عثمان ميرغني .. الحلزونة.. الحلزونة..
عثمان ميرغني .. الحلزونة.. الحلزونة..
الحالة السودانية السياسية أصبحت مقطعا في قصيدة “الحلزونة” لشاعرها مرجان أحمد مرجان.. لا أحد يعلم إلى أين نسير، المكون العسكري أطاح بالحكومة على مبدأ قصة الرجل الذي اعترض على الامام ونصب نفسه مكانه وعندما لم يستطع قراءة سورة الفاتحة صاح في مَن خلفه “إقرأ”..
والأحزاب تنظر في اتجاهين؛ مرة تجاه الشارع ترجو من الشباب أن ينتزع السلطة – للمرة الرابعة- و يعيد تنصيبهم في الحكم..
وتارة أخرى تنظر تلقاء المجتمع الدولي ترجو أن يستخدم أغلظ عصا في يده ويعيدهم للحكم.. لا يهم شكل العصا او لونها، المطلوب فقط “عصا موسى” التي تقهر الفرعون ..
وإلى حين حدوث أي من الأمرين، “يا دار ما دخلك شر” كل حزب في داره يمارس رياضة الكتابة على الوسائط يدين ويشجب و أحيانا يستنكر و يستهجن.
لجان المقاومة، والتي تدفع الثمن الفادح للوضع المختل، يئست من الفاعلين السياسيين فصارت تعلن عن مواثيق، مرة من لجان مقاومة مدني، وتارة من الخرطوم، ولا يزال الفراغ السياسي سائدا..
أما المجتمع الدولي فقد تحمس ونشط في وساطة بعثة “يونتامس” بقيادة السيد فولكر بيرتيس، وأكملت العملية السياسية المرحلة الأولى من المشاورات مع القوى السياسية والمجتمعية، وبعد اعلان تقريرها المجمل للجولة التشاورية دخل الاتحاد الأفريقي في الخط وعاد البروفسير محمد الحسن ود لبات إلى واجهة المؤتمرات الصحفية من ذات النقطة التي انتهى إليها قبيل توقيع الوثيقة الدستورية في أغسطس 2019.
بين هذا وذلك شعب كامل الدسم ينظر بحِيرة و أسى لا يدري أين الحل، فلا هو ميت فيُنسى ولا حي يُرجى.. تفاقمت أوجاع الحياة وكدرها إلى درجة لا تصدق، لم تعد حتى الأسر المتوسطة الدخل قادرة على الحياة الكريمة في أبسط معانيها.. و يتحسر الشعب السوداني أنه يملك كل الثروات ولا يمتلك شيئا..
شباب باتت أغلى أمانيه جواز سفر وخروج آمن عبر صالة المغادرة بالمطار أو أضعف الايمان خروج بأي ثمن عبر أي “سمبك” إلى أي بلد..
لا يزال سؤالي العصي قائما..هل ينام السادة الحكام؟ في بيوتهم قريري الأعين هانيها؟
(أفأمنوا مكر الله.. فلا يأمن مَكر الله إلا القوم الخاسرون)