خبير : الخرطوم تحتاج بشدة لفرض هيبة الدولة بابرهان
استنكر الدكتور محمد عبدالفتاح المك الخبير والمحلل السياسي قيام فئة صغيرة من سكان العاصمة الخرطوم بقفل الطرق أمام المارة ومنعهم من الوصول إلى أماكن عملهم ومنع الناس من الوصول إلى المستشفيات والمراكز الصحية ومنع التجار من الوصول إلى الأسواق ومنع السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية من الدقيق والسكر والبترول من الوصول إلى محليات وأحياء الخرطوم القريبة والبعيدة ومنع التلاميذ من الوصول إلى مدارسهم وكذلك طلاب الجامعات
مبينا ان الوضع اذا استمر على ماهو عليه وسط هذا الصمت المطبق من الدولة فإن ذلك سيمهد الطريق أمام حرب أهلية لاتبقي ولاتذر وان ذلك سيصنع بيئة خصبة ومرتع ممتاز لخلق ولتنامي الجماعات الإرهابية وتمدد ظاهرة الجماعات المتشددة والمتزمتة مؤكدا ان تقطيع أوصال العاصمة الخرطوم بهذه الصورة وصعوبة وصول الأجهزة الامنية والشرطية لمدن الولاية واحيائها الرئيسية وعدم قدرتهم للاستجابة لنداءات الاستغاثة التي يطلقها المواطنين فإن ذلك كفيل بانتشار الجريمة واستباحة المواطن السوداني في اي بقعة من العاصمة.
وتحسر المك على حال الخرطوم الان موضحا انها كانت من انظف العواصم الافريقية وأكثرها امنا وإستقرار منوها الي ان سفراء الدول الغربية العظمى في الخرطوم كانوا يمارسون رياضة المشي والعدو في شارع النيل علنا وفي الصباح الباكر وأمام أعين الناس آمنين مطمئنين دون أدنى حراسة شخصية في وقت كان السودان موضوع في لائحة الإرهاب الأمريكية زورا وبهتانا منوها الي ان الخرطوم الان باتت من اوسخ واقذر العواصم الافريقية وأكثرها انعداما للامن والأمان وأصبح القبح صفة ملازمة لها بعد أن حرضت الكثير من القوى السياسية السودانية التدميرية الشباب المغيب لاقتلاع السنتر لوك واعمدة الكهرباء ولافتات الإعلانات وكل ماهو جميل في شوارع الخرطوم مبديا دهشته في أن مجلس السيادة يرسل القوات العسكرية المشتركة تتري الي الولايات لفرض هيبة الدولة وردع المتفلتين والمجرمين وفي نفس الوقت مجلس السيادة عاجز عن فرض هيبة الدولة في العاصمة مشيرا الي ان قفل الطرق والسيولة الامنية ستمنع المستثمرين الاجانب من القدوم الي السودان وستجعل الموجودين الان في الخرطوم يلوذون بالهرب مشددا على ان كثير من الاحزاب تعمل بكل الأشكال للوصول إلى السلطة حتى وان كان ذلك على أشلاء الوطن والمواطن.
وأكد المك انه وبعد قرارات ال 25 من أكتوبر التصحيحية التي تلاها البرهان في بيان مشهور فإن الشعب السوداني لايعلم اي احد او كيان او جماعة مسئولة عن أمنه واستقراره ووحدة وسلامة الوطن غير المؤسسة العسكرية السودانية قانونيا وأخلاقياً داعيا الفريق أول البرهان الي فرض هيبة الدولة لافتا الي ان 90% من ابناء الشعب السوداني لادخل لهم في الصراع السياسي الدائر حاليا والذي تقوده الاحزاب التي فقدت السلطة في ال 25 من أكتوبر موضحا ان الغالبية العظمى من الشعب السوداني ترغب فقط في العيش بكرامة وأمن وطمأنينة وتوفير الخدمات الاساسية لهم دون من او أذى.