هل يكرس تقرير فوكلر الفرقة والانقسام بين السودانيين؟

يتخوف كثير من المحللين والمراقبين للوضع الانتقالي في السودان، من أن يكرس تقرير فوكلر “المسمى بالورقة التلخيصية حول المشاورات التي أجرتها البعثة الدولية لدعم الانتقال في السودان يونيتامس” ، الفرقة والانقسام بين السودانيين ويزيد الأمور تعقيداً.

ومن أبرز التساؤلات التي خلفها التقرير لدى العديد من الأوساط السياسية والأكاديمية، تجاهله لدعوات التوافق الوطني التي ظل ينادي بها غالب السودانيين وقواهم المجتمعية والسياسية.
بينما يرى دبلوماسيون أن هدف التقرير كان يرمي إلى استدامة التدخلات الأجنبية في الشأن الداخلي السوداني، بتبني تفسير للراهن يتفق مع مواقف البعثة، وخلفياتها.

وقد أثار التقرير حفيظة البعض واعتبره إعادة استعمار السودان من جديد، حيث أصدرت حملة سودانيون من أجل السيادة الوطنية (سما )، بيانا في هذا الخصوص، أكدت من خلاله، على موقفها المبدئي الرافض للحلول الأجنبية باسم الأمم المتحدة ، كونها مظهرا من مظاهر الاستعمار الحديث الذي يتغطى بمسوح المنظمة الدولية لفرض هيمنته على الشعوب تحقيقا لأطماع ظالمة ، تتخذ من حالة التفرق والهشاشة مدخلا لذرع الفتنة بين مكونات الوطن السياسية والاجتماعية بغرض إضعافه وتمزيقه وتفتيت وحدته واستدامة عدم استقراره تمهيدا للإنقضاض عليه وسلب خيراته .

وقال الخبير القانوني الدكتور عوض جبريل، إن تجاهل تقرير البعثة لموضوع الانتخابات وعدم إعطائه أولوية لازمة باعتبار أن العملية الانتخابية هي جوهر الديمقراطية، لا يساعد في دعم عملية الانتقال والتحول الديمقراطي في السودان، واشار الى انه بالمقابل تبني التقرير مواقف حزبية بعينها لا ترغب في الانتخابات، مع وضع العراقيل والاشتراطات، الأمر الذي يطيل أمد الفترة الانتقالية.

كما يأتي الحديث عن السلام وإكمال العملية السلمية بالتفاوض مع الحلو وعبد الواحد نور دون إبداء اية توجهات لدعم اتفاق جوبا لسلام السودان والمساعدة في تنفيذه وتقديم التسهيلات والمشورة لإكمال تنفيذ الترتيبات الأمنية بأنه نوع من استمرار منهج الخداع، وتجاهل السلام.

لقد بات واضحاً للجميع أن تقرير فوكلر بيريس رئيس بعثة يونتامس يسعى لتكريس الانقسام وسط السودانيين أكثر من المساعدة على حل الأزمة السياسية في البلاد، فهل باستطاعة السودانيين فضح واسقاط حقبة الإستعمار الحديث بإرادة موحدة وصف وطني جامع يحدد للوطن حاضره ومستقبله وفق رؤية شعب السودان قاطبة، وإبعاد الحلول الأجنبية التي تصب الزيت على النار.

مقالات ذات صلة