انحسار المواكب .. و الشباب قرابين امام الاطماع السياسية ..
اشار خبراء الى تكتيكات جديدة تتخذها لجان المقاومة بشأن الاعلان عن المواكب وفقا للجداول المعلنة ثم تغيير مواعيدها في وقت لاحق. من اجل مغافلة السلطات الامنية و ارباك استعدادها لمجابهة المواكب و تقليل ضحاياها في كل موكب معلن! ومع مرور الايام اضحت عادة اربكت حتى الشارع الثوري لانها لم تعد تكتيكا كما في السابق وانما اضحت نمطا سائدا لما هو معلن من جداول!
وعزا مراقبون استمرار التضارب الي الانحسار الواضح في المد التصعيدي للشارع جراء تواصل المواكب دون ان تحقق اغراضها لافتين الي ما وصلت اليه الجماهير من ملل وفتور في جدوى استمرارها وإنها باتت اشبه مايكون الي عمل عبثي لاطائل من ورائه نتيجة للسقوف التعجيزية التي ترفعها المواكب ضمن شعارات صفرية (لا تفاوض لا شراكة لا عسكرية)،
ونبه خبراء الى استحالة تحقيق الشعارات الاقصائية خلال الفترة الانتقالية وفي ظل الانقسام السياسي الذي يسود الساحة؛ خاصة مع اعلان قيادة الجيش عدم ممانعتها بتسليم السلطة لهيئة سياسية عبر توافق سياسي بين المكونات والتيارات السياسية؛ وان همها هو الوفاق والتوافق السياسي الذي يضع السلطة بين يدي جبهة وطنية موحدة تجنب البلاد مخاطر الانزلاق الي الفوضى؛ وهو شرط منطقي وعقلاني تمليه دوافع الانضباط الوطني لدى المؤسسة العسكرية واجباتها تجاه الوطن وحماية مواطنيه! وتجاه التيارات السياسية ومواصلتها في التصعيد بدل العمل علي توحيدها حول برنامج الحد الادني من المشتركات الجامعة لاستلام السلطة كما هو معلن من قبل قيادة الجيش ، وعدت جهات الامر بمثابة الهروب من مواجهة الواقع نتيجة للتجربة الفاشلة التي عاشتها هذه التيارات السياسية وعدم امانة وصدقية منها في تقديم نقد ذاتي حقيقي لتحربتها السابقة والعمل علي تحسيينها!
لهذا اتجهت الي التصعيد وانتقاد السلطة بديلا لمواجهة عجزها وفشلها في ادارة البلاد او في توحيد مكوناتها والوصول الي حالة من التوافق الذي يؤهلها لاستلام السلطة او العمل علي رص صفوفها في اتجاه الانتخابات وهما الطريقان الوحيدان لاستلام السلطة من قيادة الجيش!
مواصلة القوى السياسية في التصعيد الثوري بعتبر مناورة من بعض الاحزاب التي استمرأت المتاجرة بدماء الشباب وضحايا العنف في المواكب لاتخاذها دعاية في تأجيج لهيب التصعيد الثوري واشعال نار المظاهرات التي بعد ان خمدت نتيجة لوعي هؤلاء الشباب اليافعين بنية هذه التيارات السياسية بناء امجادها علي دمائهم وتضحياتهم وامتطاء ظهورهم للوصول الي غاياتها في ابعاد العسكر عن الساحة السياسية بالفترة الانتقالية مع ان العسكر حددوا سلفا كيفية ابتعادهم عن الساحة بكل بساطة وسهولة ويسر اذ انه ليس امام هذه التيارات سوى التوافق فيما بينها والتواضع علي مشروع الحد الأدنى استمرار الفترة الانتقالية! ولكن يبدو ان هذه التيارات السياسية ترى ان استمرار تقديمها للشباب اهون عليها من الاتفاق فيما بينها والتنازل لبعضها البعض عن مكاسب السلطة للوصول الي اجماع يمكنها من العمل سويا من اجل مصالح الوطن العليا دون تقديم مزيد من الشباب ضحايا وقرابين امام اطماعها السياسية!
يرى الخبراء ان الاحزاب وبعض التيارات السياسية وصلت الي مرحلة المتاجرة بدماء الشباب دون النظر الي مصالح البلاد نتيجة لعدم قدرتها على ممارسة العمل السياسي الطبيعي من خلال وجودها في الساحة وان اي استقرار سوف يكشف عن حجمها الطبيعي وجماهيريتها المدعاة بما يجعلها حريصة علي تأجيج الصراع السياسي والعمل علي تعويق اي توافق في المشهد السياسي دون اي اعتبار لمعاناة المواطنين او مصالح البلاد العليا خاصة بعد الانحسار الواضح في الحشود والمظاهرات؛ واقتناع كثير من الشارع بانها لم تعد الطريق الناجع للمطالبة بالحقوق وتحقيق قيم الثورة التي دافعوا عنها! بل اصبحت في كثير من الاحيان عائقا امام تطور البلاد وتعافيها..!؟.