المفاوضات الروسية الأوكرانية.. ما السيناريوهات المتوقعة؟
وكالات اثيرنيوز
تتجه الأنظار حول العالم صور حدود البيلاروسية الأوكرانية، حيث تعقد المفاوضات بين الجانبين الروسي والأوكراني في مكان لم يكشف عنه بعد، والتي هي بمثابة الفرصة الأخيرة لوقف الحرب المستعرة منذ الخميس، بين البلدين والتي باتت تهدد بتوسع نطاقها لتطال دول أوروبية أخرى، في ظل تصاعد الخلاف الروسي الغربي على وقع هذه الحرب.
ويحذر مراقبون وخبراء من تتحول العملية العسكرية الروسية “الخاصة” في الأراضي الأوكرانية في أي لحظة لشرارة حرب عالمية ثالثة لا تبقى ولا تذر.
وكان مستشار الرئاسة الأوكراني، ميخائيلو بودولياك قد قال لـ”رويترز” في رسالة نصية، الإثنين، إن المحادثات بين أوكرانيا وروسيا بدأت بالفعل، في موقع على الحدود مع بيلاروسيا.
وكانت أوكرانيا قد قالت في وقت سابق إن وفدا تابعا لها وصل إلى الحدود البيلاروسية، بهدف إجراء محادثات مع الجانب الروسي لإنهاء الحرب. وقال مكتب الرئيس الأوكراني إن:” الهدف الرئيسي للمحادثات مع روسيا هو الوقف الفوري لإطلاق النار وسحب القوات الروسية”.
ويضم الوفد الأوكراني وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف، ومستشار مكتب الرئيس ميخائيل بودولاك، وفقا لوكالة أنباء “تاس” الروسية.
وقبيل ذلك، أكدت بيلاروسيا أنها جاهزة لاستضافة المفاوضات المقررة بين روسيا وأوكرانيا، في اليوم الخامس من الهجوم الذي شنته موسكو.
وقالت وزارة الخارجية البيلاروسية على فيسبوك: “مكان المحادثات بين روسيا وأوكرانيا في بيلاروسيا جاهز، وننتظر وفدي البلدين”.
وأرفقت الوزارة المنشور بصورة لقاعة المفاوضات، تُظهر طاولة طويلة وأعلام الدول الثلاث في الخلفية، وتأتي تلك التطورات بعدما قال المفاوض الروسي مستشار الكرملين فلاديمير ميدينسكي، إن موسكو تريد التوصل إلى “اتفاق” مع كييف.
وأوضح ميدينسكي للتلفزيون الروسي: “كلما طال النزاع لساعة إضافية كلما قضى مواطنون وجنود أوكرانيون. اتفقنا على التوصل إلى اتفاق لكن يجب أن يصب في مصلحة الطرفين”.
وتعليقا على السيناريوهات المتوقعة لمسار هذه المفاوضات وما ستتمخض عنه، يقول عماد أبو الرُب، رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار، لـ”سكاي نيوز عربية” :” تأتي (المفاوضات) في إطار حاجة الجميع للخروج من هذه الأزمة العالمية، نحو آفاق حل وإظهار الرغبة بالسلام وحقن الدماء، ومن ينسحب من هذه المفاوضات التي هي بمثابة الفرصة الأخيرة لوقف هذه الحرب المدمرة يعري نفسه تماما أمام المجتمع الدولي من الالتزامات القانونية والأخلاقية، ذلك أن مائدة المفاوضات هذه، هي مفتاح وقف الدم واحلال السلام وذلك على قاعدة التوصل لحلول وسط ترضي الطرفين”.
موسكو حاولت حسم الأزمة عسكريا لكنها لم تتمكن من ذلك، وفق أبو الرُب، الذي يضيف:” حيث أبدت أوروبا موقفا موحدا صلبا لدعم أوكرانيا لدرجة السماح لمواطنيها بالانضمام لجبهات القتال مع الأوكرانيين ضد الروس، فضلا عن مساعداتها العسكرية الضخمة لكييف، وهذا ما لم نشهده حتى خلال الحرب العالمية الثانية”.
ويتابع رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار:” في حال عدم تمخض المفاوضات عن نتائج ايجابية، فهذا يعني أننا سنكون أمام كارثة محققة، بين صمود أوكراني دفاعا عن البلاد وهجوم روسي واسع عليها لحماية أمن روسيا القومي كما تقول موسكو”.
من جانبه، يقول خليل عزيمة، الأكاديمي والباحث السياسي، في لـسكاي نيوز عربية: ”منذ الصباح الباكر هناك هدوء نسبي في كييف وهناك تفاؤل كبير وتعويل على المفاوضات مع روسيا، ونأمل أن تتكلل بالنجاح فنحن أمام احتمالين، فإما أنها مفاوضات رفع عتب ولكسب الوقت من قبل موسكو عبر إعادة طرح شروطها التعجيزية، ولتقول أن كييف سبب انهيار المفاوضات، ولتعاود المضي في حربها التي رغم كل حشودها العسكرية الضخمة، لكنها في المجمل لم تحقق أهدافها على الأرض كما هي مخطط لها”.
ويضيف عزيمة في حديثه لسكاي نيوز عربية: “وهنا فموافقة موسكو على حل وسطي بخصوص مكان انعقاد هذه المفاوضات على الحدود بين أوكرانيا وبيلاروسيا، بعد رفض كييف عقدها في العاصمة البيلاروسية مينسك، هو مؤشر ايجابي على رغبتها في إطلاق المفاوضات وعدم عرقلتها”.
ويتابع:” إن كانت روسيا جادة لإنجاح المفاوضات عليها الاعتراف بسيادة أوكرانيا على أراضيها والرجوع لاتفاقيات مينسك حول مشكلة إقليم دونباس، والشرط الأساسي لكييف سيكون السحب الفوري للقوات الروسية من أوكرانيا واعلان وقف الحرب عليها”.
من الممكن في سبيل التوصل لحل سلمي ووقف الحرب، أن توافق كييف على إعلان نفسها دولة حيادية عسكريا ما بين موسكو والناتو، كما يتوقع عزيمة.
وأضاف:” التسوية قد تكون على الشكل التالي، أن تقبل موسكو بانضمام كييف للاتحاد الأوروبي مقابل التعهد بعدم الانضمام لـحلف شمال الأطلسي، وهذا في الواقع أفضل لأوكرانيا، لكن يبقى بالطبع القرار في يد الرئيس الروسي بوتن، لكن المصلحة العامة لروسيا وأوكرانيا والعالم ككل، هي في انجاح هذه المفاوضات بأي شكل كان، ووقف هذه الحرب الخطيرة، فهل ستتغلب العقلانية على الغرور في موسكو؟”