روسيا وأوكرانيا: عشرات القتلى مع بدء العملية العسكرية الروسية

وكالات اثيرنيوز

بدأت روسيا عملية عسكرية واسعة النطاق في أوكرانيا من خلال هجمات برية وبحرية وغارات جوية.
وتقول أوكرانيا إن مركبات عسكرية روسية دخلت أراضيها من عدة اتجاهات، من بينها شبه جزيرة القرم، ومن بيلاروسيا إلى الشمال.

وضربت صواريخ كروز وصواريخ باليستية المقار العسكرية والمطارات، ومن بينها مطار كييف الدولي، ومطار إيفانو فرانكيفسك، الواقع في غرب البلاد.
وسمع دوي انفجارات في أنحاء أوكرانيا كافة.

وأفادت تقارير بأن القوات الروسية هبطت في مينائي أوديسا وماريوبول.

ويقول مسؤولون أوكرانيون إن 40 جنديا أوكرانيا على الأقل قتلوا.

وقال الجيش الأوكراني إنه قتل حوالي 50 “محتلا” روسيا، لكن لم يتحقق من ذلك العدد من مصدر آخر.
وقالت وزارة الدفاع في موسكو إن القوات الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا نفذت هجوما مضادا بنيران مساندة من روسيا.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن التوغل في أوكرانيا، محذرا من أي تدخل سيؤدي إلى رد فعل “فوري” لم يسبق له مثيل في التاريخ.

وجاء الهجوم الروسي في تحد للنداءات الدولية من أجل السلام، والتهديدات الغربية بفرض عقوبات.
وأعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمر زيلينسكي، الأحكام العرفية لأن بلاده تقاوم غزوا روسيا.

وحث الأوكرانيين في رسالة بالفيديو على عدم الذعر، قائلا إنهم مستعدون لأي شيء وسيخرجون منتصرين.
وقال إن بوتين يريد تدمير أوكرانيا، وكل ما بنيناه.

وأضاف أن الجيش، وجهاز الأمن والدفاع بأكمله احتشدوا وجاهزون للمقاومة، ويمكن لأوكرانيا الاعتماد على دعم حلفائها الدوليين.

وقال قائد الجيش الأوكراني، ميجور جنرال فاليري زالوجني، إنه تلقى أوامر من زيلينسكي بإلحاق أقصى الخسائر بروسيا “المعتدية”.

كيف بدأت العملية العسكرية؟
ا
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ساعة مبكرة من صباح الخميس، عن تنفيذ “عملية عسكرية” في إقليم دونباس، شرقي أوكرانيا، الذي يضم منطقي لوهانسك ودونيتسك.

وجاء ذلك في خطاب متلفز للرئيس الروسي صباح الخميس، في نفس الوقت الذي كان مجلس الأمن الدولي يطلب فيه منه التوقف عن المضي قدما في الهجوم.
وحث بوتين الجنود الأوكرانيين في منطقة القتال بشرق أوكرانيا على الاستسلام وإلقاء الأسلحة والعودة إلى ديارهم.

كما حذر أوكرانيا من تحميلها مسؤولية أي إراقة دماء، وقال إن بلاده لا تنوي احتلال جارتها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها تستهدف البنية التحتية العسكرية والدفاع الجوي والقوات الجوية بـ”أسلحة عالية الدقة”.

وخاطب بوتين الشعب الروسي قائلا “لقد اتخذت قرار القيام بعملية عسكرية”، مبررا ذلك بأن حكومة كييف تشرف على “إبادة جماعية” في المناطق الشرقية من أوكرانيا.

وقال بوتين إن العملية تهدف إلى “نزع السلاح من أوكرانيا”، التي اتهمها بأنها دولة “معادية” لروسيا يتم تزويدها بالأسلحة الحديثة، مضيفا أن بلاده لا يمكن أن تشعر بالأمان في مواجهة ما وصفه بالتهديدات المستمرة من الأراضي الأوكرانية.

وشدد وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، على أن بلده ستدافع عن نفسها في مواجهة الهجوم الروسي، وحض العالم على وقفه.

كيف كانت ردود الفعل؟
بدأ الآلاف من السكان مغادرة العاصمة كييف، كما انطلقت صفارة الإنذار، وأظهرت الصور طوابير السيارات تسد أحد الطرق السريعة مع فرار الناس من المدينة.
ويصطف الناس في طابور أمام ماكينات الصرف الآلي لسحب الأموال، وفي محطات التزود بالوقود.

وتشير مواقع التواصل الاجتماعي إلى شعور متزايد بالذعر، إذ قال بعضهم إنهم يُدفعون إلى الملاجئ والطوابق السفلية.

وأظهرت لقطات تلفزيونية أشخاصا يصلون في الشوارع متجمعين في مجموعات.

وندد الرئيس الأمريكي جو بايدن بما سماه “هجوما غير مبرر للقوات العسكرية الروسية”.

وشدد على أن الولايات المتحدة وحلفاءها وشركاءها سوف يردون بطريقة موحدة وحاسمة، “وسيحاسب العالم روسيا”.

كما انتقد ما قام به بوتين وقال: “لقد اختار الرئيس بوتين حرباً مع سبق الإصرار من شأنها أن تؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح ومعاناة بشرية”.
وشدد بايدن على أن روسيا وحدها هي “المسؤولة عن الموت والدمار الذي سيحدثه هذا الهجوم”.

وأكد أنه سيتحدث أمام الأمريكيين الخميس بشأن العواقب التي ستواجهها روسيا، مشيرا إلى أنه يراقب الوضع من البيت الأبيض وسيجتمع مع قادة مجموعة السبع في الصباح قبل الإعلان عن “عواقب أخرى” بالنسبة لروسيا.

وعلق رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، على الهجوم الروسي وقال إن بريطانيا وحلفاءها سيردون بشكل حاسم.

وأضاف جونسون إنه “فزع من الأحداث المروعة في أوكرانيا” وأن الرئيس الروسي “اختار طريق إراقة الدماء والدمار بشن هذا الهجوم غير المبرر”.
وأكد أنه تحدث إلى رئيس أوكرانيا لمناقشة كيفية الرد، ويعد باتخاذ إجراءات حاسمة من قبل المملكة المتحدة وحلفائها.

وارتفعت أسعار النفط لى أكثر من 100 دولار للبرميل لأول مرة منذ 7 سنوات، في أعقاب إعلان بوتين عن عملية عسكرية في شرق أوكرانيا.

وكان بوتين قد أكد في خطابه للشعب الروسي على أن الاشتباكات بين القوات الأوكرانية والروسية “حتمية” و”مسألة وقت فقط”.

كما قال بوتين إن “العدالة والحقيقة” إلى جانب روسيا، محذرا من أن رد موسكو سيكون “فوريا” إذا حاول أي شخص مواجهة روسيا.

وشدد بوتين على أن تحركات بلاده هي دفاع عن النفس وأخبر الجيش الأوكراني أن آباءهم وأجدادهم لم يقاتلوا حتى يتمكنوا من مساعدة النازيين الجدد.

عقوبات أوروبية
وأصدر الاتحاد الأوروبي قائمة بكبار المسؤولين الروس الذين فرض عليهم عقوبات.

وتشمل القائمة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ووزير الاقتصاد مكسيم ريشيتنيكوف، والقائد العام للبحرية الروسية وكذلك القائد العام للقوات البرية الروسية.

كما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مارغريتا سيمونيان، رئيسة تحرير شبكة روسيا اليوم الإخبارية التي تصدر باللغة الإنجليزية.

وكانت أوكرانيا قد طلبت من مواطنيها مغادرة روسيا لأن “العدوان الروسي المتصاعد” قد يحد من المساعدة القنصلية لهم فيما بعد.

ويعيش نحو مليوني أوكراني بشكل دائم في روسيا ويعتقد أن مليون إلى مليوني أوكراني آخرين يقيمون هناك كعمال مهاجرين.

وقال الجيش الأوكراني إنه استدعى جميع جنود الاحتياط الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما لمدة أقصاها عام واحد.

ودخلت حالة الطوارئ لمدة 30 يوما في جميع أرجاء البلاد، ما عدا المنطقتين الانفصاليتين، حيز التنفيذ في منتصف ليل الأربعاء صباح الخميس بالتوقيت المحلي. وتشمل حالة الطوارئ فحصا شخصيا للوثائق، ومنع جنود الاحتياط العسكريين من مغادرة البلاد، ومنح الحكومة سلطة فرض حظر تجول.

وجاءت الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها أوكرانيا في الوقت الذي تعرضت فيه لهجوم إلكتروني واسع النطاق يوم الأربعاء، مما أثر على المواقع الحكومية والبنوك.

وفي مجال المباحثات السياسية، توقفت ترتيبات خاصة بمزيد من المباحثات، حيث ألغى وزير الخارجية الفرنسي ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين الاجتماعات المخطط لها مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

وتلقى زعماء الاتحاد الأوروبي دعوة لحضور قمة استثنائية في بروكسل يوم الخميس لمناقشة الأزمة. وفي رسالة إلى أعضاء المجلس الأوروبي، قال الرئيس شارل ميشيل: “الأعمال العدوانية التي تقوم بها روسيا تنتهك القانون الدولي وسلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها. كما أنها تقوض النظام الأمني الأوروبي”.

مقالات ذات صلة