رهاب……… رهاب … هكذا تولد الأفكار العظيمة .. بقلم / د. محمد خير حسن محمد خير .. ما عاد جسد الاقتصاد يحتمل
*رهاب……… رهاب*
*هكذا تولد الأفكار العظيمة*
*بقلم / د. محمد خير حسن محمد خير*
*ما عاد جسد الاقتصاد يحتمل*
سئلت في منبر الاقتصاديين العام على الواتس اب عن رأيي في لجنة الطوارئ الاقتصادية فقلت لهم سأبين لكم رأيي والذي قد يشتمل على أفكار ربما تبدو وكأنها حزمة متناقضات وقد تتفقوا معي فيها أو تختلفوا …
ولعله من لدن اللجنة الاقتصادية الفوقية التي شكلها الرئيس السابق عمر البشير ورغم اشتمالها على قيادات عدد من الوزارات والمؤسسات الاقتصادية الا انني قلت فيها ما لم يقله مالك في الخمر ووصمتها في مقالاتي بأنها لجنة فوقية ستؤدي حدوث so many distortions في الاقتصاد الذي هو في الأصل لا تنقصه التشوهات… وقد رددت التشوهات المتوقعة بسبب التقاطعات والتضاربات التي يمكن أن تحدث نتاج القرارات الفوقية التي ستتخذها اللجنة والسياسات التي تسعى إلى تطبيقها الوزارات المتخصصة… وقد كان … ومن عجب لم تفلح الأولى ولن تفلح الثانية …
ولدي مثال واقعي جدا لمثل هذه التقاطعات المزعجة …. كان ينتهج بنك السودان سياسة سعر الصرف المرن المدار Floating Managed Exchange Rate Policy .. وكان يحدد للبنوك التجارية السعر التأشيري ويسمح لها بانحرافات لا تتجاوز 0.5 … وسند البنك المركزي هذه السياسة بمزادات للنقد الأجنبي ليحدث وفرة لدى البنوك التجارية وفق أولويات مضبوطة للواردات.. وقد أفلح بنك السودان عبر هذه السياسة من تحقيق استقرار معقول جدا ” في سعر صرف العملة الوطنية ولفترة محترمة وحدث تقارب مميز بين سعر الصرف الرسمي والسعر في السوق الموازي وكانت هذه أولى الخطوات في الاتجاه الصحيح وبدأنا نحس بإمكانية حدوث بعض التعافي لاقتصادنا المتهالك …
ومن عجب ودون أي مقدمات ولا اي ترتيبات أو تدابير وبين ليلة ٍ وضحاها أصدرت لجنة الطوارئ الاقتصادية قرار بتحرير سعر الصرف وخروج بنك السودان من مساحة إدارة سوق النقد الأجنبي وسعر الصرف…
وحدث الانفلات وتدنت قيمة العملة الوطنية على نحو لم يسبق له مثيل والتي وصلت نحو 800 جنيه للدولار الواااااااااحد … ولم تتحسن قيمة العملة الوطنية الا بعد ما راجع بنك السودان سياسته وتدخل مرة أخرى في سوق النقد الاجنبي بضخ كميات مقدرة من العملات الحرة في البنوك التجارية ليستجيب لطلبات كل الموردين (للسلع المسموحة) وطلاب الخارج والمسافرين بغرض العلاج وغيره… عليه اقول للجنة الطوارئ الاقتصادية لابد أن *ندع الخبز للخبازين* ويكفينا ارتجال القرارات فما عاد جسد الاقتصاد السوداني يحتمل مزيد من الجراحات ( الفاشلة )…
بيد أنني أعود واقول ان الله ليزع بالسلطات ما لا يزع بالقرآن … ولكن ليس بلجان فوقية يديرها ويدخل في عضويتها من ليس له علاقة لا بالاقتصاد ولا بالسياسة… بل نريد للسلطان أن يوفر commitment عالي المستوى للسياسات التي تنتهجها الوزارات والمؤسسات الاقتصادية يحميها من التقاطعات التي تحقق عبرها بعض الجهات مصالحها الذاتية خصما” على مصلحة الوطن … وان شئتم فلدي لمثل هذه التقاطعات كذلك امثله نتركها لمقال آخر…