عودة حمدوك والانسداد السياسي يطيح بالتحالفات
في أجواء مشحونة بالتوتر والخوف من تفاقم الأزمة السياسية في السودان وخاصة بعد الحديث الذي أدلى به رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس في المؤتمر الصحفي الخميس الماضي بإن عدم التوافق الوطني في السودان سيؤدي إلى نتائج وخيمة قبل يونيو المقبل.
تصريحات فولكر بيرتس بجانب حديث مبعوث الاتحاد الأفريقي محمد الحسن ود لباد حركت كافة المياه الراكدة تحت البيات الشتوي على السطح بإشاعات عودة حمدوك مجدداً لمنصب رئيس الوزراء السوداني الانتقالي ومعه وزرائه .
يؤكد الخبراء السياسيون ان عودة حمدوك لمنصب رئيس الوزراء بعد تقديم إستقالته طوعا بحجة عدم التوافق السياسي بين قوى إعلان الحرية والتغيير (أ) وقوى الحرية والتغيير الميثاق الوطني(ب) بعدم التوافق السياسي، هو بمثابة الحرث في البحر ومحاولة يائسة من شركاء حمدوك ورجاله للقفز فوق إرادة الشعب السوداني حفاظا على مصالحهم الشخصية وقطع الطريق أمام التوافق الوطني الذي لآح في الأفق.
بل ذهب الخبراء إلى أبعد من ذلك حيث وصف البعض ان الشائعات التي راجت بعودة حمدوك بأنها تحصيل حاصل الغرض منها زعزعة الأمن والاستقرار وصب الزيت على النار ، مطالبين المواطنين بعدم الانجرار وراء الشائعات التي يروج لها ضعاف النفوس والتحلي بروح المسؤولية تجاه الوطن وان يكون شعارنا السودان أولاً .
ويرى قانونيون أن الشائعات التي راجت من شأنها إحداث خلخلة في بنية الحكومة الحالية وقد تؤدي إلى إضعافها ومن ثم سقوطها لا سيما إذا ما أقدم حمدوك للمرة الثانية لرئاسة حكومة الفترة الانتقالية في أجواء مكهربة بشحنات الخلافات.
في المقابل يقلل موالون للحكومة الحالية من تأثير عودة حمدوك لقيادة المرحلة الثانية من عمر الفترة الانتقالية مشيرين إلى أن جزء من الشعب السوداني يسأل عن برنامج عودته ماذا يحقق للوطن لأنه لايوجد شخص يرفض الحوار والتوافق لكن يجب ان يفسح المجال للحوار السوداني – السوداني ريثما يتم سيحدث حالة من الاصطفاف حول الوطن في الوقت الذي ظل كل فريق يدافع عن قناعاته في أجواء تشير إلى عودة للانقسام السياسي من جديد.
ونصح الخبراء الحادبون على مصلحة الوطن والمواطن حمدوك بتقديم مصالح البلاد العليا على حساب المصالح الشخصية طالما أعلن في وقت سابق انه قدم استقالته للشعب السوداني حقنا لدماء الشباب بان ينتظر تقديم نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة إذا لديه برنامج لخدمة الشعب ويجب أن يأبى نفسه من صب الزيت في النار ولا يكون رهينة فاقد للحرية والحركة كما حدث له في وقت سابق من العام الماضي من انسداد الأفق السياسي بعد قرارات 25 أكتوبر.
فيما ذهب المؤيدون لعودة حمدوك حسب زعمهم ان عودته تعني تأجيل الانتخابات المبكرة في 2023 وافساح المجال للقوى الحية ان تستقطب لجان المقاومة وشيطنت قوى قحت اليسارية التي كانت تستغل الشباب من أجل الوصول إلى السلطة على رقاب الشهداء في السودان.
فيما يرى الخبراء أن عودة حمدوك في ظل الانسداد سيقود إلى الانهيار الكامل للدولة السودانية وهنا يمكن أن نشير إلى ان المخرج الوحيد من هذا الإنهيار الحتمي هو تكوين حكومة الوحدة الوطنية وإحداث توافق وطني من أجل إنقاذ البلاد المخاطر الحالية توطئة لإجراء حوار سوداني – سوداني يشكل حاضنة وطنية من التحالفات التي لم تستطع تحقيق مبتغاها، أظهرت بوادر الخلاف ما في جعبتها حول منصب رئيس الوزراء داخل البيت السوداني