التوقيع على وثيقة وقف العدائيات بين الرزيقات والفلاتة بجنوب وشرق دارفور
وقعت قبيلتا الرزيقات والفلاتة؛ بولايتي جنوب وشرق دارفور؛ على وثيقة وقف العدائيات، بعد صراع قبلي بينهما في مارس الماضي، خلّف أكثر من (150) ما بين قتيل وجريح. ووقع عن الرزيقات وكيل الناظر الفاضل سعيد مادبو، فيما وقع عن الفلاتة الناظر محمد الفاتح السماني، بحضور واليي جنوب وشرق دارفور بالإنابة ببيت الضيافة في نيالا.
وأشار ممثل وفد الوساطة والمكتب التنفيذي للإدارة الأهلية بالولاية ملك قريضة يعقوب محمد يعقوب الملك بحسب صحيفة السوداني، أشار إلى أن بنود الوثيقة تمحورت في الوقف الفوري لكافة أشكال العدائيات ومحاربة الظواهر السالبة التي يُمكن أن تتطوّر إلى نزاع، وفتح الطرق العابرة والأسواق المشتركة وموارد المياه من أجل تطبيع الحياة والعودة بها إلى ماضيها القريب، ومُحاربة الخطاب الإعلامي الضار الداعي إلى الكراهية ومنعه في المنابر والتجمعات ووسائل التواصل الاجتماعي، وتطوير وثيقة وقف العدائيات من قِبل حكومتي جنوب وشرق دارفور إلى صلح شامل مستدام من خلال مؤتمر يحقق التعايش ويترجم مضامين الوثيقة إلى واقع معاش في أقرب وقت.
وتساءل رئيس لجنة الأجاويد الشرتاي إبراهيم عبد الله عن ماذا دهى أهل دارفور “أليس فيهم رجل رشيد، أم ضاقت عليهم الأرض بما رحبت”، منوهاً إلى إمكانية تحقيق الوثيقة، لجهة أن النزاع بين الطرفين خال من الأراضي.
فيما تعهّد كمال عبد الله حمد الله والي شرق دارفور بالإنابة باتخاذ تدابير إدارية وأمنية، فضلاً عن خطوات لحفظ الأمن والاستقرار رغم أن الأحداث وقعت خارج حدود ولاية شرق دارفور، مقدماً شكره للأمراء والعقداء الذين ساهموا في إطفاء نار الحرب.
فيما أكد والي جنوب دارفور بالإنابة بشير مرسال، أن وثيقة وقف العدائيات ستكون برنامج عمل لحكومة الولاية، فضلاً عن رعايته مع ولاية شرق دارفور وإنزالها لأرض الواقع.
ولفت وكيل ناظر الرزيقات الفاضل سعيد مادبو إلى أن ما حدث بين الفلاتة والرزيقات “عارض وقدر الله”، منوهاً إلى أن العلاقات بين الفلاتة والرزيقات علاقات حميمة، وأوضح أن التوقيع على الوثيقة يعني وقف إراقة الدماء والنزوح والتشرد، مناشداً أهل غرب دارفور بالتحلي بالصبر ووقف الاقتتال، منوهاً إلى أنه بدون التعافي والتصافي لا يمكن أن تصل دارفور إلى الاستقرار والتنمية مهما طال الزمن.
وأكد ناظر الفلاتة محمد الفاتح أن ما يجمعهم بالرزيقات إخوة ومصاهرة، والذي حدث كان بسبب التفلت. وتابع: (الكلب العضاي بمسكو سيدو وأي زول يمسك كلابو).
وأضاف: (نمسك كلابنا عشان ما يعضو زول فينا). فيما تأخر التوقيع على الوثيقة لأكثر من (3) ساعات بسبب رفض مجموعة من الرزيقات للأمير علي حسين ضي النور الذي تم تعيينه أميرًا على الرزيقات بجنوب دارفور من قِبل الوالي السابق موسى مهدي إسحق، فيما استقرت الآراء بعد نقاشات على تجاوز موضوع الامارة والتركيز على التوقيع، حقناً للدماء والتعايش السلمي بين القبيلتين.