غادة حسين.. ناشطة سودانية تخطف الأضواء في هولندا
وكالات اثيرنيوز
من لاجئة بسيطة إلى رائدة في العمل التطوعي بهولندا، الذي ترعى من خلاله فاقدي السند. هكذا توجت الشابة السودانية غادة حسين رحلة كفاحها بنجاحٍ متناهٍ.
وتمكنت غادة خلال فترة وجيزة من خطف الأضواء وصارت محط أنظار الهولنديين مما أهلها لنيل جوائز قيمة من بلدية دلفت بهولندا، كما جرى تلقيبها بالمرأة القوية.
وصارت حسين أيقونة لنشطاء التواصل الاجتماعي في السودان بعدما تناقلوا قصتها الملهمة بنوع من الفخر، كونها تنتمي لتراب وطنهم.
وأعربت غادة في حديثها لـ”العين الإخبارية” عن رضاها عما قدمته حتى الآن في ظل التحديات التي واجهتها في مشوارها، لكنها تطمح لمزيد من العطاء التطوعي، خاصة في مجال رعاية الأطفال فاقدي السند الذين يحتاجون خدمات الجميع، حسب وصفها.
تقول: “تم تزويجي في السودان قبل أن أكمل مراحلي الدراسية، لكن آثرت عدم الاستسلام والعيش داخل بلادي فقمت باستئناف دراستي بعد إنجاب طفلتي الأولى، فأكملت المرحلة الإعدادية إلى أن تخرجت في جامعة الأحفاد للبنات.” مضيفة: “فعلت ذلك رغم صعوبة المهمة، ففي الغالب تتوقف مسيرة النساء بوطننا عقب الارتباط”.
وبعد أن أكملت مراحلها الدراسية، هاجرت حسين للعيش كلاجئة هي أبناؤها الثلاثة في هولندا، لتبدأ رحلة النجاح والنجومية عبر بوابة العمل التطوعي، الذي أمضت فيه 20 عاماً حتى الآن، لتحجز مكانها بين رائدات هذا المجال على مستوى العالم.
وقبل هجرة هولندا كانت حسين وهي في المرحلة الثانوية تقوم بمساعدة البنات على تعلم اللغة الإنجليزية وعلوم الحاسب، وبعد ذلك بدأت الاهتمام بالأطفال فاقدي السند، المجال الذي لا يزال يلازمها.
وأضافت: “أتاحت لي الهجرة والعيش بهولندا فرصة جديدة للتوسع في هوايتي المحببة وهي خدمة الآخرين تطوعيا، ونلت إعجاب الهولنديين وحصلت على جوائز قيمة”.
استطاعت غادة أن تصنع صورة ذهنية طيبة عن وطنها الأم، وترأست شؤون الجالية السودانية في بلدة “دلفت” لعدد من السنوات، كما أنها لم تنقطع عن عملها التطوعي والإنساني في هولندا، الشيء الذي دفع أهل المدينة لدعمها بمنحة دراسية بجامعة روتردام تخصص إدارة الأعمال.
وقالت إن عُمد المدينة ينظرون إليها بوصفها أقوى النساء، لذلك منحوها جائزة ولقب “المرأة القوية”، بعد نجاحها في التحول من لاجئة إلى مهاجرة، ثم دارسة ومساهمة في تنفيذ المشاريع الناجحة”.
وبرعت كذلك غادة في مجال تكوين العلاقات والانصهار بين الشعوب فقد كانت ضمن طاقم لتنمية العلاقات بين القاهرة وهولندا، كما تم تعيينها كسفيرة لحماية الطفل من الاعتداء، وتم ترشيحها لجائزة القيادة المتميزة من ضمن 100 دولة مشاركة، كما تم تكريمها من الشبكة الدولية لحماية المنظمات والأكاديميات.
لم تُقدم هذه النجاحات على كف من ذهب، بل تعتبر أن مسيرتها كانت ضمن قصص الكفاح التي تستحق أن تُروى، وقالت: “واجهت الكثير من التحديات، ومن أصعبها التوفيق بين العمل والدراسة واهتماماتي بالأسرة الصغيرة”.
وتابعت: “من أكثر الأشياء صعوبة هي النقلة التي حدثت لي ولأسرتي من السودان المتحفظ إلى البلد الجديد المنفتح، لكنني استطعت المزج بين التجربتين، كما اكتسبت ثقة الهولنديين، ودعموني عندما لاحظوا الاهتمام والجدية والمثابرة التي تعودت عليها”.
وأضافت: “واجهتني مشاكل السكن والإعانة، وكنت أعمل بالأشغال الهامشية لأتمكن من توفير حياة كريمة لأبنائي”, مؤكدة أنها أصبحت تفكر بشكل أفضل وأكثر عقلانية، كما أنها فخورة بتلك الإنجازات.
وتحتفل غادة حاليا بأحد إنجازاتها الصغيرة، حيث طلبت منها مجلة السفير الأمريكية الدولية صورتها تقديرا لها، لتكون الصورة غلاف للمجلة في دورتها الثامنة عشرة.