نص خطاب نائب رئيس مجلس السيادة عقب صلاة العيد بقاعدة كرري العسكرية

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
الإخوة ضباط وضباط صف قوات الدعم السريع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وكل عام وأنتم بخير، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
عبركم نبعث بتهاني العيد لكل أفراد الشعب السوداني على امتداد ربوع الوطن في المدن البعيدة والقرى والفرقان، والتهنئة موصولة لإخوتنا في دول المهجر، نسأل الله تعالى أن يعود علينا العيد ونحن ننعم بالأمن، والاستقرار، والسلام، والرخاء.

كما نهنئ جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وندعو لهم بالسلام والازدهار. ونترجم على شهداء الوطن من المدنيين والعسكريين وشهداء ولاية غرب دارفور ودعواتنا بعاجل الشفاء للجرحى.

التحية لجنودنا الشرفاء الأوفياء من كل القوات النظامية المنتشرين والمرابطين في كل بقاع الوطن يقومون بواجبهم الوطني المقدس في حماية الوطن وحدوده من المتربصين، ويسهرون على حماية الشعب وأمنه واستقراره، التحية والتقدير لكم جميعاً فقد نلتم الثواب في الدنيا والآخرة إن شاء الله .

نحن في هذه الأيام المباركات يجب علينا أن نتذكر ونتدبر كل المعاني والعبر والدروس ونستفيد منها في واقعنا الراهن، لذلك يجب علينا جميعاً أن نعمل على تطبيق وصايا رسولنا الكريم ونتعايش فيما بيننا بالخير والفضيلة، ونبعد كل البعد عن أشكال الفرقة والشتات كافة، وأن ننبذ القبلية والعنصرية والجهوية لكي نحافظ على هذا الوطن الذي ورثناه عن أجدادنا موحداً متماسكاً.

إن مظاهر التنافر والاختلاف والتشتت التي يعانيها السودان تحتاج منا إلى وقفة صادقة لمراجعة أنفسنا ومواقفنا، ونفكر جميعاً في مصالحنا الوطنية الحقيقية بعيداً عن الحزب أو القبيلة أو الجهة ليكون شعارنا (عَلَم السودان) وهنا يجب أن يكون هناك دور واضح وقوي للحكماء والعقلاء من أبناء السودان الشرفاء الصادقين لجمع الصف الوطني تحت شعار (السودان يسعنا جميعاً).

شعبنا الكريم

إننا نتألم جداً للظروف القاسية التي يعانيها شعبنا في معاشه بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها البلاد، لكننا أيضاً نستبشر خيراً أنه (ما بعد الضيق إلا الفرج) أملنا في الله كبير، ومن بعده أملنا في قدراتنا وسواعدنا الشابة الفتية وفي عقول الخبراء لتسخير وتطوير امكاناتنا الهائلة لانتشال البلاد من هذه الأزمة .. يجب أن نؤمن بقدراتنا وامكاناتنا إذا أردنا أن نتعافى من جميع أزماتنا.

لا شك أن للأزمة الاقتصادية تداعيات سالبة على الأمن والاستقرار بظهور بعض الظواهر والمشاكل التي نعمل ليلاً ونهاراً للتغلب عليها بعون الله ومساعدتكم جميعاً، وكما للجندي دور ومسؤولية يقوم بها كذلك للمواطن واجب ودور في مساعدة الأجهزة النظامية لتتكامل هذه الأدوار والمسؤوليات وتنعكس على الوطن أمناً واستقراراً، وبهذه المناسبة نجدد الدعوة لكل أهلنا في السودان وخاصة في دارفور لنبذ الخلافات ومحاربة مثيري الفتن والنعرات القبلية، يجب أن نحكّم صوت العقل ونحتكم لسلطة القانون والتقاليد والأعراف التي ورثناها، وعلى أجهزة الدولة القيام بواجبها كاملاً ورد الحقوق ورفع الظلم ومعاقبة ومحاسبة كل من يتجاوز حدوده.

شعبنا الكريم
إن المخرج الوحيد من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد هو (الحوار) (لا بديل للحوار إلا الحوار)، إننا قادرون على تجاوز المصاعب كافة بالنقاش الهادف الذي يقوم على الصراحة والوضوح والصدق والعدل، والذي يرتكز على المبادئ الوطنية الراسخة والبعد عن الأجندة وحب النفس، الفرصة أمامنا كبيرة أن نعمل جميعاً على تحقيق شعار الثورة (حرية، سلام وعدالة) لا شك أن هناك فرصة حقيقية أمامنا لتحقيق طموحات شباب هذا البلد الذين يحلمون بوطن مختلف ويجب أن نعمل معاً لتحقيق هذه الطموحات.

تحية المجد لجنودنا المنتشرين في كل البقاع لقد جاء العيد وأنتم بعيدون عن أسركم وأبنائكم تقومون بواجب كبير كلنا نقدره ونحترمه، إننا في هذا اليوم نتقدم إليكم بالشكر الجزيل ونسأل الله لكم التوفيق والسداد وأن يحفظكم في حلكم وترحالكم على الحدود والخنادق والصحاري والأرياف تؤمّنون الطرق والممتلكات العامة والخاصة فالتحية لكم ويجب أن تضاعفوا الجهد والعطاء فالتحديات أمامنا كثيرة.

ختاماً:

رسالة خاصة لشعبنا الذي تحمّل الصعاب بكل صبر، نحن ننحني إليك تقديراً وعرفاناً فأنت تستحق الأفضل، ومشوار الميل يبدأ بخطوة يجب أن نواصل المسير، فالوطن ينتظرنا والمستقبل لنا.

مقالات ذات صلة