قضية عصابة سرقة أجزاء السيارات .. الرأس المدبر (البوس) عريساً في (الفلانتاين) وهو قيد الحبس
أفراد العصابة أبناء أسر ثرية وعائلات معروفة
الرأس المدبر (البوس) عريساً في (الفلانتاين) وهو قيد الحبس
أموال طائلة في حسابات أفراد العصابة بالبنوك
تحصلت مصادر بحسب (الانتباهة) على معلومات وتفاصيل مثيرة وصادمة حول عصابة سرقة اجزاء السيارات والتى اثارت ضجة كبرى فى مختلف وسائط التواصل الاجتماعى.
وسجل المتهمون وعددهم (5) بينهم مستلم الاموال المسروقة، اعترافات قضائية بارتكابهم جرائم سرقات متعددة واحيلوا للمحكمة امس الاول، وستبدأ جلسات محاكمتهم الاسبوع القادم، ويواجه المتهمون تهماً فى (5) بلاغات، وعقب محاكمتهم سيتم تسليمهم بالتتابع فى (13) بلاغ تسليم آخر، وقد القت شرطة قسم الجريف غرب التابعة لشرطة محلية الخرطوم القبض على المتهمين فى عملية نوعية للقضاء على ظواهر السرقات والسطو الليلى وكسر السيارات.
أصل الحكاية
وبدأت القصة بتاريخ التاسع من فبراير، واثناء الطوف الليلي لقسم شرطة الجريف غرب (84) فى حوالى الثالثة والنصف صباحاً، بينما تقوم القوات بتمشيط المنطقة بمتابعة رئيس القسم واشراف مدير شرطة محلية الخرطوم اللواء حسن كيتان وتجرى العملية التمشيطية، فاذا بقوة الطوف تشتبه فى عربة سوناتا بلون (سلفر) بدون لوحات ويقودها المتهم الاول (ن. م) وبرفقته متهمين آخرين وهما (ب م) و (أ. أ).
واشتبهت القوة فى العربة وقامت بتفتيشها، فعثرت بداخلها على ادوات فك اطارات و (4) طوبات بلك، فاقتادت المتهمين الى الحراسة وقامت بالتحرى معهم فى اليوم التالى، وكان بامكان الشرطة ان تطلق سراحهم الا ان ذاكرة رئيس القسم وقوته كانت اقوى، حيث استرجعت ان المتهم الاول كانت له صلة بعصابة متخصصة فى سرقة اجزاء السيارات القى القبض عليهم قبل عدة اشهر بدائرة الاختصاص، وان من بين المعلومات التى توافرت وقتها ان هنالك تواصلاً بالهواتف وزيارات متبادلة بين افراد تلك العصابة، واحد المشتبه فيهم الزعيم (البوص) المدعو (أ. أ)، مما اضطر الشرطة لحجزهم لمزيد من التحرى وفتح بلاغ اشتباه فى مواجهتهم تحت المادة (68(/100).
اعترافات مثيرة
وتم التحرى مع افراد العصابة الذين اقروا بسرقة مرايات واطارات السيارات، ولم يكتفوا بذلك فقد اقروا للشرطة بأنهم نفذوا عدداً من السرقات لا يحصر ولا يعد، وان هنالك متهماً يعاونهم فى تصريف الاطارات وبيعها يدعى (ي. م) الذى اعتمد متهماً خامساً، والقى القبض عليهم لاحقاً.
ولكن قبل القبض عليه ارشد المتهمون على متهم رابع يدعى (ق) اكدوا انه شريكهم فى كل عملياتهم وانهم كثيراً ما يستغلون سيارته ماركة (السانتافي) التى تظهر فى عدد من مقاطع الفيديوهات.
وتم القبض على المتهم الرابع (ق) الذى يقيم باحد احياء شرق النيل وضبطت عربته التى ثبت انها ذات العربة التى ظهرت فى عدد من مقاطع الفيديو لسرقات بام درمان وبحرى، وتم تشكيل قوة بقيادة رئيس القسم مقدم محجوب اوشيك قامت بمداهمة منزل المتهم الخامس (ي) بام درمان المرخيات، وتمت المداهمة فى حوالى الثالثة صباحاً، وتم توقيف المتهم واحضاره للقسم، وفى اليوم التالى تمت عملية مداهمة لمقر عمله وهو عبارة عن متجر ضخم لبيع اطارات السيارات ببحرى المغتربين، وعثر بمحله على (15) اطاراً و (3) انابيب غاز وشاشة تخص سيارة متقدمة الموديل تم احضارها الى القسم، وتبين لاحقاً انها جميعاً مسروقة.
مداهمة وإرشاد
وارشد المتهمون على شقتين احداها تتخذ سكناً ومكاناً للتجمع والتخطيط والاخرى مستأجرة بمبلغ (15) الف جنيه لليوم بمنطقة الازهرى تستغل مخزناً للمسروقات، وتم اقتياد المتهمين اليها، وتمت عملية المداهمة حيث عثر بداخلها على (27) اطاراً بعجل حديد و (20) زوج مرايات مختلفة المقاسات والاحجام، بالاضافة الى شاشات سيارات فخيمة، وتبين انهم يقومون بسرقة كل ما يجدونه داخل السيارة المستهدفة، وهذا ما يفسر سرقة انابيب الغاز التى تعرف عليها اصحابها.
وعقب اعتراف المتهمين قاموا بارشاد الشرطة على جميع المواقع التى نفذوا فيها السرقات بدائرة اختصاص القسم، وتبين ان كل سرقة لديها بلاغ منفصل، وان هنالك (5) بلاغات، وتم احضار المبلغين الذين تعرفوا على مسروقاتهم، وسجل المتهمون اعترافات قضائية، ووضعت العربة السوناتا بلا لوحات والسانتافي معروضات فى البلاغات المقيدة التى اكتملت واحيلت للمحكمة بعد ان وجهت لهم تهم السرقة.
وتبين من خلال التحريات ان المتهمين لديهم (13) بلاغ تسليم آخر بمختلف اقسام ولاية الخرطوم، وانهم ينفذون جرائمهم على مستوى الولاية، وان هنالك مقاطع مصورة تثبت ادانتهم، كما ان عدداً من الضحايا تعرفوا على اجزاء مركباتهم من بين المضبوطات، وعقب محاكمتهم فى البلاغات الخمسة سيتم تسليمهم بالتتابع للاقسام المختلفة.
تفاصيل صادمة
افراد الشبكة الخمسة المذكورون ليسوا من ذوى الدخل المحدود ولم تقدهم الحاجة لارتكاب مثل هكذا جرائم، ولكنهم لصوص محترفون ومنظمون.
وتحصلت (الانتباهة) على معلومات مثيرة بعد ان تقصت الحقائق حول مرتكبي تلك الجرائم وطبيعتهم، فاكتشفت الصحيفة تفاصيل مثيرة، حيث تبين لديها ان المتهم الرأس المدبر او ما يعرف بـ (البوص) المتهم (أ) مقيم بدولة خليجية، وهو تاجر يعد من اثرى اثرياء احياء شرق الخرطوم، وانه يقوم بالاتجار بالشاشات والاجهزة الكهربائية، وتقيم اسرته باحد احياء الخرطوم الراقية.
وتوصلت المعلومات الى ان المتهم المذكور أقيم زفافه قبل يومين بتاريخ (14) فبراير تزامناً مع المليونية، حيث قرر ان يكون زفافه بتاريخ (الفلانتاين)، وتم اكمال مراسم زفافه باحدى الصالات الشهيرة وسط صرف بذخى وصخب دون وجوده، حيث كان يقبع داخل حراسات الشرطة. وعلمت الصحيفة ان المتهم لديه حساب بنكى تجاوزت الاموال فيه مبلغ (4) مليارات.
اما المتهم (ن) فهو نجل رجل اعمال معروف، واسرته تمتلك (5) عقارات شاهقة بارقى واغلى احياء الخرطوم، وهو عاطل ويعتمد فى معيشته على والده الثرى، اما المتهم (ق) فهو نجل اسرة شهيرة ومعروفة ومن اصحاب الاموال والاعمال بالدولة، الا انه لا يقيم مع والدته بل يقيم مع فتيات بمنطقة بحرى، ووالده يقيم خارج السودان، وعلمت الصحيفة انه طالب بكلية مرموقة الا انه يتعاطى المخدرات بمختلف انواعها، مما قاده لممارسة السرقات لتوفير اموال لتعاطي المخدرات.
اما المتهم (ب) فهو نجل قيادى نظامى، ووالدته من واجهات المجتمع، وهو طالب باحدى الكليات، وكان يقيم بامريكا قبل عودته للبلاد ومتابعته لشلته الفاسدة، وتبين انه يمتلك العربة السوناتا بلا لوحات، اما المتهم (ي) فهو رجل ثرى وصاحب عدة محلات اطارات، وبحسب افاداته فإن اول تعاملاته مع تلك العصابة بدأت بشرائه اطاراً واحداً عرضه عليه احد المتهمين قبل اشهر، ومن يومها ظل يقوم باستلام المسروقات ويبيع ويحول لهم انصبتهم عن طريق التطبيقات المصرفية.
وسيقول القضاء كلمته في تلك القضايا، وسيحال المتهمون الى الاقسام المختلفة تباعاً.
ويبدو ان تلك القضايا ستبقيهم عدة سنوات قادمة بالسجون لقضاء فترات العقوبة، الامر الذى يتطلب من الاسر مزيداً من الانتباه لابنائها.
الانتباهة