الجيش الليبي يشتبك مع “داعش” جنوبا.. وقواعد المعركة تتغير
أعلن الجيش الوطني الليبي، مساء الاثنين، أن وحداته العسكرية اشتبكت مع مجموعات تابعة لتنظيم “داعش” الإرهابي بمنطقة غدوة، جنوب شرقي ليبيا.
وجاء في بيان للمسؤول الاعلامي بالقيادة العامة للجيش خليفة العبيدي، أن “وحدات استطلاع تابعة للقيادة العامة رصدت تحركات هذه المجموعات، وأسفرت الاشتباكات بعد نحو ساعة عن إصابة إرهابيين اثنين، فيما تقوم الوحدات بعمليات تمشيط لكامل المنطقة للقبض على المختبئين، ومنهم مسؤول التفخيخ القيادي بداعش هشام بن هاشمي، تونسي الجنسية، وهو أحد المحاصرين”.
وأضاف البيان أن قوات الجيش “صادرت هواتف محمولة وعبوات ناسفة ومتفجرات كانت بحوزة الإرهابيين وفي إحدى عرباتهم”.
ووفق تقدير خبراء ليبيين في حديثهم لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن الهجوم “يأتي ضمن عدة عمليات تثبت أن المبادرة في المواجهة مع التنظيمات الإرهابية باتت لحد كبير في يد الجيش الليبي، خاصة بعد تعزيز قدراته التسليحية وتنسيقه مع دول الجوار”.
ووفق ما نقلته مصادر لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن دورية مشتركة للواءين 128 و73 كانت تمشط المنطقة بين مدينة سبها ووادي غدوة، فعثرت على سيارة مجهزة بأسلحة متوسطة، على متنها 4 أشخاص.
تحالف إرهابي
ورجحت المصادر ذاتها تورط هذه الخلية في تفجير سيارة مفخخة قرب معسكر أحد ألوية الجيش في منطقة أم الأرانب جنوب غربي ليبيا، قبل أسبوع، وانتقلت شرقا عبر الدروب الصحراوية.
وسبق هذا الهجوم عملية نفذها “داعش” أواخر يناير الماضي، حين استهدف أفراد دورية تابعة لإحدى كتائب الجيش بمنطقة جبل عصيدة قرب بلدة القطرون جنوب غرب ليبيا، ورد الجيش بعمليات واسعة في حينه أسقطت قتلى في صفوف التنظيم وضبطت آخرين يحملون جنسيات أجنبية.
وقال الجيش إنه أحكم سيطرته على الجنوب وقطع الطريق على إمدادات جماعات إرهابية، مما دعاها لتشكيل تحالف لمتابعة نشاطها، غير أن الجيش يسعى لتتبعها عبر الاستطلاعات البرية والجوية والدوريات المتحركة، مشددا على أن الأوضاع الأمنية “أصبحت أفضل”.
وفي هذا السياق، أكد آمر منطقة سبها العسكرية اللواء فوزي المنصوري، أن أغلب التنظيمات التي تستهدف الجيش جنوبا لها امتداد في الدول المجاورة، مما دعاه للتنسيق مع هذه الدول لمحاصرة المتسللين.
الجيش يبادر
ويرصد الخبير العسكري، عبد الحميد الكاسح، تطورا في أداء الجيش خلال مواجهته للجماعات الإرهابية في الفترة الأخيرة، قائلا إن القوات “هي التي باتت ترصد مسبقا وتقوم بالمواجهة، فيما كان الأسلوب السابق أن الإرهابيين يبادرون باستهداف نقاط أمنية منتشرة على الطرق النائية، وثكنات مؤقتة للجيش في الجنوب”.
وفي تقدير الكاسح، فإن ميزان القوة حاليا يميل لصالح الجيش بعد إرسال تعزيزات عسكرية برية وجوية لدعم قواته المتمركزة في الجنوب خلال معاركها ضد الإرهابيين وشبكات الجريمة المنظمة، التي تتحرك في حدود واسعة بين ليبيا وتشاد والجزائر والنيجر.
ويتفق الخبير في الجماعات الإرهابية سليمان الشافعي، مع الكاسح في أن الجيش “صارت في يده المبادرة لحد كبير”، قائلا إن عدة اشتباكات حدثت منذ شهرين بعد أن اكتشفت الدوريات الصحراوية التابعة لقوة عمليات الجنوب حركة عناصر داعشية جنوب القطرون وحاصرتها، مما أسفر عن مقتل 7 منها وأسر آخرين.
ووفق تقارير عسكرية وأمنية، فإن عمليات الجيش قضت بنسبة كبيرة على انتشار عصابات التهريب، وقللت نشاط الفصائل المسلحة التي تدخل ليبيا من دول الجوار، خاصة التابعة لمتمردي تشاد والسودان، وأضعفت قوة تنظيمي “القاعدة” وداعش في المنطقة الجنوبية التي كان يأمل التنظيمان أن تكون منطلقا لمهاجمة باقي المدن الليبية.