الاستخبارات البريطانية: مستشارو بوتين «يخشون إخباره بالحقيقة» بشأن الغزو
وكالات اثيرنيوز
اعتبر مدير الاستخبارات البريطانية جيريمي فليمينغ اليوم (الخميس) أن مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يخشون إخباره بالحقيقة» بشأن استراتيجيته الحربية «الفاشلة» في أوكرانيا، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفي خطاب ألقاه في الجامعة الوطنية الأسترالية في كانبيرا قال فليمينغ إن بوتين «ارتكب خطأ كبيراً جداً في تقدير» الغزو الذي بدأته قواته لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) وتداعياته. وأضاف «لقد رأينا جنوداً روساً – يفتقرون إلى السلاح ومعنوياتهم متدنية – يرفضون تنفيذ الأوامر ويخربون المعدات الخاصة بهم، بل ويُسقطون طائراتهم من طريق الخطأ». وتابع: «حتى لو كان مستشارو بوتين يخشون إخباره بالحقيقة، فإن ما يحدث ومدى جسامة هذه الحسابات الخاطئة يجب أن يكونوا واضحين تماماً للنظام».
ويكرر المسؤول البريطاني بذلك ما أدلى به في اليوم السابق مسؤول كبير في البيت الأبيض لجهة أن بوتين يتلقي معلومات مضللة حول مسار الحرب في أوكرانيا لأن مستشاريه يخشون إطلاعه على الخسائر العسكرية والاقتصادية التي تكبدتها روسيا بسبب غزوها جارتها.
وقال المسؤول في البيت الأبيض طالباً عدم نشر اسمه إن معلومات استخباراتية أميركية رفعت عنها السرية أظهرت أن «بوتين لم يكن على علم حتى أن جيشه كان يجند متطوعين ويخسرهم في أوكرانيا، ما يدل على انقطاع واضح في حصول الرئيس الروسي على معلومات موثوق بها».
وتحاول الاستخبارات الغربية تسليط الضوء على إخفاقات روسيا في هذه الحرب والانقسامات داخل الدائرة المحيطة ببوتين.
ويؤكد الغرب أن موسكو تستخدم في أوكرانيا بصورة متزايدة مرتزقة ومقاتلين أجانب.
وبحسب فليمينغ، فإن مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية زادت حضورها في أوكرانيا «إلى الدرجة القصوى» بعد أن كانت نشطة في هذا البلد منذ ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في 2014.
واعتبر المسؤول البريطاني أن «المجموعة تعمل كفرع ظل للجيش الروسي»، مما يتيح لبوتين إخلاء مسؤوليته عن «العمليات الأكثر خطورة».
ومع ذلك فإن الرئيس الروسي استخف، وفقاً لفليمينغ، بالمقاومة الأوكرانية وبقوة التحالف الدولي الذي تشكل ضده وكذلك أيضاً بتأثير العقوبات الاقتصادية على بلاده. وأضاف أن بوتين بالغ في تقدير قدرة جيشه على تحقيق نصر سريع.
ووفقاً لفليمينغ، فإن التعهد الذي قطعته موسكو هذا الأسبوع بتقليص نشاطها العسكري «بشكل كبير» حول كييف وفي مدينة تشيرنيغوف في شمال أوكرانيا «ربما يظهر أنها اضطرت إلى إجراء مراجعة أساسية» لعمليتها العسكرية