المؤسسة العسكرية والشعب… من يعبث في الخفاء لصناعة الفتنة
قال الفريق عصام كرار رئيس أركان الجيش بأن القوات المسلحة لم تفرق المظاهرات وأنهم يعملون لردم الهوة بين الجيش والشعب وهذا الحديث يفتح الباب على مصرعيه لنقاش قضية محورية عبثت بها أيادي قحت منذ انتصار ثورة ديسمبر بدق اسفين بين الشعب والجيش، وبدأت بتوجيه الآلة الإعلامية التي تدين لهم بتشويه قيادات القوات النظامية وخلق عزلة نفسية ظهرت من خلال هتافات معادية في الاحتجاجات السابقة،
في الوقت الذي تعمل فيه القوات المسلحة على حماية الوطن وسيادته ويسكب دم عزيز في سبيل سلامة المواطن وفي ذات الوقت تنشط مجموعة قحت بحثا عن المناصب والامتيازات واقصاء مكونات سياسية حية لصالح مجموعات صغيرة معزولة من الشارع السوداني نفسه، وبدأ من حديث الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الذي ظل يؤكد على ضرورة التوافق الوطني رافضا ان يكون للمؤسسة العسكرية اي دور سياسي او رغبة في حكم البلاد ولا طريق لذلك الا عبر الانتخابات التي تسبقها حكومة انتقالية يقودها وزراء تكنوقراط للتمهيد للعملية الإنتخابية.
ويقول المحلل السياسي النذير نمو ان حديث الفريق كرار يلامس الحقيقة وأن أيادي تحاول العبث بقدرات البلاد الحقيقية بخلق حالة من الجفوة بين الشعب والمؤسسة العسكرية، وهذا يمثل مدخلا لتمزيق اللحمة الوطنية، لأن الجيش هو جيش البلاد بجمعها وهو جيش الشعب اولا، والجيش جيش الوطن وعناصره من بيوت سودانية ينتمون لاسرهم ومناطقهم وحتى ضحايا تلك المواكب هم أقارب و أبناء لمنسوبي القوات النظامية أنفسهم، واضاف نمو ان هناك العديد من الملاحظات حول الشعارات الاستفزازية للمؤسسة العسكرية ومن الواضح انها مصنوعة ويرددها بعض الشباب الذي لم يدرك خطورتها على المدى القريب والبعيد وهذا ما اشار اليه الفريق كرار بأن المؤسسة العسكرية تعمل على ردم هذه الهوة التي تصنع بايادي غير وطنية ولايهمها سلامة البلاد وامنها