البعثة الاممية بالسودان.. والفشل في انجاز المهام؟!

استغرب كثير من المتابعين من التصريحات الحادة التي اطلقها ممثل الامين العام للأمم المتحدة رئيس بعثة الامم المتحدة بالسودان “بيرتس فولكر” لإحدى الصحف الالمانية “تاز” الأربعاء حول صعوبة المرحلة الانتقالية في ظل تجازبات القوى المدنية والعسكرية مؤكدا الانهيار الوشيك للاقتصاد مع عدم المساعدات اللازمة من قبل المجتمع الدولي والفوضى التي تسود أجزاء من البلاد! مشددا علي دور الامم المتحدة الكبير في مشاورة الاطراف التي ماتزال تتمترس في مواقفها المتشددة تجاه بعضها البعض! هذا وغيره نتاج حواره مع الصحيفة الالمانية من جملة اوصاف متشائمة اطلقها علي الواقع السوداني الذي اضفى عليه حالة قاتمة ميؤوس منها! كما بدا من اللقاء بماجعل كثيرين يعتبرون ذلك مؤشرا لبداية إعلان فشل المبادرة الاممية وتمهيدا لذلك!!

رأى اخرون ان النبرة اليائسة في لقاء “فولكر” لا تعكس فشل المبادرة فقط وصعوبة الاوضاع السياسية بالبلاد وحسب، وانما فشل البعثة نفسها! البعثة التي قاربت حوالي السنتين من عمرها بالسودان وفق وظيفة محددة لم تنجز فيها اي ملف مما تم تكليفها به من مهام؛ اولها المساعدة علي الانتقال! وان الحديث عن الانهيار الوشيك ليس سوى نوع من التبرير لفشلها في أحد مهامها الاساسية وهو استقطاب وتنسيق الدعم عبر مؤسسات التمويل الدولي .

وهذا مافشلت فيه تماما وان تزرعت بتجميد المجتمع الدولي لمساعداته بعد قرارات قائد الجيش في الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي! حيث يعتبر ذلك احد ملامح فشلها المتعددة أيضاً ضمن مهامها لمساعدة الانتقال!

وها هي بعد ان بشرت بما اطلقته من عملية في الشأن السياسي الداخلي؛ تخرج بما يشبه الاعلان اليائس حول فشل عمليتها الوشيك! بحجة عدم رغبة الاطراف السودانية في الجلوس مع بعضها البعض للتفاوض حول انهاء الازمة!

وتعلن ذلك في منصات غربية بين يدي اجتماع مجلس الامن المقبل لاستباق قرارات دولية تعمل علي تمكينها بصورة اكثر مماهي عليه من تمكين الان خاصة فيما يتعلق باشارته في ذات الحوار حول ضرورة دور كبير ومهم للهيئة الاممية بالبلاد! بما يجعلنا نشكك في دوافع هذا النداء واغراضه خصوصا بعد اختلاف وجهات النظر الكبيرة وتباينها الجوهري في الموقف من العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا!

الذي حاولت مجموعة الاتحاد الاوروبي مجتمعة الضغط باتجاه اتخاذ البلاد موقفا يتطابق مع رؤية النيتو في اجتماع ممثلي سفراء الاتحاد الاوروبي بوزير الخارجية المكلف؛ واستفسارهم بصورة غير لائقة دون مراعاة للاساليب الديبلوماسية حول موقف السودان من الازمة الروسية الاوكرانية مقارنة بزيارة الوفد السوداني رفيع المستوى الي جمهورية روسيا الاتحادية تزامنا مع نشوب الحرب!؟

يتساءل البعض هل اصبحت البعثة بعد هذه التصريحات المحبطة جزءا من آلية الضغط للمحور الأمريكي الغربي! واحد ادواتها؟ خاصة فيما يتعلق بتصريحات مساعدة وزير الخارجية الامريكية “مولي فيي” في وقت سابق باعتبار السودان احد نقاط تقاطعات المصالح الامريكية الروسية! وساحة لصراع الأجندة الخاصة بالدولتين؟ وهو ما يحتم ضرورة الاجابة علي التساؤل القاضي بمدى اهمية وجود البعثة الاممية الخاصة بمساعدة الانتقال بالبلاد! وماهي جدواها في نهاية الامر! بعد عامين من الفشل الذريع في إنجاز ايَّاً من مهامها التي كُلِّفَت بها لمساعدة الانتقال بالبلاد؟!.

مقالات ذات صلة