حاجب الدهشة .. علم الدين عمر .. الجودة.. مساحة من سماحة ..

*حاجب الدهشة..*
*علم الدين عمر*
*الجودة.. مساحة من سماحة* ..

في هذا التوقيت من عمر الدولة السودانية ربما لن يجد الناس عاصماً من الإنهيار التام إلا في تماسك المجتمع ومبادراته المباشرة بعيداً عن فلك السلطة والدولة المترنحة التي تجابه شكلاً من أشكال الغياب القسري عن حركة الناس والأحداث..

حتي الأحزاب السياسية البائسة التي تصدرت المشهد العام فشلت تماماً في إحداث إختراق لأزمات الساحة المتناسلة فلم تعد المنابر والبرامج المجتمعية حاضرة لا في أضابير التخطيط ولا خطط التنفيذ وعلي كثرة ما طرح من مبادرات ومحاولات من قبل المنظمات والمؤسسات لم أجد خلال هذه الفترة ما يستحق مداد الدعم والمؤازرة والتقريظ إلا الإختراق الذي أحدثته إحدي مؤسسات التربية والتعليم الباذخة في بلادنا وهي *مؤسسة* *الجودة* للتعليم الخاص التي أضطلعت بدورها وزيادة في قيادة حركة المجتمع من جوانب تفوقت فيها علي نفسها أولاً وعلي وزارات وواجهات الدولة ثانياً فقد شهدت من علي مقاعد المتفرجين غير المرئيين ولا المرائين لهذه المؤسسة ثلاثة مناشط خلال الثلاثة أشهر الحالية أولها كان تنظيم معرض فخيم للكتاب أستقطبت له كل دور النشر الوطنية التي كاد نسج العنكبوت علي جدرانها أن يخفيها فأنبرت لها *الجودة* (الدولة) في الوقت المناسب..

إذ بينما أنصرف الناس للتفكير في تحديات العام الدراسي تأجيلاً وتنكيلاً وتبديداً للوقت والجهد تذرعاً بطارئ الكورونا وفشل الدولة في الوصول به لمرافئ الإستقرار ملأت *الجودة* الدنيا وشغلت الناس بمعرض الكتاب وبرنامجه.. وللأمانة حينما دعيت مع آخرين لحضور هذه المناسبة فشلت في المتابعة وما كنت أظن (وكله إثم ظني) أنها تغادر محطة البرامج المنشطية التقليدية وكم كان حاجب الدهشة مرتفعاً في الدقائق الخمسة التي أدركتها في ختام فعاليات المعرض من تجاوب الجمهور وأولياء أمور التلاميذ وأصحاب دور النشر والترتيب والتنظيم الشكلي الذي جعل من الكتاب سلطاناً لزمان المسغبة بفعل عبقرية *الجودة* .. أما المبادرة الثانية المدهشة فقد كانت الإعلان عن أكاديمية الجودة لكرة القدم التي حشدت لها هذه المؤسسة الفكرة كل أسباب النجاح الذي تمثلت أبرز مؤشراته في القدرة على إتخاذ هذا القرار الكبير في هذا التوقيت..

ويقيني أن السودان سيجني ثمار هذه الأكاديمية في قادمات السنين فهي بالضبط ما كان ينقص كرة القدم في السودان وسنعود لهذا الأمر بالتفصيل.. أما الثالثة فهي منشط تربوي راتب حسبما فهمت تقوم من خلاله الجودة بحث التلاميذ وتدريبهم علي تحقيق الحكمة من شهر رمضان المبارك حيث تقوم بتنظيم بازار خيري يستقطب من خلاله الصغار جهودهم لجمع سلة رمضان للأسر المتعففة وإقامة موائد الإفطار حول الوجود الجغرافي لمدارس المؤسسة تحقيقاً لمعادلة التربية والتعليم..
تلك هي الجودة التي أسترعت إنتباه الحاحب في هذه المساحة وقد قل أرتفاعه هذه الأيام لغياب الدهشة في تفكيرنا وتدبيرنا.. وهي بلا شك تستحق مساحة من سماحة.

مقالات ذات صلة