الثورة السودانية في عامها الثالث هل حققت اهدافها ؟

تمر هذه الايام على السودانيين بالداخل والخارج الذكرى الثالثة للثورة السودانية الشعبية الباذخة ، التي ازاحت البشير ونظامه من سدة الحكم ، على الرغم من قبضته الحديدية وبعسكره وصولجانه وهو في كامل قوته وجبروته ، بعد ما جثم في صدر الشعب السوداني ثلاثين عاما بالتمام والكمال .

إنّ الثورة السودانية العظيمة التي اسقطت اعتى دكتاتورية في افريقيا التي هزّ عرشها حناجر الثوار وتوارت خجلاً خلف هتافات الثوار الشباب والشابات الذين سطروا اسمائهم باحرفً من نور والشهداء الذين دفعوا بارواحهم الطاهرة مهراً للثورة ، ففي مثل هذا اليوم الحادي عشر من ابريل 2019م هو يوم النصر المؤزر للشعب السوداني الذي ازاح كابوس حزب الرجل الواحد الذي كان مهيمناً على كل مفاصل الدولة .

فعلى الرغم من الانتصارات الباهرة التي حققتها الثورة السودانية الظافرة ودخلت عامها الثالث إلاّ انّ الثورة الشعبية التي بهرت كل سكان الكرة الارضية باعرابها واعاجمها واصبحت شعاراتها ايقونات عاليمة وماركة سودانية “خالصة” مسجلة إلاّ انها لم تبلغ اهدافها ولم تنُفذ الي غاياتها النهائية ومراميها ولم تصل الي محطتها النهائية ، و التي من اجلها قامت وهي تنشد القيم الانسانية النبيلة “حرية سلام وعدالة”

إنّ الثورة السودانية الشعبية لم تبلغ شأوها بعد وذلك بسبب التقدير الخاطىء للساسة السودانيين الذي تسيدوا المشهد السياسي عقب سقوط البشير بنظامه الحركة الاسلامية واعتلوا منابر السياسية ولم يكن بجعبتهم ايّ رؤية سياسية او برنامج عمل ذو جدوى سياسية واقتصادية وليست لهم الرؤية والنظر بعمق الي الابعاد الاجتماعية مع التقاطعات الاقليمية والدولية وابعاد المصالح ، وبالتالي فشلت الحاضنة السياسية من مد حكومة الثورة الاولى باي ملامح لخطة عمل قصيرة الاجل او برنامج عمل متوسط الاجل او اعطاء الحكومة التنفيذية رؤية إستراتيجية طويلة الامد تساعدها للقيام بعملها التنفيذي .
يرى الخبراء والمراقبين للشان السوداني بعد سقوط النظام السابق بانّ الثورة السودانية الشعبية قد نجحت ولكنها لم تحقق اهدافها بعد ، على الرغم من الفرص الذهبية التي اُتيحت لحكومة الثورة الاولى وحاضنتها السياسية “قحت” لتقديم ما هو مفيد ويخدم قضية التحول الانتقالي السوداني الي براحات الديمقراطية الرحبة .

ويشير الخبراء بانّ الحاضنة السياسية لحكومة الثورة كبلت الحكومة بخلافاتها ومشاكلها البينية الامر الذي جعل الحكومة لا تستطيع قيادة دفة دولاب العمل التنفيذي ، مما اضطر فيه الي حلّ الحكومة وتم تشكيل الحكومة الثانية والتي لم تستمر طويلاً حتى تدخل البرهان واجرى تعديلاً شاملاً بحله الحكومة وجمد بعض بنود الوثيقة الدستورية واعلن حالة الطواريء في السودان الامر الذي عقد معه المشهد السياسي واربك معه علاقات السودان الاقليمية والدولية ، وما زالت الاوضاع السياسية في البلاد تراوح مكانها .

مقالات ذات صلة