بسعر رمزي.. المغرب يحرك طائراته لنقل رعاياه من حدود أوكرانيا
استنفرت السلطات المغربية طيرانها للتحرك صوب الدول المجاورة لأوكرانيا، من أجل إجلاء المغاربة العالقين هناك في أقرب الآجال.
وأوضحت الخطوط الملكية المغربية، في بيان، أن هذه الرحلات الجوية الخاصة برمجت بتشاور مع السلطات المغربية لفائدة الجالية المغربية المقيمة في أوكرانيا، التي تتألف أساسا من الطلبة.
وأضافت أنه نظرا لإغلاق المجال الجوي لأوكرانيا، فإن الشركة ستُنظم رحلات جوية بأسعار استثنائية من البلدان المجاوة للبلد الأوروبي.
وأضاف البيان الذي اطلعت عليه “سكاي نيوز عربية”، أنه سيتم تسيير ثلاث رحلات ابتداء من يوم الأربعاء 2 مارس، انطلاقا من بوخارست وبودابست ووارسو في اتجاه مطار الدار البيضاء.
وكشفت الخطوط الملكية أنه تم تحديد سعر ثابت استثنائي لهذه الرحلات، المخصصة حصريا للمغاربة المستقرين في أوكرانيا وأفراد أسرهم بـ750 درهما، شاملا للرسوم، أي ما يعادل 78 دولارا.
جهود متواصلة
وأوصت السفارة المغربية في أوكرانيا، في بيان أصدرته مؤخرا، المواطنين المغاربة المقيمين داخل أوكرانيا بضرورة عدم مغادرة أماكن الإقامة إلا في حالات الضرورة القصوى، والاحتفاظ الدائم بأوراق إثبات الهوية، والتواصل المستمر مع السفارة وخلية الأزمة المخصصة لهذا الغرض.
أما بالنسبة للمواطنين الذين قرروا المغادرة، فإن السفارة المغربية وبتنسيق وثيق مع سفارات المملكة بالدول المجاورة، أكدت انكبابها على تسهيل عملية عبور المواطنين المغاربة من أوكرانيا في ظروف آمنة.
وفي هذا الإطار، دعت السلطات المغربية الراغبين في مغادرة الأراضي الأوكرانية، إلى التوجه إلى المنافذ الحدودية للولوج إلى كل من رومانيا وهنغاريا وسلوفاكيا، حيث سيتم إنشاء خلايا للاستقبال والمرافقة.
في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” أكد الطالب المغربي أيوب، الذي يدرس بأوكرانيا والمتواجد حاليا في الحدود مع هنغاريا أن ظروف التنقل ليست سهلة بسبب الهلع ومشاكل في التنسيق التي عقدت عملية عبور المواطنين من مختلف الجنسيات إلى الحدود الأوكرانية.
وتابع أيوب أن “هناك حافلات بدأت تُقل الطلبة المغاربة إلى المطارات حتى يتمكنوا من مغادرة البلدان المحيطة بأوكرانيا”.
وأكد الشاب المغربي الذي يدرس الصيدلة أن “البرد القارس (حوالي ناقص 5) زاد من معاناة الطلبة في الحدود، راجيا العودة إلى المغرب في أقرب الوقت”.
ويقصد طلاب من دول عربية عدة أوكرانيا سنوياً لمتابعة تحصيلهم الجامعي، لا سيما في تخصصي الطب والهندسة، نظراً لسهولة الحصول على تأشيرات دخول إلى هذا البلد.
ويقطن 12 ألف مغربي بينهم ثمانية آلاف طالب في أوكرانيا.
ومنذ انطلاق شرارة التوتر في البلاد، غادر عدد كبير من المغاربة أوكرانيا صوب دول مجاورة هربا من الحرب، وارتفع عدد المواطنين المغاربة الذين غادروا أوكرانيا، عبر المعابر الحدودية، إلى حدود الساعة الواحدة بعد زوال الثلاثاء، إلى 2030 شخصا، حسبما أفادت به وزارة الخارجية المغربية.
وأوضح المصدر ذاته، أن هذا الرقم الذي يبقى مرشحا للارتفاع، يتوزع بين بولونيا بـ 835 شخصا، ورومانيا بـ 549 شخصا، وهنغاريا بـ346 شخصا، وسلوفاكيا 300 شخص.
تسهيلات بالجملة
في هذا الصدد، قال الكاتب والباحث السياسي، خالد فتحي، إن المغرب كانت له توقعات ثبُت فيما بعد أنها صحيحة بخصوص إمكانية اندلاع الحرب. وقد سعت الدولة منذ بداية التوتر إلى إجلاء الطلبة المغاربة من أوكرانيا والذين يعدون بالآلاف ويدرسون في مختلف التخصصات.
وتابع فتحي في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”: “الخارجية المغربية تضع كل التسهيلات للمواطنين هناك، كما أنها توفر رحلات بأسعار رمزية؛ فالأمر يتعلق بطلبة وبأسر تواجه قلقا مريعا وخوفا على مصير أبنائها.
وتابع “نتذكر هنا إجلاء الطلبة المغاربة العالقين بالصين عند ظهور جائحة كورونا. وبالتالي بإمكاننا القول إن السلطات المغربية قامت بما يحتمه الواجب في ظل مثل هذه الإكراهات، وبالتالي تكون قد استجابت أيضا لمطلب شعبي عبر عنه المغاربة في مواقع التواصل الاجتماعي”.
إجلاء طلاب موريتانيين
أفادت وسائل إعلام موريتانية، الاثنين، بأن وزارة الخارجية الموريتانية حصلت على موافقة من نظيرتها المغربية لإجلاء الطلاب الموريتانيين العالقين في أوكرانيا؛ وذلك عبر الطائرات التي خصصتها السلطات المغربية لنقل الجالية المغربية المقيمة في أوكرانيا.
وأفاد المختار ولد اخليفة، رئيس اتحاد الجاليات الموريتانية في الخارج، في تصريح لوكالة الأنباء الموريتانية المستقلة، بأن وزارة الخارجية الموريتانية أكدت له الموافقة المغربية.
وقال خالد فتحي مُعلقا على هذا القرار: “المغرب سيجلي أيضا الطلبة الموريتانيين من باب الاخوة فنحن بَلدان شقيقان، وتجمعنا علاقات متينة.”
وتابع: “يأتي هذا القرار باتفاق بين وزارتي الخارجية المغربية والموريتانية. وأعتقد أن هذا السلوك لايمكن إلا أن نصفق له ونثمنه فنحن شعب مغاربي واحد..ومرحبا بإخوتنا وطلابنا الموريتانيين في المغرب”.