قاب قوسين أو أدنى .. رمضان (برودة) في الجيوب (سخونة) في الأسواق..!!
الخرطوم اثيرنيوز
(اللهم بلغنا رمضان) هكذا تلهج ألسنتنا بالدعاء والموت أصبح قاب قوسين أو أدنى ومن لم يمت بكورونا مات بنيران السوق ورغم ان رمضان (بجي بي خيرو) حسب العبارة السودانية الممعنة في التفاؤل التي يطمئن بها الشعب نفسه إلا أن الخوف والتوجس هما المسيطران حاليا والنساء يحملن الآن هم تكاليف الحلو مر وهو حلو في طعمه ومر في تكاليفه التي لامست عنان السماء أما مايتبعها من التزامات رمضان الأخرى فهن يرمين بحملهن على الله وفعلا (الله كريم). ومع اليقين التام بأن الرزاق هو الله وان رمضان بجي بي خيرو وهو شهر عبادة وليس أكل إلا أن ذلك اليقين يتبدد لدى البعض عند دخوله للسوق وارتطامه بحائط الأسعار الذي يزداد صلابة وقوة في كل مرة في ظل الفوضى الكاملة وعدم وجود ضوابط ولا رقابة حكومية حيث انشغلت الحكومة بعملية رفع الأسعار بدلا من تخفيضها حسب متحدثين لـ(الإنتباهة) استطلعتهم حول استعدادهم لرمضان في ظل ارتفاع أسعار السلع بصورة جنونية مع عدم وجود مصادر دخل أخرى غير (الما) (هية) لدى العاملين بدواوين الحكومة. أما أصحاب الأعمال الحرة فهم كالطير في كل واد يهيمون يبحثون عن أرزاقهم ليطعموا أولادهم رزق اليوم باليوم أما عن استعدادهم لشراء كرتونة رمضان وما يتبعها فلسان حالهم (خليها على الله).
فراغ المنظمات الإنسانية
أردت أن اكتب اسم الزميل صلاح مختار فسبقني الكيبورد وكتب (محتار) ولعل الكيبورد قد أراد أن يسبقني الى توصيف الحالة التي تنطبق على أي رب أسرة هذه الأيام فالجميع في حيرة من أمره في كيفية توفير التزامات شهر رمضان الكريم في ظل ظروف اقتصادية صعبة جدا وفي ظل ضعف المرتبات لذلك يحاول صلاح وغيره بقدر ما يستطيع التجهيز لرمضان في وقت مبكر رغم انه شهر كريم وشهر خير وربنا سبحانه وتعالى يتكفل بتنزيل الخير فيه حسب صلاح الذي أضاف (لكن الذي يتبادر أمام اي شخص في هذه الظروف هو الشعور بالخوف والتوجس من ارتفاع الأسعار المتكرر في السلع وبالتالي سيكون صيفا حارا ورمضانا ساخنا في ظل الظروف الحالية) ووفقا لصلاح سابقا كانت هنالك مبادرات اجتماعية لدعم الأسر المتعففة او الفقيرة ولكن بعد الثورة تراجع اهتمام الدولة بالمجتمع أو ذوي الدخل المحدود كذلك تراجع اهتماَم المنظمات الاجتماعية التي كانت تساعد في دعم الأسر الفقيرة لأسباب تضاؤل الدور الاجتماعي للمنظمات بسبب إجراءات لجنة التمكين السابقة التي أوقفت عددا من المنظمات الإنسانية التي كانت تعمل في هذا المجال لذلك فقد المجتمع عنصرا مهما من عناصر الدعم المباشر ورغم ظهور منظمات جديدة ولكنها ليس لديها الخبرة والإمكانية لدعم الأسر في شهر رمضان.
أقساط بس
أما شاهيناز فتقول انها لم تحرك ساكنا حتى الآن ولم تشتر ض11أي من احتياجات رمضان ولا ترى ضوءا في آخر النفق سوى الأقساط رغم أنها غالية لأن الجهات الممولة تضع أرباحا خيالية و(لكن نعمل شنو) وتفيد شاهيناز بوجود جمعيات تعاونية لكن الفرق بين أسعارها وأسعار السوق ليس كبيرا ولا يستحق عناء المشوار لأنه يضيع في الترحيل الذي يكون احيانا أكبر من الفرق نفسه.
لا يوجد دعم
ويعبر أحمد عن استيائه من حالة السوق التي تتضاءل أمامها المرتبات التي لا تكفي (حق المواصلات ماشي وجاي) ناهيك عن شراء سلع رمضان ولآ توجد زكاة ولا اي جهة تقدم الدعم ويضيف :(حتى الصناديق ما في طريقة نخش فيها عشان نشتري حاجة. شوال السكر بقى بـ 17 ألف جنيه واي سلعة زادت أسعارها وحتى زيادة الغاز الجمدوها دي حاترجع تاني.)
حليل رمضان زمان
أما حنان سليمان فتقول (رمضان زمان فعلا كان بخيرو حتى المنقة دي كانو بجيبوها لينا واتحاد الصحافيين كان بدعم الصحافيين ماديا لكن من 2019 مافي حاجة الوضع اتغير، زوجي موظف برضو زمان كان بجيهو دعم لكن الآن الماهية كلها مقطعة مابقدر يشيل حاجات بالأقساط، زمان كنا بشتري بالأقساط لمدة سنة خصما على المرتب لكن اليوم السلة بكم؟ 50 ألف ما بتجيبا لو قسمناها على سنة المرتب مابكفي والله كريم علينا).
ويقول إبراهيم (أمي عاوزة مني شوال سكر وغالبا بحوالي 20 والماهية مابتغطي وحتى الزيادة لا تساوي شي مع زيادة السوق والكرتونة كلام تاني) .
وتقول حميدة (كلو كوم والعشاء كوم.. العشا لازم يكون لحوم عشان الواحد يقدر يصوم لكن مع الظروف دي الله أعلم نقدر نشتريها.(
فوضى الأسعار
المدير المالي بالزميلة (الصيحة) خليفة سيداحمد من واقع معرفته بحجم المرتبات ومقارنتها بالسوق قال ان الزيادة التي أعلنتها الحكومة ستبتلع زيادة المرتبات لأنه لا يوجد جهاز لتحديد سعر السلعة لذلك كل تاجر يسعر بطريقته والحكومة تساعد على التهاب الأسواق بزيادة الكهرباء والوقود و الغاز وكل ذلك ينعكس على سعر السلعة فمهما زادت المرتبات فالضيق حاصل
ومعظم العاملين بالمؤسسات
دخلهم بسيط جدا ولا يكفي فالمؤسسات إذا أرادت مساعدة منسوبيها فلتدعمهم بكرتونة رمضان.
جبايات الحكومة
ليس المواطنون المستهلكون وحدهم هم المحتارون والمشتكون فالتجار أيضا يشتكون، فتاجر الإجمالي عبد الإله الأمين قال لـ(الإنتباهة) ان هنالك زيادة كبيرة في أسعار السلع ويتوقع زيادة جديدة لذلك التجار محجمون عن البيع والحكومة وضعت جبايات كثيرة وكبيرة هذا العام فالنفايات ارتفعت من 1000 جنيه إلى 8250 جنيها الدكان 3100 وترخيص أقل دكان بـ 40 الفا لذلك سيكون هناك مزيد من الزيادة في الأسعار. وعن الأسعار الحالية يقول عبد الإله ان جوال السكر وقت كتابة هذه السطور بسعر بـ17 الف جنيه، زيت الفول 36 رطلا بـ 14ألفا، الفول المحلي الجديد بـ 95 الف جنيه أما المستورد25 كيلو بـ 21 الفا، العدسية الجوال بـ 40 الف جنيه، البلح البركاوي النظيف بـ 45 والتجاري بـ 35 وتوقع عبد الله ألا تكون هنالك قوة شرائية لأن الناس متضايقة حسب تعبيره لأن عليهم التزامات مدارس وغيرها ويؤكد عبد الإله ان برامج الحكومة التي نفذتها للحد من فوضى السوق لن تؤثر ولن تصنع فرقا لأن الحكومة لا تدعم هذه البرامج، فالسلع تأتي من المصنع الذي يشترون هم منه أيضا وعليها فائدة بسيطة ومهما عملت الحكومة قال إنهم سيبيعون بمثلها والفرق بين أسعارهم وأسعار سلعتي ليس كبيرا، فهم يشترون من الشركات التي يشتري منها التجار.
سلعتي!
وبعكس عبد الإله فإن مدير الإدارة العامة للتعاون ومسجل الجمعيات التعاونية الأستاذة فاطمة محمد احمد عثمان التي أقرت بأن السوق أصبح يشكل ضغطا كبيرا على المواطن تقول إن الحكومة ممثلة في التعاون تحاول أن تجد فرصة لتخفف هذا الضغط وتسرع الخطى في هذا الاتجاه.
ومن ذلك برنامج سلعتي فهي عبارة عن دعم حكومي للأسر يصلها في محلها بعد أن تطلبه من الجمعيات التعاونية لأن الجمعيات لديها رقابة وتوجيه تدعمها بها الجهات الحكومية ممثلة في إدارة التعاون التي تضع الجمعية في وضعها القانوني فترى ان كانت مسجلة ولديها شهادة مزاولة نشاط تعاوني وحساباتها كلها مراجعة ولديها جمعية عمومية وضباطها الثلاثة معتمدون من الجمعية العمومية وهذا يضمن وصول السلعة لمستحقيها بطريقة مقننة لأن هنالك فرقا كبيرا بين أسعار سلعتي وأسعار السوق وبالتالي لابد أن تكون هنالك رقابة قوية جدا حتى لا تذهب للتجار والسماسرة.. الخ.
أما السلع نفسها فتوفرها الشركة السودانية للسلع وهي شركة سودانية أسست لتقديم الدعم للأسر عبر الحكومة وليس لديها علاقة بتحديد الأسعار وهنالك أكثر من 2000 جمعية ضمن برنامج سلعتي حسب فاطمة في كل الولاية حتى الأطراف ولديها عروض كثيرة من ضمنها شركة الأمن الغذائي وهذه لديها تخفيضات كبيرة تصل لـ 300 جنيه للسلعة في رمضان وهنالك شركات أخرى منها البحر الأحمر التي تقدم عروضها أيضا للشهر الكريم.
هذا ما تقوله فاطمة كممثل للحكومة ولكن كثيرين يرون ان فرق السعر بين السوق وبرنامج سلعتي لا يستحق عناء (الحوامة وصرف الوقود) ٠
شهر مجتمعي
إذن ماذا أعد ديوان الزكاة للفقراء والمساكين في رمضان وهما أهم مصرفين من مصارف الزكاة؟
شهر مجتمعي
حسب الأمين العام لزكاة الخرطوم الدكتور النور رزق الله فخطة رمضان لهذا العام ستناقش في الأسبوع المقبل ولكن درجت العادة أن كل ولاية تعد برنامجا لرمضان ثم يضاف ويعلن كبرنامج لديوان الزكاة على مستوى السودان حيث تشكل لجنة عليا لرعاية هذا البرنامج ويخصص مشرف لكل قطاع من قطاعات السودان القطاع الشرقي مثلا ثلاث ولايات يكون فيه مشرف، الشمالية ونهر النيل مشرف كردفان الكبرى، دارفور الكبرى، الوسط والخرطوم وتقوم لجان الإشراف بجمع خطط الولايات الـ 18 وإعلانها وفي الغالب يتم تدشين مركزي خاص ببرنامج رمضان على مستوى السودان وفي العام الماضي اختيرت ولاية القضارف ليبدأ منها برنامج رمضان ثم يختتم في الخرطوم وحسب النور رزق الله عادة في رمضان يتم العمل في عدة محاور أولها الخيار ما بين كرتونة فرحة الصائم وما بين مبلغ نقدي يوازي الكرتونة كبديل.وقد درج الديوان في سنين ماضية بالعمل في خيار الكرتونة لكن في السنتين الأخيرتين نسبة لتذبذب الأسعار والزيادات المتسارعة ظل الديوان يتجنب التعاقدات لأنها تحتاج لتعديلات وجبر ضرر ومعالجات إضافة لان لجان الزكاة في فترة من الفترات لم تكن موجودة على الساحة في بعض الولايات مما عرض الكرتونة للذهاب في خطوط غير مرغوب فيها لصالح المؤسسة والانضباط لذلك كان الخيار العمل على المبالغ النقدية لأن صرفها مقيد بالتسليم المباشر ولا أحد يستلم للآخر. ويضيف النور (نحن في الخرطوم في العام الماضي تقدمنا برؤية للعمل بخيار المبلغ النقدي بواقع 7 آلاف لكل شخص. أيضا اشتغلت الخرطوم على الدعم الفردي نقدي (احتياجات الفقراء) ثم بعد ذلك يقدم الديوان دعم الخلاوي مثلا، نحن في الخرطوم الآن هيأنا أكثر من مائة مليار لشراء الذرة من ولاية القضارف لتسلم للخلاوي مؤونة شهر رمضان أيضا نقدم الخلاوي دعما مقدرا على حسب إمكانيات كل ولاية لكن للحد الأدنى يتم الإسهام في الذرة.
وهنالك أيضا برنامج بإطلاق سراح السجناء وفق المعايير الشرعية والقانونية لشكل الديون.
ويجب لفت نظر الإعلام الى ان الديوان لا يطلق سراح المجرمين فحكمة الشرع ان المجرمين الذين يرتكبون الجرائم المخالفة للشرعية الإسلامية لا تخرجهم ولكن هنالك كثيرين ليقللوا من عمل الديوان يطعنون في ذلك، مثل الذين أخرجتهم عضو السيادة السابقة عائشة موسى وقد أخرجتهم لأسباب الكورونا وقد قوبل الأمر بالأخذ والرد. اما ديوان الزكاة فيعمل على الديون الشرعية كالنفقات والمدايرة العادية في التجارة والإخفاقات المالية والعجز عن سداد بعض ديون المعاش أيضا هنالك برنامج الراعي والرعية واتفق على أن يكون على بند المساكين بتمليكهم مشروعات للأسر المنتجة على بند المساكين وليس الفقراء وهم الذين يملكون القدرة الاقتصادية والناشطين اقتصاديا، “بتأصيلها الشرعي المساكين الذين يعملون في البحر أهل السفينة يعني. هذا الخيار قبل سنتين كان يسمى الراعي والرعية ولكن في نفس السنتين تم تغيير الاسم فقط الى الأسر المتعففة واستهدف به عدد من أسر شهداء الثورة ومصابيها وكان يقوم بزيارتهم الحاكم او الوالي. هذه البرامج الرئيسة كقواسم مشتركة بين كل الولايات وأحيانا زيارات للدور الإيوائية والمستشفيات لإحساسهم برمضان والعيد فتكون هناك فرحة الصائم وفرحة العيد تتضمن ما تنزل على المستشفيات وغيرها.
النور يضيف (نحتاج شهر رمضان شهر مجتمعي أكثر من المؤسسات والحكومة كل؛ شخص حقو يكون قريب لجاره بصينيتو. الديوان لا يغطي كل احتياجات الآخرين ولكن يقدم المبادرة للآخرين ليفعلوا ما فعل الديوان.
شهر عبادة
وإن كان البعض (شال الهم) من خشية عجزه عن توفير احتياجات رمضان إلا أن باحثين اجتماعيين لا يرون مبررا لذلك فرمضان شهر عبادة وليس شهر طعام و(الناس بتاكل 11 شهر) كما قالوا كما أن الخيرات دائما تتنزل في هذا الشهر الكريم ولم يمض أحدهم ليلته ويصبح الصبح وهو جائع فالجيران لبعضهم مثل الإخوان ولكن هنالك حالة من ( الزهللة) تصيب الناس عادة مع موعد اقتراب الزائر الكريم وهذا شيء مناف للخلق الإسلامي الذي يدعو للثقة بالله والتوكل عليه فهو الذي يرزق الطير تروح خماصا وتغدو بطانا.
الانتباهة