العسكر يبحثون عن (كلمة السر) لتعيين رئيس الوزراء والعبور بالإنتقالية

تداولت وسائل إعلام محلية وعالمية أسماء وترشيحات لتقلد منصب رئيس الوزراء في الفترة الإنتقالية في السودان. وظل المنصب شاغراً لأشهر عقب إستقالة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك الذي فشل في تشكيل حكومة لقرابة الشهر ونصف بعد قرارات 25 أكتوبر التصحيحية.

ومن أبرز الأسماء المتداولة د. حامد البشير الوالي الأسبق بولاية جنوب كردفان ود. كامل إدريس ود. التجاني سيسي بينما تتحدث مصادر أن رئيس الوزراء ربما يأتي ترشيحه من دوائر لا علاقة لها بالأحزاب.

وأكدت المصادر أن الهدف الأساسي لتأخر تعيين رئيس الوزراء هو الوصول إلى أكبر درجة من التوافق على الشخصية المختارة للعبور بالمرحلة الإنتقالية إلى بر الأمان.

والتوافق هو كلمة السر التي يبحث عنها المكون العسكري لتعيين رئيس الوزراء والعبور بأمان بالمرحلة الإنتقالية حيث جدد رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلتزام الحكومة الكامل بعملية حوار سوداني جامع للتوصل إلى حل توافقي للأزمة الراهنة التى تمر بها البلاد.

وأكد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، خلال لقائه رئيس يونيتامس ومبعوثي الإتحاد الأفريقي ضرورة توافق السودانيين من خلال حوار شامل يضم الجميع، بهدف الوصول إلى رؤية موحدة، لإستكمال الفترة الإنتقالية، وصولاً لمرحلة إجراء الإنتخابات.

وبحث اللقاء، التطورات التي يشهدها السودان والجهود التي تبذلها الأطراف الثلاث بشأن تسهيل الحوار بين الأطراف السودانية. وتلقى حميدتي شرحاً مفصلاً حول جهود الآلية خلال المرحلة الماضية والنتائج التي توصلت اليها.

وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خالد حسن أن تجربة حمدوك في حكومتين جعلت الجهات المختصة تتريث في إختيار شخصية مرنة ومؤهلة ومتفق عليها ليجلس على كرسي رئيس الوزراء. وقال خالد أن حمدوك خضع لبعض الأحزاب ذات التأثير الضعيف والأجندة المعلومة لذلك فشل مرتين في تشكيل حكومة ترضي تطلعات الشعب السوداني خلال الفترة الإنتقالية. وأكد خالد أن التوافق المنشود بدأ يلوح في الأفق بعد جهود كبيرة بذلها المكون العسكري في تقريب وجهات النظر وربما تتوج هذه الجهود قريباً بتعيين رئيس الوزراء وإكمال هياكل السلطة الإنتقالية وصولاً إلى إنتخابات حرة ونزيهة تؤدي إلى التحول المدني الديمقراطي.

وقال خبراء ومحللون سياسيون أن حالة التشظي والتشاكس التي تعيش فيها الأحزاب السياسية أرهقت الشعب السوداني وجعلته يعيش في دوامة من الإحباط والإنخداع ببعض الأسماء الرنانة التي كانوا يعولون عليها لقيادة البلاد. وأكد الخبراء أن بعض الحكومات الغربية التي لا تريد الإستقرار للسودان عملت على عدم خروجه من الدائرة الضيقة حتى يسهل إلتهامه وتطويعه. لذلك تحاول بقدر الإمكان إبعاد التوافق عن العملية السياسية. مشيرين إلى أن الغرب فقد بريقه وسط السودانيين بعد أن مارس الخداع الإقتصادي والسياسي دون أن يقدم رؤية واضحة في التعامل مع السودان فغابت المعالم، ومضى السودانيون بمواردهم الذاتية وأفكارهم في البحث عن مصلحة السودان بعيداً عن الأجندة المشبوهة وأهواء المنظمات والتنظيمات والعمالة.

مقالات ذات صلة