أبيي .. ملف شائك ينتظر رجل المهام الصعبة
أكد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، إهتمامه بتنمية وتطوير منطقة أبيي وتوفير الخدمات الأساسية فيها.
وحث لدى لقائه برئيس اللجنة الإشرافية المشتركة لأبيي محمد علوي كوكو، بحضور مدير إدارية أبيي مضوي جمعة داؤود، مواطني المنطقة خاصة قبيلتي المسيرية ودينكا نقوك، على ضرورة التعايش السلمي فيما بينهم وأن يتقبل كل منهما الآخر، دعماً لإستقرار المنطقة. وأوضح محمد علوي كوكو، أنه أطلع نائب رئيس مجلس السيادة، على مجمل الأوضاع الأمنية، إلى جانب الوضع السياسي والمحاور التفاوضية الخاصة بأبيي والمسائل الإدارية المتصلة بالتنمية والخدمات.
وتطرق اللقاء إلى كيفية دعم وتنفيذ الميزانية الخاصة بالمنطقة. وإمتدح علوي الدعم المتواصل الذي ظل يقدمه نائب رئيس مجلس السيادة لمواطني أبيي، إلى جانب سعيه الدؤوب لتحقيق الإستقرار بالمنطقة.
وحصلت منطقة أبيي على وضع خاص ضمن إتفاقية السلام الشامل (نيفاشا) بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان التي تم توقيعها في العام 2005م وكفلت للجنوب أن يكون دولة مستقلة في العام 2011م. وكانت منطقة أبيي تتبع لولاية غرب كردفان وسكانها مزيج من قبائل المسيرية ودينكا نقوك، وهي تعد جسراً بين شمال السودان وجنوبه. وأصبحت تبعية هذه المنطقة الغنية بالنفط محل نزاع بين الحكومة والحركة الشعبية.
وقال خبراء ومحللون سياسيون أن ملف أبيي الشائك والمعلق منذ سنوات طويلة ينتظر رجل المهام الصعبة محمد حمدان دقلو الذي يحدث الإختراقات اللافتة في كل الملفات التي تسلمها مهما كانت درجة صعوبتها. وأشار الخبراء إلى أن قضية أبيي تحتاج إلى مؤتمر يشبه مؤتمر قبائل التماس الذي تم الإعلان عنه إبان الزيارة الأخيرة لنائب رئيس مجلس السيادة إلى دولة جنوب السودان. حيث تم الإتفاق بين حميدتي، ومستشار رئيس جمهورية جنوب السودان للشؤون الأمنية توت قلواك، على عقد مؤتمر لقبائل التماس بين دولتي السودان وجنوب السودان وهو الأمر الذي يمكن إعادة تجريبه وتطويره لمعالجة ملف منطقة أبيي.
من جانبه قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بدوي أبو الروق أن نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو له جهود كبيرة في تحقيق السلام في السودان وجنوب السودان، وهو الشخص الوحيد المؤهل ليلعب أدوار بارزة ومهمة في تحقيق السلام وحقن الدماء في الدولتين. وقال بدوي أن منطقة أبيي من المفترض أن تكون منطقة تعايش تعكس (تيرموميتر) العلاقات المتطورة بين الدولتين الجارتين. ومن المؤمل أن تكون منطقة تعايش سلمي ولا تكون منطقة للإحتراب والإقتتال.
وأكد بدوي أن نائب رئيس مجلس السيادة له باع طويل جداً في أمر المصالحات القبلية، وأسهم بقدر كبير في تطوير الإدارة الأهلية وتحقيق السلام في مختلف ولايات السودان، وهو مؤهل تماماً للعب دور مهم حتى تكون أبيي منطقة تكامل تعكس العلاقات المتطورة بين الشعبين الشقيقين. مشيراً إلى أن دقلو يتمتع بثقة كبيرة وسط شعب وقيادة دولة جنوب السودان وله ثقل كبير جداً من الممكن توظيفه لبسط الأمن والإستقرار في المنطقة. ونبه أبو الروق إلى أن دقلو هو القائد السوداني الوحيد الذي إستطاع لم شمل قيادات دولة جنوب السودان وإقناعهم بالجلوس على طاولة المفاوضات لتحقيق السلام.
وكشفت الباحثة في شؤون منطقة أبيي وقضايا المجتمعات فاطمة لقاوة عن وجود مجموعة تسمى (أصدقاء أبيي) ترتب لقيام ورشة في الفترة من 12 إلى 13 مارس الحالي يتم فيها تقديم ورقة علمية تبحث إمكانية تحويل منطقة أبيي إلى حديقة سلام عابرة للحدود. وقالت فاطمة أن الفكرة ليست وليدة ولكننا وجدنا أكثر من 300 تجربة لتحويل مناطق نزاع إلى حدائق سلام. وهي فكرة تفيد المجتمع المحلي وتسهم في تطوير المنطقة. وأضافت فاطمة لقاوة أن الورشة يمكن أن تتحول إلى مؤتمر كبير يصل الجميع عبره إلى رؤية تكفل لهم تجاوز الإشكالات التي تعترض الملف الخطير.