علاء الدين محمد ابكر يكتب .. لا بترحموا حي ولا بترحموا ميت

*علاء الدين محمد ابكر يكتب* ✍️ *لابترحموا حي ولابترحموا ميت*
_____________

*صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فأرفق به» رواه مسلم*
لقد كتب الله علي نفسه الرحمة فهو الرحمن الرحيم جعل الارض للبشر مستقر فيها الزرع والضرع والمياه والانعام ولكن الانسان افسد فيها وجعل من نفسه طاغوت يمارس فيها الظلم والقهر والطغيان

وقد كان خبر صادم وانا اسمع عن عن اعتزام السلطات الحكومية بولاية الخرطوم عن فرض رسوم مالية علي الدفن في المقابر وبعد التاكد من مصدر الخبر عبر *موقع سودان ميديا الذي كتب بتاريخ 1/4/2022 عن فرض رسوم دفن الموتى بولايه الخرطوم بمبلغ 10000جنيه* ، والله العظيم لو كان هذا القرار صدر ابان العهد البائد لكان اخف وطأة علي اساس ان ذلك النظام كان متوقع منه فعل اي شي ولكن ان يصدر هذا القرار الجائر في عهد يوصف بانه ثوري فان ذلك يطعن فيها ويؤكد شكوكنا في نوايا هذه الفترة الانتقالية والتي صارت عبارة عن انتقام ممنهج من المواطن البسيط المغلوب على امر الذي وجد نفسه يعيش العذاب والقهر من حكومة اتت بعد ثورة ظن الجميع انها سوف تعمل علي رد الحقوق حيث لم تتوقف وزارة المالية عن اصدار التوجيهات الحكومية بفرض المزيد من الرسوم علي الخدمات مع رفع كامل للدعم وتلك والله مظلمة في حق الفقراء مانزل الله بها من سلطان و هي فوق طاقة المواطن البسيط ويكفي ان المواطن الحي ظل يعاني في سبيل العيش الكريم مع ارتفاع اسعار المواد الغذائية وارتفاع ثمن مقابلة الطبيب للعلاج وتردي التعليم وارتفاع اسعار الكهرباء والمياه والغاز والخبز وغيرها من الاوجاع التي جعلت العديد من السودانين يعيشون ظروف نفسية اقرب للجنون واخرين فضلوا الهجرة الي ارض الله الواسعة هرب من بلاد لا تراعي الحكومة فيها ظروف الناس في فصل الشتاء وهي تعلن عن ايقاف الخبز المدعوم وفي فصل الصيف تقوم برفع رسوم شراء الكهرباء والمياه و هي بذلك لم تحترم مشاعر المسلمين في شهر رمضان الكريم وهي تقوم بقطع جائر للمياه والكهرباء ولن نجد وصف يليق بها غير انها حكومة انتقامية ولانعرف من يقف خلف تلك الاجراءات الانتقامية في حق الشعب السوداني ولكن الله رب العالمين يعلم كل شي ولن يتاخر عقاب السماء علي كل من يريد ان يفسد في الارض فالله سبحانه وتعالي كفيل به كهذا علمنا القران والتاريخ والايام و من يراجع كتب السيرة يعرف اسلوب سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب في ادارة الدولة حيث تقول القصة *أن عمر بن الخطاب كان يسير يوماً في الطريق فرأى رجلاً يتسول، فقال له مالك يا شيخ؟ فقال الرجل: أنا يهودي وأتسول لأدفع الجزية، فقال عمر: والله ما انصفناك نأخذ منك شاباً ثم نضيعك شيخاً والله لأعطينك من مال المسلمين، وأعطاه عمر ـ رضي الله عنه ـ من مال المسلمين* رحم الله سيدنا عمر بن الخطاب وهو المبشر بالجنة ورغم ذلك كان يحمل هم الانسانية ، ان دفن جثمان المتوفي في العديد من الدول يجد التعاطف من الحكومة والمواطنين حيث تسارع المنظمات الخيرية بالتطوع بحفر القبور وتقديم الاكفان وادوات غسل الميت فهي عندهم باب للتقرب لله عكس مايحدث عندنا باستحداث بدعة فرض رسوم علي مقابل الدفن فهل تضمن هذه الحكومة بان كل مواطن يمتلك هذا المبلغ والله ان هذه بدعة لم نسمع بها من قبل ان الميت في السودان عندما كان علي قيد الحياة لم يجد منكم اهتمام او رحمة فوق الارض فماذا تريدون منه وهو ميت تحت الارض في انتظار يوم العرض فجوف الارض ارحم له بكثير من فوقها من ظلم وجور فهناك الراحة الابدية لا رسوم ولا ضرائب ولا اعباء او ظلم حاكم ، اتمني من الحكومة التراجع عن هذا القرار اذا كان قد صدر منها بالفعل فهو قرار لايمت الي الانسانية بشي وضد حقوق الانسان ويخلق نوع من الغبن

يقول الله تعالي
*لا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَآ إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦ ۖ وَٱعْفُ عَنَّا وَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَآ ۚ أَنتَ مَوْلَىٰنَا فَٱنصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَٰفِرِينَ*
صدق الله العظيم

*المتاريس*
*بقلم علاء الدين محمد ابكر*
alaam9770@gmail.com

مقالات ذات صلة