تركيا تقطف ثمار الحرب الروسية الأوكرانية مبكراً
وكالات اثيرنيوز
مع تصاعد حدة الأزمة الأوكرانية، ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبول وقف إطلاق النار ، وما صاحب ذلك من مواقف متعنته، وتصريحات حادة من جانب الدولة الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية، برزت السياسة الخارجية التركية مغردة خارج السرب الغربي، بهدف ضمان استمرار علاقاتها المتميزة مع الدولتين الجارتين لها، ورفض التحيز لإحداهما دون الأخرى، وهي السياسة التي أهلتها – دون غيرها – للقيام بدور الوسيط النزيه، الذي يسعى بجدية إلى إيجاد حل عملي ومنطقي يفضي إلى وقف كامل لإطلاق النار، والعمل عبر القنوات الدبلوماسية لبحث النقاط الخلافية التي أدت إلى نشوب هذه الحرب.
التحرك التركي لقى ترحيبا كبيرا من دول حلف الناتو، التي تخشى اتساع رقعة الحرب، بما ينذر حال حدوثه باشتعال حرب عالمية ثالثة، العالم في غني عنها. فيما أعربت واشنطن عن سعادتها لنجاح تركيا في عقد اجتماع ثلاثي جمع وزراء خارجية كل من روسيا وأوكرانيا إلى جانب نظيرهم التركي.
اهمية تركيا للاتحاد الاوروبي
ويبدو أن هذه المواقف الإيجابية تجاه التحرك الدبلوماسي التركي، شجعت أنقرة على استغلال الفرصة لتحقيق بعض المكاسب السريعة، ليعلن الرئيس أردوغان علنا أن على الاتحاد الأوربي أن ينظر إلى تركيا من نفس منظور نظرته إلى أوكرانيا، وينهي ملف عضويتها به، خصوصا وأن بلاده مرشحة لهذه العضوية منذ العام 1987.
الاتحاد الأوربي الذي أصبح يدرك الآن الأهمية القصوى لموقع تركيا الجيوسياسي، بعد أن صدمه هذا الاجتياح الروسي لدولة أوكرانيا، الذي يعد الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، وعدم قدرة حلف الناتو على الرد خشية اتساع نطاق الحرب وتحولها إلى حرب عالمية جديدة، ليبرز من هنا الدور المهم لتركيا العضو في الناتو، وصاحبة ثاني أكبر جيش فيه، وتمتلك أطول ساحل على البحر الأسود، معطيات تؤهلها للعمل على إعادة توازن القوي بين الحلف وروسيا، التي أظهرت حربها على أوكرانيا أن لديها أطماعا ورغبة في إعادة فرض سيطرتها على أراضي الاتحاد السوفيتي القديم.
إعادة اكتشاف أهمية تركيا
لذا سارع الأوربيون للحديث عن تركيا كحليف لا يمكن الاستغناء عن خدماته في مجالات الهجرة والأمن والطاقة، بعد أن برزت أهمية الإمدادات التركية للغاز الطبيعي إلى القارة الأوربية، التي تستهلك حوالي 155مليار متر مكعب من الغاز الروسي سنويا،
وتقوم تركيا بنقل جزء من هذا الغاز إلى أوربا من أذربيجان وروسيا، لذا أصبح من المهم في حال توقفت إمدادات الغاز الروسية المحافظة على الكميات التي تأتيهم من بحر قزوين، فهي رغم كمياتها المحدودة، إلا أنها تظل أفضل من لا شيء.