أسعار الدواء.. عواقب كارثية على حساب صحة المواطن..!!

توقع خبراء في الاقتصاد عدم توقف زيادة الأسعار في كل السلع، وبرروا ذلك لأن نسبة التضخم لشهر يناير بلغت ٢٥٩%، وقالوا ليس غريباً أن تحدث زيادة في أسعار الدواء، فيما حذر البعض من خروج قطاع الصناعات المحلية من دائرة الإنتاج، مشيرين إلى استمرار الأوضاع كما هي عليه من سوء تخطيط، وأكدوا تأثير هذه الزيادات على المواطنين، واصفين إياها بالكارثية لأنها تتعلق بالأدوية المنقذة للحياة.

زيادات جديدة
وكانت مصادر صحافية قد نقلت أن تجمع الصيادلة المهنيين كشف عن زيادات جديدة في أدوية الصناعات المحلية بين 10% إلى 30% لأدوية و10% للأدوية المستوردة مما يضع مزيداً من الأعباء على كاهل المواطن السوداني، ونوه إلى أن الضرر الأكبر من تواصل سياسات تحرير الدواء يقع على صحة المواطن وعلى النتائج المرجوّة من العملية الصحية المقدمة وفعاليتها، وأكدت أنها أدت إلى إخراج الكثيرين من دائرة العلاج الحديث، وأجبرت أعداداً مُقدرة على التضحية بالسلع والخدمات الضرورية لتغطية تكلفة العلاج.

واجب الحكومة
قال الخبير الاقتصادي د. فاتح عثمان إن زيادات الأسعار لن تتوقف في كل السلع، وبرر ذلك لأن نسبة التضخم لشهر يناير بلغت ٢٥٩%، وأضاف: ليس غريباً أن تحدث زيادة في أسعار الأدوية خاصة وأن سعر الصرف للجنيه السوداني خلال أربعة شهور الماضية فقد نحو١٠ إلى ٢٠%، وزاد: كما أن أجور العاملين شهدت زيادات كبيرة وكذلك الوقود والكهرباء، وأكد في حديثه لـ”اليوم التالي” أن من واجب الحكومة دعم التأمين الصحي والحوادث، إضافة إلى العمل على تحسين أداء التأمين الصحي ليشمل معظم الأدوية وأغلب الأمراض.

مرحلة فريدة
واعتبر رئيس مجلس شورى حزب الإصلاح الوطني يحيى زكريا أبو، الزيادات الجديدة في أدوية الصناعات المحلية كارثة حقيقية لأنها تتعلق بالأدوية الحياتية للمواطن السوداني،

وقال في حديثه لـ”اليوم التالي” إن هذه الخطوة غير موفقة، وعزا ذلك لأن السودان يعيش مرحلة فريدة في عصره، مضيفاً أنها مرحلة تنم عن عدم مسؤولية، نافياً وجود مسؤول أساسي سياسي يضطلع بدوره، مبيناً أن الوزراء الذين يتم تعيينهم سياسياً، لافتاً إلى أنهم يتحدثون في مواضيع سياسية في حين أنهم تخلوا عن واجبهم الأساسي في الوزارة، قائلاً إن وزير المالية يتحدث عن السياسة، وكذلك وزير الشؤون الدينية يتحدث عن السياسة.

اتفاقية كارثة
وقال زكريا إن الزيادات طالت كل شيء، موضحاً أنهم يريدون الإيفاء بالاتفاقيات التي تم التوقيع عليها مع الحركات لأن لها التزامات من مرتبات وحوافزها وشراء سيارات لهم، معتبراً أنها رفاهية بالنسبة لهم، وتابع: الاتفاقيات التي تمت في الدوحة كانت تتكفل بها قطر، لكن الآن اتفاقية جوبا كارثة ولن تأتي بسلام، وبرر ذلك لأن الحكومة مضطرة لأن تفي بالتزاماتها لذلك تزيد الدواء والوقود وكل شيء.

وضع مأزوم
ويرى زكريا أن هذه الزيادات تؤثر على المواطن، قائلاً إن هنالك أدوية منقذة للحياة لا يجدها المواطن، مضيفاً أن دواء مصابي السكر زاد أكثر من ٧ مرات، نافياً وجود أي رقابة على الصيدليات، متهماً الصيادلة بأنهم يبيعون الدواء بحسب شكل المواطن، مؤكدا ًأننا في السودان نعيش في وضع مأزوم، وما لم يستقر الحال في السودان لن يستقر الوضع.

مسؤولية دولة
إلى ذلك قال الناطق الرسمي لحزب التحرير ولاية السودان إبراهيم أبو خليل إن خطوة زيادات أسعار الأدوية تأتي متماهية مع موجة غلاء الأسعار التي ضربت كل شيء، مضيفاً أن هذه الزيادات تكشف عن تخلي الدولة عن مسؤوليتها تماماً، وعن المواطن، وتابع: إذا كانت الدولة بسياساتها الاقتصادية الخانعة لشروط صندوق النقد الدولي قد تخلت عن قوت الناس حتى صار رغيف الخبز بعيد المنال لذوي الدخل المحدود فلا غرابة أن تتخلى الدولة عن مسؤوليتها عن الدواء.

هلاك الناس
وقطع أبو خليل أن تأثير هذه الزيادات على المواطن كارثية، وقال في حديثه: إذا كان الإنسان يستطيع أن يصبر على الجوع بالصيام أو تناول وجبة واحدة ليبقى على قيد الحياة فإنه لا يستطيع أن يصبر على المرض، وزاد: هذه السياسة تؤدي إلى هلاك الناس، مؤكداً أنه أمر لا يهم هذه الأنظمة كثيراً التي تقوم على أساس النظام الراسمالي القائم على الجباية، وتابع: فواجب الناس أن يعملوا من أجل إقامة دولة الرعاية، موضحاً أنها دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فرض ربنا ومبعث عزنا التي توجد الحياة الكريمة التي تليق بالإنسان.

سياسات خاطئة
ويوضح القيادي بحزب المؤتمر الشعبي عبد العال مكين أن الوضع الاقتصادي أصبح معقداً كما المشكلة السياسية، وقال إن هما لا ينفصلان عن بعض نتيجة لتراكم السياسات الخاطئة، وأضاف أن الزيادات الأخيرة في أسعار الدواء شيء طبيعي في ظل تراجع الجنيه مقابل الدولار في السوق الأسود الموازي، ويرى أن الصناعات المحلية تعاني من قلة المدخلات لقطع الغيار والمواد الصناعية والكيميائية، ومضى بالقول: لذلك المعاناة تتزايد وتتفاقم في كل المجالات بغض النظر عن الأدوية.

ضحية أولى
وتوقع أن يخرج قطاع الصناعات المحلية عن دائرة الإنتاج إذا استمرت الأوضاع كما هي عليه من سوء في التخطيط وغياب الحلول الممكنة في ظل غياب الحكومة التنفيذية، مؤكداً أن المواطن هو الضحية الأولى في هذه الحالة المتردية.

تقرير – أمين محمد الأمين
الخرطوم: (صحيفة اليوم التالي)

مقالات ذات صلة