خطة مغربية في تل أبيب.. الهدف 200 ألف سائح إسرائيلي
وجه المكتب الوطني المغربي للسياحة بوصلته مؤخرا نحو السوق الإسرائيلية، من أجل الترويج لوجهة المغرب ومؤهلاته السياحية المتنوعة، واستقطاب سياح إسرائيليين.
وتماشيا مع هذا التوجه الجديد، شارك المكتب المغربي للسياحة (المسؤول عن الترويج لوجهة المغرب) في معرض سوق السياحة المتوسطي الدولي بتل أبيب، يومي 29 و30 مارس الجاري، بوفد هام ضم حوالي 30 فاعلا سياحيا، بهدف تعزيز الشراكات مع نظرائهم الإسرائيليين.
وقد اختار منظمو هذا المعرض، الذي يعتبر أكبر موعد للصناعة السياحية في إسرائيل، المغرب كضيف شرف خلال نسخة هذه السنة، وشارك هذا الأخير برواق امتد على مساحة 250 متر مربع.
وكانت الرباط وتل أبيب قد قررتا في ديسمبر 2020 استئناف العلاقات الدبلوماسية، وشرعت شركات خطوط جوية إسرائيلية ومغربية في تسيير رحلات مباشرة بين البلدين لتحفيز توافد السياح الإسرائيليين على المغرب.
وتجمع المغرب وإسرائيل اتفاقيات تعاون في مجالات عدة من بينها المجال السياحي، حيث وقع البلدان اتفاقية تهدف للترويج لوجهة المغرب السياحية، والتسويق المشترك من كلا الطرفين لتعزيز حركة السياحة الوافدة.
استقطاب 200 ألف سائح إسرائيلي
ويراهن المغرب على استقطاب حوالي 200 ألف سائح إسرائيلي، ويتوقع أن يتضاعف هذا العدد خلال السنوات القليلة المقبلة.
وتحتضن إسرائيل، وفق بلاغ لمكتب السياحة المغربي، جالية مغربية مهمة ظفرت اليوم، بفرصة التوجه إلى بلدها الأصلي عبر رحلات جوية مباشرة تربط بين الدولتين.
ويؤكد المصدر ذاته أنه “على هامش معرض السياحة الذي أقيم بتل أبيب، فقد اعتمد المكتب منذ بضعة أيام حملة ترويجية ودعائية بالعديد من المحاور الرئيسية بتل أبيب بغية الترويج لوجهة المغرب”.
وأكد الرئيس المؤسس لجمعية الصداقة المغربية الإسرائيلية سيمون سكيرا، على أهمية مشاركة المغرب في المعرض السياحي الأكبر في إسرائيل للتعريف بوجهة المغرب، واللقاء بمتعهدي الأسفار والرحلات في هذا السوق الواعد بالنسبة للمملكة.
ويشير سكيرا، الذي كان حاضرا في فعاليات المعرض بتل أبيب، إلى أن الربط الجوي المباشر ما بين البلدين عبر مجموعة من الخطوط الجوية، سيحفز الجالية المغربية في إسرائيل والتي يقدر عددها بأزيد من 800 ألف شخص على قضاء عطلهم في بلدهم الأم الذي تربطهم به روابط متينة.
ويعتبر المتحدث، في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”، بأن الربط الجوي والترويج لوجهة المغرب داخل البلد العبري، من شأنه المساهمة أيضا في جذب سياح إسرائيليين من أصول مختلفة، ممن لديهم الرغبة في زيارة المملكة والتعرف على مؤهلاتها الطبيعية وتراثها الأصيل.
سوق واعد
ويعتبر السوق الإسرائيلي واعدا واستراتجيا بالنسبة للقائمين على القطاع السياحي في المغرب، بالنظر لما يوفره من فرص هامة، حيث يسافر ما يقرب من 7 ملايين إسرائيلي سنويا خارج البلاد، وفق المكتب المغربي للسياحة.
ويشير سيمون سكيرا إلى ضرورة العمل على توفير عروض سياحية متنوعة موجهة للسياحة الترفيهية وللمعالم التاريخية وأخرى للعائلات وغيرها، وعدم الاقتصار فقط على السياحة الدينية.
ويشدد على أهمية التواصل الجاري بين الفاعلين السياحيين المغاربة والإسرائيليين، وخصوصا وكلات الأسفار، لتنسيق الجهود من أجل استقطاب السائح الإسرائيلي، الذي يعتبر من بين أكثر السياح “سخاء” خلال السفر.
ويلفت سكيرا إلى أن المغرب بدأ فعليا في جذب عدد من الزوار الإسرائيليين، مشددا على ضرورة مواكبة هذه العملية عبر توفير ظروف مناسبة لاستقبال السياح وإعداد مرشدين سياحيين قادرين على التواصل باللغة العبرية.
توفير ظروف الاستقبال
وقد عمل الوفد المغربي، الذي شارك في معرض السياحة المتوسطي الدولي بتل أبيب، على استعراض فرص الشراكة مع الفاعلين السياحيين في إسرائيل.
وذكر محمد السملالي، رئيس الفدرالية الوطنية لوكالات الأسفار بالمغرب، أن الحضور الوازن للفاعلين في القطاع السياحي بالمغرب في المعرض الدولي للسياحة بتل أبيب، هو مؤشر على رغبة المهنيين المغاربة في تعزيز الشراكة مع نظرائهم الإسرائيليين، مما سيسهم بشكل فعال في جذب سياح من الدولة العبرية، وخصوصا اليهود ذوي الأصول المغربية.
ويضيف السملالي، في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”، أن المملكة تبدل جهودا ملموسة من أجل الترويج لوجهة المغرب السياحية عبر العالم، مبرزا أن التاريخ والتراث اليهودي المغربي يمنح السوق الإسرائيلي ميزة عن باقي الأسواق الأخرى.
ويتابع المتحدث أن مهنيي قطاع السياحة يعملون على توفير جميع احتياجات السائح الإسرائيلي، بما في ذلك توفير نظام غذائي يتماشى مع الطقوس الدينية لليهود.
ويلفت السملالي، في هذا الصدد، لإطلاق سلسلة من الدورات التدريبية لفائدة مرشدين سياحيين قصد تعلم اللغة العبرية وتقريبهم من الثقافة اليهودية، في أفق إعدادهم لاستقبال السياح القادمين من إسرائيل.
ويشير الفاعل المغربي في قطاع السياحة إلى أن وكلات الأسفار تعمل على إعداد برامج تتلائم مع متطلبات الزوار الإسرائيليين، تتضمن زيارات للمدن التاريخية، وأخرى للأضرحة الدينية في مناطق مختلفة من المغرب.
ويتوقع السملالي أن يتحول المغرب في السنوات القادمة إلى وجهة سياحية مفضلة لدى اليهود المغاربة المقيمين في إسرائيل، والذي يشكلون نسبة مهمة من سكان هذا البلد العبري.