مرشح بشظية في قلبه.. يتحدى المنظومة في جنوب لبنان

تختصر المعركة الانتخابية في دائرة الجنوب الثالثة المشهد السياسي العام في لبنان المُنقسم منذ خريف العام 2019 بين جزأين: الأوّل يضم المنظومة السياسية التي حكمت البلاد منذ عقود وتسببت سياساتها بأزمة هي الأسوأ في التاريخ الحديث كما صنفها البنك الدولي، والثاني قسم من المواطنين مُنتفض على فساد هذه المنظومة التي تسبّبت بإفقارهم وتهجيرهم، وأهدرت جني عمرهم في المصارف بعدما تبخرت ودائعهم بسبب الانهيار الاقتصادي والمالي.

العرب والعالمحزب الله وانتخابات البقاع في لبنان.. ترهيب “وشحن مذهبي”
فقد انحصرت المواجهة الانتخابية في هذه الدائرة بين لائحتين مُكتملتين، واحدة لقوى السلطة مدعومة من الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل وحلفائهما، وأخرى للمعارضة تضم مستقلين وبعض الحزبيين من توجهات مختلفة تحت عنوان “معاً للتغيير”.

مرشح بمذكرة توقيف
ولعل اللافت في لائحة السلطة أنها تضم مرشّحاً صدرت بحقه مذكرة توقيف من القضاء اللبناني بسبب تورّطه بانفجار مرفأ بيروت هو النائب الحالي في “حركة أمل” الوزير السابق علي حسن خليل، ومصرفي هو مروان خير الدين نائب رئيس جمعية المصارف في وقت يتهم معظم اللبنانيين تلك البنوك بنهب أموال المودعين.

شظية في قلبه
أما اللائحة المعارضة فتضم المحامي فراس حمدان الذي دافع عن حقوق المواطنين منتفضاً على حاكم مصرف لبنان، وشارك في تظاهرات ضد المنظومة الحاكمة التي نهبت أموال المودعين خلال انتفاضة 17 أكتوبر 2019، فكان نصيبه شظية في قلبه جرّاء الرصاص المطاطي والقنابل التي ألقيت عليهم.

وأوضح حمدان لـ”العربية.نت” أنه يخوض المعركة الانتخابية في دائرة الجنوب الثالثة ضد لائحة “Dream Team” (فريق الأحلام) السلطة التي تحالفت مع بعضها ضد اللبنانيين”.

وجوه مستفزة
وقال “كل وجوه السلطة المُستفزّة موجودة في لائحة واحدة، من المصرفي مروان خير الدين نائب رئيس “جمعية المصارف” المسؤولة عن هدر أموال المودعين، مروراً بالنائب الحالي في “حركة أمل” علي حسن خليل الصادرة بحقه مذكرة توقيف بملف انفجار مرفأ بيروت والذي كان وزيراً للمالية وشارك في وضع الهندسات المالية التي تسبّبت بانهيار القطاع المصرفي، وصولاً إلى النائب الحالي عن “حزب الله” حسن فضل الله الذي هدد مراراً بأنه يمتلك ملفات فساد لو قدّمها للقضاء ستُسقط رؤوساً كبيرة إلا أنه حتى اليوم لم يفعل شيئاً، بالإضافة إلى نوّاب موجودين في البرلمان منذ أكثر من 20 عاماً ولم يقوموا بواجباتهم لمنع الانهيار الاقتصادي”.

نواجه باللحم الحي
إلى ذلك، رأى “المعركة ضد هذه المنظومة الفاسدة مفتوحة في الشارع بالنقابات في الجامعات واليوم في صناديق الاقتراع”، مضيفا “نواجههم بـاللحم الحي لكن كلنا أمل بخرق لائحة السلطة بمقعد على الأقل”.

وأكد “أن العرس الديمقراطي الذي شهده اللبنانيون في اليومين السابقين خلال انتخابات المغتربين سيُكمل طريقه نحو الانتخابات النيابية العامة يوم الأحد المقبل، معتبراً أن نتائجه ستكون المسمار الأول في نعش هذه السلطة”.

 حزب الله وحملات التخوين
كما أضاف “العنوان الأساسي للمعركة هو (لا للسلطة) ونعم للتغيير. نعم تُجسّد كل أطياف الجنوب وتنوعه ومناطقه وأقضيته بوجه السلطة لاسترداد الحقوق وكرامات الناس”.

وأسف حمدان لحملات التخوين التي يشنّها حزب الله تحديداً ضد أعضاء اللائحة، متّهماً إيّاهم بـ”العملاء وبالعمل لمصلحة الأعداء”.

يشار إلى أن 26 مرشّحاً بينهم 15 من القوى التغييرية، يتنافسون في دائرة الجنوب الثالثة (معقل أساسي للثنائي الشيعي) التي تضم أقضية النبطية، مرجعيون – حاصبيا وبنت جبيل من أجل الحصول على 11 نائباً.

وتدور المواجهة الحقيقية بين لائحتين: “معاً نحو التغيير” في مواجهة لائحة “الأمل والوفاء” المُكتملة والمدعومة من الثنائي حزب الله وحركة أمل وحلفائهما.

مقالات ذات صلة