان كانوا موجودين في موقع المواجهات وبجوار مراسلة الجزيرة التي كانت في طريقها إلى المكان عند الساعة 6:13 صباحا.
وحلل فريق التحقيق عشرات الصور والمقاطع التي تداولتها منصات التواصل الاجتماعي من المواجهات، وتبين أن القوات الإسرائيلية الخاصة التي اقتحمت مخيم جنين صباح اليوم الأربعاء كانت تداهم أحد المنازل في المنطقة، وحدث تبادل لإطلاق النار بين عناصر المقاومة والقوات الإسرائيلية، وأظهر أحد المشاهد -التي تم حذفها من مصدرها لدواع أمنية- وجود عناصر المقاومة في الناحية الأخرى من المنطقة وليس على امتداد الشارع الذي كانت شيرين أبو عاقلة فيه.