بعد محاولات لاغتياله.. من يخلف زيلينسكي في قيادة أوكرانيا؟
بعد الإعلان عن 3 محاولات لاغتياله، برزت تساؤلات حول خليفة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في قيادة البلاد حال حدوث أي مكروه له وسط تقارير غربية اعتبرته “الهدف الأول” للقوات الروسية خلال العملية العسكرية التي بدأت قبل أسبوعين.
وردا على سؤال حول هذا الشأن، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في تصريحات لشبكة “سي بي إس نيوز”، إن “الحكومة الأوكرانية تمتلك بالفعل خطة طوارئ في حال مقتل زيلينسكي. لديهم خطط قائمة – لن أتحدث عنها أو أخوض في أي تفاصيل – للتأكد من وجود ما يمكن أن نسميه استمرارية الحكومة، بطريقة أو بأخرى”.
وكانت صحيفة “تايمز” البريطانية قد كشفت أن الرئيس الأوكراني نجا من 3 محاولات اغتيال خلال الأسبوع الأول من الحرب، لافتة إلى أن “الكرملين أرسل مجموعة من مرتزقة (فاغنر) وقوات شيشانية خاصة إلى أوكرانيا من أجل قتل زيلينسكي، لكن تلك المحاولات أحبطت من طرف العناصر المناهضة للحرب داخل جهاز الأمن الفيدرالي الروسي.
من يخلف زيلينسكي؟
وتعليقا على هذه المسألة، قالت الخبيرة الأميركية المتخصصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان، إنه كما هو الحال في الولايات المتحدة، يوجد تسلسل واضح في أوكرانيا حالة عجز الرئيس أو عدم قدرته مؤقتا على أداء مهام منصبه.
وأضافت تسوكرمان في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “يشير دستور أوكرانيا إلى أنه في حالة الوفاة وحتى انتخاب الرئيس التالي، يعيد الدستور المهام والسلطات إلى رئيس البرلمان، هناك نتيجتان محتملتان هنا إما أن يتولى رئيس البرلمان بنفسه الواجبات ويعمل كرئيس حتى تجرى الانتخابات ويتولى الرئيس المقبل منصبه أو قد يعيّن شخصا آخر للقيام بذلك”.
وأوضحت أنه “بسبب الأزمة والمخاوف من استهداف المسؤولين الذين قد يكونون في طابور لخلافة الرئيس، فإن هذه العملية لا تزال سرية في الوقت الحالي”.
وبينت أنه “لا تمنح المادة على وجه التحديد الرئيس سلطة تفويض واجبات الرئيس لطرف ثالث، ولكن لم يتم منعه صراحة من القيام بذلك. والمسؤول الذي سيتولى منصب الرئيس محدود أيضا في صلاحياته ولا يمكنه مخاطبة الأمة والقيام بواجبات أخرى محددة”، مشيرة إلى أنه “من المحتمل وفي ظل ظروف استثنائية، قد يكون الرئيس قادرا على تفويض مهامه لطرف آخر، خاصة إذا لم تكن هناك طريقة لتعيين رئيس آخر”.
وأكدت على أن “حياة زيلينسكي في خطر دائما نظرا لوجود العديد من التحديات في حياته بالفعل، فمن الواضح أن فلاديمير بوتن يعتبر وجوده بمثابة تحدٍ مباشر لسلطته ووجوده، ومع ذلك، فليس من الواضح ما إذا كان الجيش الروسي قد تلقى أوامر مباشرة بقتل زيلينسكي أو ما إذا كان سيؤخذ حيا أو يمنح فرصة لمغادرة البلاد في حالة الاستيلاء على المؤسسات الرسمية رغم حديث عن وجود خلافات داخل المؤسسات الروسية”.
وتابعت: “ورد أن بعض مسؤولي جهاز الأمن الفيدرالي الروسي الذين تلقوا أنباء عن جهود عناصر فاغنر والشيشان لاغتيال زيلينسكي قد عطّلوا العملية من خلال تبادل هذه المعلومات مع المخابرات الأوكرانية. وفقا لتقرير تم تسريبه، لم يتم إعطاء جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أي معلومات، ناهيك عن تعليمات أو خطة تشغيلية فيما يتعلق بالعملية العسكرية، مما يعني أنه إذا كانت هناك محاولة انقلاب أو جهود أخرى للتخلص من الرئيس، فسيتم إحالتها إلى سرية أخرى. وربما تجنب بوتن إعطاء الأمر للجيش بقتل زيلينسكي من أجل تجنب الاتهامات بارتكاب جرائم حرب أو ترك تفسير الظروف غامضا من أجل تجنب المسؤولية الشخصية”.
وأشارت إلى أن “أفضل سيناريو لبوتن إذا غادر زيلينسكي طواعية أو تم القبض عليه، أما القتل العمد سيرفعه إلى مكانة عالية ويثير المزيد من المقاومة. السيناريو الأفضل التالي بالنسبة لبوتن إذا قُتل زيلينسكي عن طريق الخطأ في اشتباك. أي شيء يشير مباشرة إلى تنفيذ مخطط لن يؤدي إلا إلى رد فعل دولي عنيف ويزيد من مكانة زيلينسكي”.
وبيّنت: “ومع ذلك، فإن استخدام زيلينسكي الناجح لصورته في الإضرار بالعملية العسكرية الروسية وتشويه سمعته كان ناجحا بالفعل لدرجة أن بوتن قد يبرر المحاولات المتكررة للتخلص من خصمه كمحاولة لتقليص خسائر حرب المعلومات ومنع زيلينسكي من المساهمة بشكل مباشر في نجاح معين. قد يكون هناك أيضا أمل من جانبه في أن تؤدي وفاة زيلينسكي إلى إحداث فوضى في حكومة أوكرانيا وأن فقدان زعيم يتمتع بشخصية كارزماتية سيؤدي إلى مشاكل تنظيمية وانعدام السلطة”.
وكانت شبكة “سي بي إس نيوز” قد أعدّت قائمة بأبرز المرشحين المحتملين للرئيس الأوكراني وهم “رسلان ستيفانشوك” رئيس برلمان أوكرانيا (46 عاما)، و”دينيس شميهال” رئيس الوزراء الأوكراني (46 عاما)، ودميترو كوليبا وزير الخارجية الأوكراني (40 عاما).