الترويكا تسعى لإنقاذ يونيتامس بإرضاء العسكر
سارع سفراء دول الترويكا والذي يضم الولايات المتحدة والنرويج وبريطانيا للقاء رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لتدارك تداعيات الخلاف مع رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيريتس. وأكدت الترويكا دعمها للمبادرة الأممية وجهود رئيس البعثة في السودان.
وأوضحت القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدي السودان السفيرة لوسي تاملين في تصريح صحفي، عقب اللقاء، أن إجتماع دول الترويكا مع الرئيس البرهان كان صريحاً وبناء. وأعلنت فيه دول الترويكا دعمها القوى لتسهيل جهود عملية الحوار السياسي بين السودانيين تحت رعاية الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي والإيقاد. والذي من المتوقع أن يقود لقيام حكومة إنتقالية ومدنية مقبولة.
وحول ذات اللقاء قالت الترويكا في بيان تم نشره على الصفحة الرسمية للسفارة الأمريكية بالفيسبوك: (أعربنا لرئيس مجلس السيادة عن دعمنا القوي لتفويض بعثة اليونتامس الذي وافق عليه مجلس الأمن الدولي، وعمل الممثل الخاص للأمين العام فولكر بيرتيس لتنفيذ تفويض متعدد الأبعاد يدعم تطلعات الشعب السوداني إلى السلام والتنمية والديمقراطية).
وكان البرهان قد هدد رئيس بعثة يونيتامس بالطرد حال إستمراره في تجاوز تفويضه. ووجه البرهان رئيس يونيتامس فولكر بيرتس بأن يكف عن التمادي في تجاوز تفويض البعثة الأممية والتدخل السافر في الشأن السوداني وبأن ذلك سيؤدي إلى طرده من البلاد. بينما دعا الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي لتسهيل الحوار بين السودانيين وتجنب تجاوز تفويضهم والتدخل في شؤون البلاد.
وعقب تصريحات البرهان الساخنة والمهددة بالطرد طلب رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيريتس لقاء رئيس مجلس السيادة، حيث تطرق اللقاء للإحاطة التي قدمها فولكر لمجلس الأمن بشأن الأوضاع في السودان.
وقال البرهان أن الإحاطة لم تكن شاملة لمجمل الأوضاع في البلاد ولم تستصحب معها المؤشرات الإيجابية التي حدثت على الأرض. داعياً بعثة اليونيتامس للوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف في الساحة السياسية، بما فيها الجيش. من جانبه أوضح رئيس بعثة يونيتامس أن الإحاطة التي قدمها لمجلس الأمن مستمدة من المعلومات والتقارير التي يعدها مكتبه بالخرطوم.
مبدياً إستعداده لمراجعة أي معلومات غير دقيقة وردت في التقرير الذي قدمه لمجلس الأمن الدولي.
وخلال إجتماعه الدوري برئاسة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس تداول مجلس السيادة الإنتقالي حول عمل بعثة اليونيتامس وسلبيات آدائها خلال الفترة الماضية وأهمية إلتزام البعثة بالمهام الأساسية التى منحت لها وفي مقدمتها دعم إتفاقية جوبا لسلام السودان.
وقال خبراء ومحللون سياسيون أن رؤية مجلس السيادة تتطابق مع رؤية نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو الذي أكد في أكثر من لقاء أنهم ليسوا ضد المجتمع الدولي ولكنهم يرفضون التدخل في شؤون السودان الداخلية. وأكد دقلو في أكثر من فعالية أن بعثة يونيتامس لها مهام محددة وعليها أن لا تتجاوزها.
وأكد الخبراء أن هرولة دول الترويكا وخنوعها ورجاءاتها جاءت بعد إظهار القوة من قبل الحكومة السودانية وجديتها في التعامل مع تجاوزات بعثة يونيتامس بالطرد.
وهو من المفترض أن يكون ديدن التعامل مع المجتمع الدولي الذي لا يعرف إلا لغة القوة. مؤكدين أن الترويكا الآن تسعى لإنقاذ يونيتامس من الطرد بمحاولة إستمالة وإرضاء المكون العسكري بعد التقرير السيئ الذي تم تقديمه في مجلس الأمن ووعد البعثة بمراجعة بعض ما جاء فيه.
وتوقع الخبراء أن يكون الطرد هو مصير البعثة الأممية لأنها تحشر أنفها في كثير من الشؤون الداخلية وتعقد لقاءات مشبوهة مع عدد من الجهات والشخصيات والأحزاب إلى جانب إتهامات طالتها بتمويل بعض الكيانات التي تقود الحراك في الشارع، وأدت تصرفات وسياسات البعثة إلى خروج مواكب تطالب بطردها، مما شكل ضغطاً على الحكومة التي ربما تستجيب لمطالب مواطنيها وتقوم بطرد البعثة التي أربكت المشهد السياسي في السودان ولم تسهم بأية قدر في ترتيب الأوضاع ولم تساعد السودانيين في الوصول إلى الغايات المنشودة.