على عجل.. إدارة بايدن تهرع نحو بديل النفط الروسي
على عجل، تبحث الإدارة الأميركية وحلفاؤها الغربيون عن بدائل سريعة للنفط في خضم سعي المشرعين الأميركيين لحظر الواردات القادمة من روسيا، لفرض مزيد من الضغوط على موسكو للتوقف عن حربها ضد كييف.
يأتي ذلك في الوقت الذي حافظت أسعار النفط على ارتفاعاتها القياسية، الثلاثاء، إذ ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت (تسليم مايو) بنسبة 3.68 بالمئة، لتصل إلى 127.75 دولارا للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي (تسليم أبريل) بنسبة 2.93 بالمئة لتصل إلى 122.9 دولارات.
ومن المنتظر أن يصوت مجلس النواب الأميركي، الثلاثاء، على قانون يشرّع حظر استيراد الطاقة من روسيا وتعليق العلاقات التجارية معها، في الوقت الذي تدخل فيه الحرب الروسية الأوكرانية يومها الثاني عشر على التوالي.
وتتزعم رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، الأصوات والجهود الرامية لفرض حظر على استيراد الطاقة من روسيا، رغم ثمة مخاوف من التداعيات الاقتصادية لهذا القرار على الداخل الأميركي.
واتّخذ الرئيس الأميركي جو بايدن خطوات متسارعة لإعداد البدائل المناسبة استعدادا لقرار مجلس النواب بحظر النفط الروسي، إذ كشفت تقارير أميركية عن زيارة لمسؤولين إلى فنزويلا في خطوة مفاجئة للنظر في احتمال عقد اتفاق بشأن النفط الفنزويلي.
وفي أول إعلان رسمي، أعلنت المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض، جين ساكي، أن مسؤولين أميركيين وفنزويليين ناقشوا أمن الطاقة وحالة الأميركيين الذين تحتجزهم الحكومة الفنزويلية في اجتماع غير عادي يوم الأحد.
وقالت ساكي، الإثنين، إن “الغرض من الرحلة التي قام بها مسؤولو الإدارة هو مناقشة مجموعة من القضايا بما في ذلك، بالتأكيد، أمن الطاقة، لكن أيضا لمناقشة صحة ورفاهية المواطنين الأميركيين المحتجزين”.
وتعد روسيا أكبر مُصدر في العالم للنفط الخام والمنتجات النفطية مجتمعة، وتبلغ الصادرات نحو 7 ملايين برميل يوميا أو 7 بالمئة من الإمدادات العالمية.
وفي أول قرار رسمي، أعلنت شركة التكرير الأسترالية “فيفا إنرجي” أنّها ستتوقف عن شراء النفط الخام الروسي لتنضم إلى عدد متزايد من الشركات في قطع العلاقات التجارية مع روسيا في أعقاب موجة من العقوبات المفروضة على موسكو بعد اجتياح أوكرانيا.
بدائل لخفض الأسعار
ويرى رئيس معهد “بنك فنلندا للاقتصاديات الناشئة”، إيكا كورهونين، في تصريحات خاصة لـسكاي نيوز عربية، أن ارتفاع أسعار النفط سيستمر حتى يتم تأكيد بدائل للنفط الخام الروسي، والذي يخشى أن يتعرض للعقوبات في وقت قريب.
كانت أسعار النفط حلّقت الاثنين، إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2008، مع وصول برنت إلى 139.13 دولار للبرميل والخام الأمريكي إلى 130.50 دولار.
وقال كورهونين: “إن البدائل المتاحة حاليا قد تكون مع فنزويلا وإيران، وبالفعل فالولايات المتحدة تتحدث معهما لإيجاد حل سريع لتلك الأزمة”.
وأيّد ذلك الرئيس التنفيذي لمركز “كوروم للدراسات الاستراتيجية” في لندن، طارق الرفاعي، في تصريحات خاصة لـسكاي نيوز عربية، موضحا أن فنزويلا وإيران على رأس قائمة المستفيدين جراء تلك الأزمة، وسط محاولات جادة لرفع بعض القيود لبيع النفط للولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى.
وقال الرفاعي إن الزيادة في أسعار النفط عالميًّا تستمر ما دامت سارت تلك “الأجواء الجيوسياسية” على هذا المنوال، في إشارة إلى تصاعد الحرب في أوكرانيا وتأخر الوصول لاتفاق بين طهران والقوى الدولية في محادثات فيينا النووية.
تبعات سلبية
وقال الرفاعي إن للزيادة الأخيرة العديد من التبعات، أننا قد نتجه لأزمة مالية واقتصادية نتيجة الارتفاعات الحادة، ففي ظل ذلك طالت الزيادة الكثير من السلع الغذائية، لافتًا إلى أن أوروبا مقبلة على حالة من الركود اقتصادي و”ربما يكون هناك ما هو أسوأ من ذلك”.
وذكر أن زيادة أسعار النفط ليست الوحيدة، فهناك زيادات كبيرة بأسعار الفحم، وكذلك الغاز الطبيعي الذي صعد بشكل كبير خلال الأيام الماضية.