حديث المدينة .. عثمان ميرغني .. ثلاثة كيلو ونصف أمن..
حديث المدينة .. عثمان ميرغني .. ثلاثة كيلو ونصف أمن..
السيد مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور قال أن الأمن في دارفور أصبح (للبيع) سلعة تباع لمن يدفع ..ولتوضيح معنى البيع قال مناوي(أن المجتمع المحلي يدفع للضباط حتى تتدخل القوات وتحسم النزاعات..).
وقال مناوي أن هناك مستفيدين من حالة عدم وجود القانون وحتى المنظمات في غرب دارفور يجب أن تدفع للحصول على تسهيلات لتقديم خدماتها للمواطنين..(تدفع حتى تتحرك القوات) حسب ما قال مناوي.
ولتصوير الهاوية التي إنزلقت اليها الأوضاع قال مناوي أن الولاة أنفسهم يمكن أن يقعوا في كمين في حال تحركوا من عند أنفسهم، بمعنى إذا لم يدفعوا..
هذه التصريحات التي أدلى بها مناوي في جلسة إفطار رمضاني بالخرطوم.. تعكس الحال الذي وصلت اليه البلاد وليس دارفور وحدها، فمناوي هو حاكم إقليم في منصب رفيع فوق الولاة .. وهو بذلك مسؤول سيادي فوق الولاة.. وما يقوله ينعي الدولة السودانية ويعلن حالة السقوط الداوي عندما يصل الأمر أن لا تتحرك القوات النظامية بشتى مسمياتها للحفاظ على أمن المواطن إلا إذا دفع..كأني به قرار بخصخصة الأمن لترفع الحكومة عن نفسها آخر ما كان يظن المواطن أنه مسؤوليتها..
ومع ذلك ربما يحمد لمناوي إنه كان صريحاً وهو يجعل الشعب شريكاً في معرفة الحال الذي من باب الشفافية يجب أن لا يخفى عن المواطن.
لكن يظل السؤال مهمة من إنقاذ دارفور من الحريق؟؟؟
إذا كان حاكم الإقليم يلقي بالكلمات بمنتهى الأريحية دون توضيح ما يجب أن يفعله وهو في هذا للمنصب الرفيع، وربما يلقي كلمته ثم يلتفت الى مناقشة قضايا أخرى. فمن بيده القرار؟..من يتحمل مسؤولية انهيار الأمن بالبلاد؟
من الحكمة أن نعترف أن المشكلة ليست هناك في دارفور وحدها، بل بكامل السودان.. تضعضع معنى الدولة وأصبحت مجرد لافتة قديمة وتحولت السلطة كاملة الى المواطن.، يتولى كل أمره بما فيها الدفاع عن نفسه وأسرته ،أمواله..