معلومات صادمة.. ما لا تعرفونه عن مرشحي الرئاسة الفرنسية
بعد أن حصر السباق الرئاسي في فرنسا بجولته الثانية المرتقبة في 24 أبريل الجاري، بين المرشحين إيمانويل ماكرون ومارين لوبان، ينتظر الفرنسيون مساء اليوم الأربعاء مناظرة حاسمة بين الاسمين.
وفي انتظار تلك اللحظات، ينبش الكثيرون في ماضي المرشحين عن خبايا وكواليس قد تشكل أولا ضربة لحظوظ تقدمهم، على الرغم من أن الإحصاءات تظهر تقاربا إلى حد بعيد بينهما مع فارق بسيط لصالح ماكرون، الرئيس الحالي، الطامح لولاية ثانية.
العرب والعالمروسيا و أوكرانيابعد استيائه من كاريكاتير.. موسكو تذكر ماكرون بـ”شارلي إبدو”
فبالنسبة لمارين لوبان، قد لا يعرف الكثيرون حتى من الفرنسيين، أن اسمها الحقيقي هو ماريون، إذ عند ولادتها لم يعطها أبوها اليميني المتطرف جان ماري لوبان الاسم الأول “مارين” لكنه أشار إلى ثلاثة أسماء أخرى “ماريون” و”آن” و”بيرين”، ليتم اختيار اسم ماريون لاحقا.
وتسكن لوبان مع صديقتها انجريد منذ فترة، بعد ترك أبنائها البيت الأسري لكي يشقوا طريقهم في الحياة.
جثة في مشرحة
ولعل أغرب حادثة في صباها يوم اصطحبها والدها إلى مشرحة لرؤية جثة شخص قتل نفسه في حادث سيارة.
أما الهدف الغريب من هذه الزيارة الفريدة فهو تعليم الطفلة الصغيرة آنذاك احترام الموتى.
عام 1984، غادرت والدتها بييرات فجأة منزل العائلة، لتختبئ مع عشيقها في ضواحي مدينة تولوز الفرنسية.
وهنا بدأت الفضائح العائلية تنشر في الإعلام الفرنسي، فقررت مارين أن تقاطع والدتها لمدة 15 عاما.
هوس القطط
إلى ذلك، تعتبر المرشحة “المتشددة” بأفكارها اليمنية إلى حد ما من “المهووسين” بالقطط، أو محبيها بشكل كبير، على الرغم من أنها تنكر ذلك، مفضلة صبغها بصورة الأم المثالية المحاطة بأبنائها.
ويبدو أن لتلك السياسية المحافظة تاريخا شبابيا حافلا، فقد جابت مارين العديد من النوادي الليلية الباريسية خلال شبابها، وفقًا لروايات العديد من الشهود.
تجول في النوادي الليلية
ففي هذا السياق، قالت ماري درباس Marie d’Herbais، إحدى صديقاتها المقربات في ذلك الوقت، “لطالما أحبت التجول في النوادي الليلية بين المشاهير”.
وعلى الرغم من ميولها العنصرية ضد الأجانب في فرنسا، فقد أدت لوبان اليمين وأصبحت محامية عام 1992. وأقسمت بضمان استمرار المثول الفوري أمام الغرفة 23 لمحكمة باريس. وللمفارقة فرض عليها خلال عملها أن تدافع عن العديد من المهاجرين غير الشرعيين.
وتعليقا على هذا التناقض الصارخ بين قناعاتها السياسية وما تنادي به في تجمعاتها الانتخابية، أكدت أنها لا ترى أي تناقض، معتبرة أن هؤلاء المهاجرين بشر ولديهم حقوق، ولا يمكن لومهم على سياسة الهجرة.
مقابلة أغضبتها
عام 2005، غضبت مارين بعد نشر مقابلة مع والدها في جريدة Rivarol الأسبوعية، التابعة لليمين الفرنسي المتطرف آنذاك، استحضر فيها الاحتلال الألماني، نافيا أن يكون غير إنساني.
فأخذت لوبان نائبة رئيس الحزب اليميني المنتخبة البالغة من العمر 37 عامًا آنذاك إجازة من سلطات الحزب المتطرف وأوشكت في العام ذاته أن تعتزل السياسة.. لكنها لم تفعل!
8 مخالفات سير
إلا أنها أغدقت في المخالفات. فسنة 2012 خسرت رئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبان 12 نقطة من شهادة قيادتها إثر ثماني مخالفات لقانون السير من بينها السرعة الزائدة.
فلم تعد بالتالي تملك رخصة قيادة على الرغم من أنها حاولت في 2014 إلغاء تعليق شهادة قيادتها أمام القاضي، موضحة أنها لم تكن هي التي تقود السيارة بل سائقها، لكن محكمة “ليل” رفضت طلبها.
خلال حملتها الانتخابية عام 2017، خسرت مارين لوبان 12 كلغ من وزنها لتبدو أو تظهر بشكل أفضل، لكن رغم ذلك لم يحالفها الحظ.
“موزار الإليزيه”
أما إيمانويل ماكرون، فهناك الكثير أيضاً مما لا يعرفه الناس عنه.
فهو عازف بيانو محترف، إذ تلقى عندما كان صغيرًا، دروسًا في العزف على البيانو في المعهد الموسيقي في أميان، حتى انتهى به الأمر بالحصول على الجائزة الثالثة في المعهد الموسيقي هذا.
حتى إن زملاءه أطلقوا عليه خلال فترة وجوده في الحكومة الفرنسية وزيرا للاقتصاد، لقب “موزار الإليزيه”.
مولع بجدته
ولطالما كان ماكرون قريبًا جدًا من جدته التي كان يسميها “مانيت”، حتى إن بعض أقاربه يصف تلك العلاقة بـ”غير المسبوقة والقوية للغاية”.
لكنه في أبريل 2013، تلقى مكالمة طارئة من والدته وكان آنذاك في قصر الإليزيه، تبلغه بأنها متعبة جدا، فما كان منه إلا أن استقل سيارة للقائها، فتوفيت مانيت بين ذراعيه.
كتب رواية!
في صباه، كان حلمه أن يصبح كاتباً قبل وقت طويل من أن يأخذه معترك السياسة.
فقد كان شغوفا بمادة الأدب، كما أكد في فبراير الماضي خلال مقابلة مع جريدة L’Obs.
وفي هذا السياق، أكد جان باتيست دي فروفونت، وهو زميل دراسة سابق لإيمانويل، أن الأخير بدأ في كتابة رواية ملحمية من 100 صفحة، حول أميركا الجنوبية.
إلى ذلك، يبدو أن الرئيس تدرب على التنفس. فمنذ أن تصدر عناوين الأخبار، من خلال صراخه عبر الميكروفون في نهاية لقائه في باريس في العاشر من ديسمبر الماضي، استدعى ماكرون محترفًا وهو المدرب الأوبرالي على الغناء Jean-Philippe Lafont لتلقي دروس في الأداء.
كما تلقى خلال تلك الجلسات تدريبا على التنفس، أو قراءة نص أثناء محاولة الإبطاء، أو الإصرار على كلمة معينة، أو التفكير في الروابط والوقفات أو حتى غناء النص أثناء إلقاء كلماته الرئاسية.
خلال السنوات التي قضاها في مدرسة Lycée de la Providence في أميان، شارك الرئيس الحالي في دروس مسرحية.
في هذا الوقت وقع في حب معلمته الفرنسية Brigitte Trogneux. وهي اليوم سيدة فرنسا الأولى.
لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن ابنة بريجيت (التي كانت تبلغ من العمر 16 عامًا آنذاك) والتي كانت من جيله أيضا وقتها، شاركت بدورها في تلك الدروس المسرحية. لكن من المفارقات أنه لم يتزوج الابنة بل الأم.
إلا أنه على الرغم من أن الأمور اليوم تسير بشكل جيد بالنسبة للعلاقة بين الرئيس وزوجته، فإن الأمور كانت أكثر تعقيدا في البداية، خاصة أن أسرته واجهت صعوبة كبيرة في تقبل هذا الاختلاف الكبير في العمر.
بل حاولوا كبح علاقتهما حينها، وقرر والدا إيمانويل مقابلة بريجيت وطلبا منها عدم رؤية ابنهما حتى يبلغ سن الرشد، بحسب ما أكدت Anne Fulda، مؤلفة كتاب عن سيرة “إيمانويل ماكرون”.
إلا أن للحب حسابات أخرى، كما للسياسة أيضا حساباتها التي ستتكشف خلال الساعات المقبلة حول هوية ساكن الإليزيه المقبل.