وشهد شاهد من اهلها.. عقار الصراع السياسي حول السلطة والكراسي!!
اعاد تصريح عضو مجلس السيادة “مالك عقار اير” لدى مخاطبته اللقاء الجماهيري بمدينة الفولة حاضرة ولاية غرب كردفان بمناسبة تَسليم الاستاذ ادم كرشوم نورالدين لمنصبه نائباً لوالي غرب كردفان في إطار استحقاق سلام جوبا الذي قال فيه (أن الصراع السياسي بالبلاد حول السلطة وكراسي الحكم وليس لتمكين الديمقراطية والحكم المدني!).
اعاد الي الاذهان معضلة الساحة السياسية وماتعيشه من انسداد في الافق وتوقف شبه تام للعملية السياسية بالبلاد والاخطر من ذلك سبب كل هذا العناء الذي تعيشه البلاد والعباد! بحيث لخصه في جملة واضحة وبسيطة دون اي مواربة وهو الصراع علي المناصب وكراسي السلطة ليس غير! وربما انكر البعض علي عقار مثل هذا التصريح ولكن الجميع يعلم تماما انه ليس بالرجل المتهجم الذي يرجم بالغيب ويعرف بما لايعرف! بل انه من صميم هذه الاحزاب واحد الشهود علي صناعة الفعل السياسي بالمشهد العام واحد قيادات ورموز السياسة بالبلد ولايمكن التشكيك في تصريحه كما لايمكن ايضا الطعن في دوافعه التي جعلته يصرخ بهذه العبارة في ذلك الجمع الغفير معلنا الحقيقية المرة علي رؤوس الملأ لتجوب كامل البلاد.
اذن الاحزاب السياسية وكلما اثارته من صراخ وحراك وتصعيد ثوري ومطالبات بتحقيق اهداف الثورة وصكوك الثورة منحا وحرمانا! كان للدفاع عن مناصبها! وليس هناك من ضحايا سوى الشباب المغرر به باسم المدنية! وليس سوى الوطن! الذي ظل جراحاته الغائرة نازفة دون علاج او تعافي!؟ وما نزال نتذكر مقابلة الحزب الشيوعي لحمدوك وهو يتأبط قائمة باسماء منسوبيه في المناصب بدواوين الحكومة المختلفة؛ ويتهم رفاقه في الحرية والتغيير بمحاولة التضييق عليهم؛ لانسحابه من الحرية والتغيير! ويريد من حمدوك حمايتهم! مدعيا الاستهداف لعضويته ومناصبهم في الدولة! الحالة الاقتصادية ودموع الفقراء ومعاناتهم والتصعيد في المواكب كلها لا تعني للاحزاب سوى سلم ودرج للارتقاء في منازل السلطة والوطن والمواطن آخر هموم الاحزاب بحسب عقار!
والا لماذا استطالة الازمة السياسية؟ اذا كان الوطن هم الجميع؟ لماذا تستمر معاناة المواطن وانهيار اقتصاد الوطن؟ لا بعد قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي وحسب وانما في كل تاريخ حكومات مابعد الثورة حيث ظلت تزداد المعاناة كل يوم!
وكلما مد لها المواطنون من حبال الصبر علها تفرج غدا من خلال العمل الدؤوب لدولاب الحكومة وكابينتها التنفيذية تاتي المواقف بخلاف مايأمل المواطنون فكانت وماتزال حياتهم في ضيق وذلك لانه كما صرح عقار ليس هناك من حزب قلبه علي قضايا المواطنين وشواغلهم الحقيقية ولهذا تزداد معاناتهم كل يوم!
وبحسب الخبراء هل تفتح هذه التصريحات الواضحة لمالك عقار؛ وعي الجماهير علي حقيقة الازمة السياسية والاجندات الخاصة بمصالح الاحزاب في اطالتها وعدم الجدية في التوصل الي اتفاق وتسوية الا بعد ضمان مكاسبها في السلطة!
وهل سوف يظل الشارع يقاتل من أجل اعادتهم مرة اخرى للمناصب التي حرموا منها؟ تلك المناصب التي لم يقدموا من خلالها شيئا مميزا يعمل علي تخفيف معاناة مواطنيهم او يسعى لتوفير احتياجاتهم الضرورية ويعمل علي تطوير وتنمية البلاد!