توقعات بهطول أمطارٌ غزيرةٌفي الأشهر الثلاثة المقبلة بمنطقة شرق إفريقيا
أصدر مركز التنبؤ بالمناخ وتطبيقاته التابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد)، اليوم، بياناً اعلن فيه أن أمطاراً غزيرةً قد تسقط في منطقة شرق إفريقيا، والسودان أحدها في الأشهر الثلاثة المقبلة، كما جددت الهيئة دعوتها إلى زيادة الجهود الإنسانية والحد من المخاطر على الفور، كما دعت المعنيين للاستعداد للأسوأ.
جاء ذلك في المنتدى الستين لتوقعات المناخ بالقرن الإفريقي، تحت شعار (الإنذار المبكر من أجل العمل المبكر) بمدينة ممبسا.
و شارك السودان في المنتدى بممثلين لكل من وزارات الزراعة والبيئة والري والموارد المائية، بالإضافة إلى وزارة الثروة الحيوانية.
وفيما يلي تورد (سونا) نص البيان:
بعد ما يقرب من عامين من ظروف الجفاف المستمرة، أعلن مركز التنبؤ بالمناخ وتطبيقاته التابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية اليوم أن الأمطار الغزيرة قد تسقط على شرق إفريقيا في الأشهر الثلاثة المقبلة.
تتمتع الأجزاء الجنوبية إلى الوسطى من المنطقة بأعلى فرص لتلقي المزيد من الأمطار أكثر من المعتاد في هذا الوقت من العام، خاصة جنوب، وسط وشمال تنزانيا، شرق أوغندا، شمال بوروندي، شرق رواندا، جنوب وغرب كينيا، شرق جنوب السودان، غرب إثيوبيا، عدد قليل من المحليات في جنوب وجنوب شرق إثيوبيا، وجنوب وشمال الصومال. ومع ذلك، من المرجح أن يتلقى غرب جنوب السودان ووسط وشمال شرق إثيوبيا أمطارا أقل من المعتاد.
ويقدر المركز أيضا أن درجات الحرارة المرتفعة يمكن تسجيلها في جنوب تنزانيا، معظم كينيا، إثيوبيا، جيبوتي، إريتريا، شمال السودان.
والمركز هو مركز إقليمي مخصص للمناخ من قبل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، و التي تعتمد توقعاتها الموسمية على تحليل العديد من تنبؤات نموذج المناخ العالمي المخصصة لشرق إفريقيا.
يشكل موسم مارس إلى مايو موسما مهما للأمطار، خاصة في الأجزاء الاستوائية من المنطقة، حيث يسهم بنسبة تصل إلى 70 ٪ من إجمالي هطول الأمطار السنوي.
وقال الدكتور غليد أرتان، مدير المركز الدولي لبحوث المناخ، “إنه من المهم جدا ملاحظة أن النماذج المناخية العالمية لديها مهارة منخفضة في التنبؤ بموسم مارس، و يجب على المعنيين الاستعداد للأسوأ، بالنظر إلى أننا شهدنا أقل من متوسط هطول الأمطار في المواسم الثلاثة الماضية، فإن الموسم الأكثر رطوبة من المعتاد لا يعني أن المنطقة ستتعافى على الفور من آثار الجفاف، خاصة في الأجزاء الشرقية من القرن الإفريقي، هذا هو السبب في أنني أحث الجميع على استشارة توقعاتنا الأسبوعية والشهرية لأن لديهم درجة أعلى بكثير من القدرة على التنبؤ.”
في المناطق الأكثر تضررا من الجفاف، يمكن مقارنة الاتجاهات الحالية بتلك التي لوحظت خلال مجاعة 2010-2011 وحالة الطوارئ للجفاف 2016-2017. وفي هذا الصدد، يقدر الفريق العامل المعني بالأمن الغذائي والتغذية، الذي تشترك في رئاسته (إيقاد) ومنظمة الأغذية والزراعة، أن ما بين 12 و 14 مليون شخص يعانون حاليا من انعدام الأمن الغذائي بشكل كبير في إثيوبيا وكينيا والصومال.
واستشرافا للمستقبل، من المرجح أن يتفاقم الوضع في المناطق المتضررة خلال الفترة الانتقالية إلى موسم هطول الأمطار 2022 مارس / آذار-مايو / أيار – ويجري رصد ذلك عن كثب والإبلاغ عنه في تحديثات حالة الجفاف التي يجريها المركز. بعد هذه النقطة، سيتم إبلاغ الوضع من خلال أداء الموسم، ومع ذلك، بالنظر إلى ارتفاع معدل امتصاص الماشية والوفيات المبلغ عنها حتى الآن وأن حصاد مارس يبدأ في شهر أغسطس تقريبا، تجدر الإشارة إلى أن أي آثار إيجابية ستتحقق بعد ذلك بكثير.
وصرح الأمين التنفيذي لـ(إيقاد) د. وركنه جيبيهو، أنه إلى جانب المساعدة الإنسانية الفورية، هناك حاجة ملحة للتعاون الإقليمي والدولي لدعم الجهود الوطنية لبناء قدرة المجتمع على الصمود من خلال الاستثمار في التنمية المستدامة باعتبارها النهج الأكثر فعالية لإدارة الجفاف المتكرر.
وفي ضوء هذه الحقائق القاتمة، تجدد الهيئة دعوتها إلى زيادة الجهود الإنسانية وجهود الحد من المخاطر على الفور، وذلك من جانب الحكومات الوطنية المعنية والجهات الفاعلة في المجال الإنساني وشركاء التنمية. وأخيرا، تحث الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية حكومات الدول الأعضاء على زيادة استثماراتها في تدخلات تعزيز القدرة على الصمود في مواجهة الجفاف، ولا سيما مبادرة التنمية والتنمية المستدامة، واعتماد نهج مبتكرة لإدارة مخاطر الجفاف، بما في ذلك تفعيل إجراءات استباقية قائمة على التنبؤ.