هل نعى فولكر مبادرته أم في انتظار عودة حمدوك ؟
قال رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس ان اقتصاد السودان في طريقه للانهيار وبات الوضع خطيراً، حيث لا يمكن ان يتحقق استقرار مع تعدد الجيوش، وربط عودة استئناف المساعدات المالية للسودان حال حدوت توافق على تعين رئيس وزراء ورغم التوضيحات اللاحقة التي ادلى بها فولكر بيرتس في تلفزيون السودان أكد ان الخلافات لا تقتصر فقط بين الكتلة المدنية والكتلة العسكرية وإنما هنالك خلافات وتباينات بين مكونات الكتلة الواحدة الأمر الذي عزز فرضية هاجس الفشل في إدارة الأزمة السودانية الحالية، وفتح كافة التكهنات واهتمامات القيادات الغربية وخاصة واشنطن التي تخشى ان يقود انهيار السودان إلى حروب أهلية في البلاد .
ويرى الخبراء أن فولكر فشل في دعم الانتقال وتحقيق السلام بالسودان وترك مهامه الذي جاء من أجله وطرح المبادرة الأممية وشرع في مشاورات مع القوى السياسية والمجتمعية الأمر الذي اثار حفيظة الاتحاد الافريقي وطلب من فولكر بعدم التدخل في القضايا ذات التابع الإقليمي مازاد الطين بلة تصريح فولكر بان أجزاء من البلاد تسودها تقريباً فوضى سياسية والخدمة المدنية لا تعمل بالمقابل هنالك احتجاجات ضد الأوضاع الراهنة كأنه يرد ارسال رسائل سالبة لإقناع مجلس الأمن الدولي بإرسال قوات أممية قوامها 2500 شرطي لحماية المدنيين من فوضى الانزلاق لترجمة فحوى خطاب حمدوك انشاء بعثة سياسية .
ويرى الخبراء ان فشل فولكر لدعم عملية الانتقال كان عنوان عودة حمدوك لاستكمال مراحل الانتقال بقوله ” إذا المسار انقطع فواجبنا مواصلة المسار الانتقالي أو خلق انتقال جديد ” هذا ما يفسر قلق دول الترويكا من عجز رئيس بعثة يونيتامس فتح حوار مباشر أو غير مباشر بين أطراف الأزمة في السودان في الوقت الذي أعلنت واشنطن أنها ستدعم السودان فوراً تعين رئيس الوزراء لإشاعة الهدوء والاطمئنان بين الشعب السوداني بأن فولكر بيرتس هو الخيار الأفضل وان حمدوك هو من طلب من الأمين العام للأمم المتحدة بإرسال بعثة سياسية لدعم عملية السلام في السودان .
ويقول الخبراء ان جعبة فولكر حافلة بالمفاجئات إذا لم تمض الأمور كما يتمناه وغالباً ما يقدم إستقالته كما فعل رئيس الوزراء عبدالله حمدوك في وقت سابق وحمل تفاقم الأزمة السياسية السودانية إلى قوى إعلان الحرية والتغيير ، وهذا ما لا يتوقع احد من السياسيين ولا القوى السياسية ان يقدم فولكر إستقالته فجأة ويعزي ذلك إلى فقدان الثقة بين المكون المدني والعسكري وعدم رغبتهما التفاوض من أجل ان تكون المحصلة النهائية للبعثة الوصول لحوار سوداني – سوداني تلعب فيه الأمم المتحدة دور المسهل فيما يرى البعض الآخر انه من المستبعد ان يقدم رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس على تقديم استقالته في الوقت الحالي بل يلوح بان الوضع في السودان مقلق جدا وهو يتعرض لقدر هائل من الضغوط من جميع الأطراف العاجزة لاختيار رئيس الوزراء ويطلب من الاتحاد الافريقي والجامعة العربية بممارسة ضغوط دبلوماسية لعودة حمدوك وانه بحاجة ماسة الى دعم أممي لإنجاح مهامه في السودان ولا أحد يعرف الدوافع النفسية لفولكر وراء اطلاق صرخة بان اقتصاد السودان في طريقه للانهيار في الوقت الحالي .
يؤكد الخبراء أن فولكر قد نعى المبادرة الأممية بنفسه بسبب وجود خلافات بين الكتلة المدنية والكتلة العسكرية بل إن الخلافات والتباينات بين مكونات الكتلة الواحدة هي سبب العقبة وراء انطلاق الحوار السوداني السوداني بالرغم ان المحصلة النهائية للبعثة الوصول لحوار الأمر الذي يعنى انتظار عودة حمدوك مجدداً أو تقديم إستقالته عن رئاسة البعثة.
ويشير الخبراء أن المليونان القادمة لدعم عودة حمدوك ما هي إلا قصة قصيرة لإنقاذ فولكر بيرتس من الورطة التي أدخلت الأمم المتحدة بعد رفض الاتحاد الأفريقي تدخل الأمم المتحدة في النزاعات والقضايا الأفريقية الا بطلب منه لتقديم العون اللوجستي او التدريب والتمويل. فهل نعى فولكر مبادرته أم في انتظار عودة حمدوك؟