ما بين تاكيدات روسيا على الشراكة مع السودان وترحيب دقلو بالتعاون .. يمكن التكافوء وحرص موسكو
رحب نائب رئيس الوزراء الروسي الكساندر نوفاك بزيارة نائب رئيس المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو للعاصمة موسكو، واطلق تصريح صريح بان السودان يمثل شريكا لموسكو في جميع المجالات ، وبادله حميدتي بتصريحات أكد فيها حرص السودان على ذلك.
مكاسب كثيرة حققتها زيارة النائب في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية ، فرغم أن البعض تحدث عن توقيت الزيارة وعن مخاوف انعكاساتها السالبة الا أن الزيارة أكدت على ارض الواقع بغير ذلك، وروسيا بثقلها الدولي ونفوذها الواسع تؤكد على مبادئ حسن التعاون وتعتبر السودان بلد شريك وليس مستعمرة كما تريد أمريكا لدول العالم الثالث أن تكون.
مراقبون اكدوا أن الزيارة حققت هدف استراتيجي مهم وهو عدم اللهث د خلف سراب ووعود الدول الغربية والعمل بسياسة توازن العلاقات.
وفي هذا السياق سطر الكاتب الصحافي رئيس تحرير صحيفة التيار عثمان ميرغني في زاويته الراتبة جملة من النصائح، نادى خلالها بالاستفادة من تجربة دولة أوكرانيا التى تعرضت لتضليل من امريكا ودول الغرب بالوقوف إلى جانبها ومساعدتها ودعوتها وحرضتها على الاستعداد للدخول في حرب مع روسيا، ولكن عندما ازفت لحظة الحرب لم تقدم هذه الدول المساعدة لاوكرانيا وتبين انها فقط جرتها للدخول في مواجهة وحرب غير متكافئة، هذا ما سطره ميرغني من ملامح حول ضرورة عدم الانجرار خلف امال وتطلعات متوهمة من الغرب وأمريكا وعدم الركون إلى الوعود والانفتاح نحو الأهداف الاستراتيجية دون الالتفات للاغراء لأنها ستكون مرة.
ويرى الخبير الاستراتيجي ياسر العمر زيارة نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق دقلو وما حققته من مكاسب هي ترجمة حقيقية للدبلوماسية الراشدة التي لا تعتمد على العواطف، بل على الواقع ، ويضيف ان السودان بالفعل بحاجة الى الانفتاح نحو المعسكر الشرقي في ظل علاقات غير متكافئة مع الغرب يريدنا فقط ان نقول سمعا وطاعة، وفي المقابل تصبح وعوده بالدعم والمساعدة مجرد حديث والتزام للاستهلاك السياسي،
ويتساءل العمر ما الذي قدمته أمريكا وحلافائها من دول الغرب للسودان ، والإجابة لا شئ سوى الوعود الكاذبة في حين أن روسيا اعفت ديونها على السودان وقدمت له باخرة محملة بالقمح بعد تمنع أمريكا عن إرسال ما وعدت به بدون دعم والإشارة الى أنهم في ظل قرارات البرهان التصحيحية لن يقدموا اي دعومات وحتى تلك التي وفرتها الأمم المتحدة لدعم الأسر الفقيرة عبر برنامج ثمرات تم ايقافها بزعم أن الجيش تدخل وانقلب على الديمقراطية.
والتقى الفريق أول محمد حمدان دقلو خلال زيارته الحالية بالعاصمة الروسية موسكو، اليكساندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي.
وحضر اللقاء وزير المالية د. جبريل إبراهيم محمد، ووزير الزراعة والغابات د.أبوبكر عمر البشرى ووزير الطاقة والنفط محمد عبد الله محمود، ووكيل وزارة الخارجية المكلف السفير نادر يوسف الطيب، والقائم بأعمال السفارة السودانية بموسكو السفير أونور أحمد أونور.
وبحث اللقاء العلاقات الوثيقة بين السودان وروسيا وسبل تعزيزها وتطويرها بما يحقق المنفعة المتبادلة في مختلف المجالات.
كما تم التأكيد على ضرورة تكثيف التعاون في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، وتفعيل أنشطة اللجنة الوزارية السودانية الروسية.
وأشاد دقلو، بمستوى العلاقات والتنسيق المتبادل في جميع المحافل الدولية، معلناً ترحيب السودان بانعقاد الدورة السابعة للجنة الوزارية الاقتصادية السودانية الروسية المشتركة بالخرطوم، خلال النصف الأول من العام الجاري لرعاية أوجه التعاون الاقتصادي والاستثماري كافة بما فيها مجالات الكهرباء، والغاز، والنفط، وتكريره. مشيراً إلى ضرورة تعجيل تنفيذ اتفاقيات التعاون الموقعة بين وزارتي النفط في البلدين، والتي تشمل مجالات التدريب وبناء القدرات وقطاع الكهرباء والطاقة النووية للأغراض السلمية.
نائب رئيس الوزراء الروسي اليكساندر نوفاك، اكد في هذا اللقاء أن السودان يمثل شريكاً حقيقاً لبلاده في جميع المجالات، مشيراً إلى مستوى التنسيق والتعاون الكبيرين التي يتمتعان بها، معلناً استعداد حكومة بلاده لتفعيل جميع الاتفاقيات الاقتصادية السابقة والبدء في إرسال عدد من الشركات الروسية إلى السودان خلال شهر مارس المقبل للوقوف على الفرص المتاحة للاستثمار.