من دخيلة على قصر باكنغهام لملكة بريطانيا مستقبلا.. فمن هي كاميلا؟
كاميلا كانت متوترة للغاية خلال حفل زواجها خشية أن يرميها أحد محبي الأميرة ديانا ببيضة
وكالات – الخرطوم- اثيرنيوز
رصد- د.مروة الفاتح
بعد أن أعربت الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا عن أمنيتها “الصادقة” في أن تحصل زوجة الأمير تشارلز على لقب ملكة عندما يصبح ملكا للبلاد، توجهت الأنظار إلى كاميلا بعد أن كانت لفترة طويلة تعتبر دخيلة على العائلة المالكة
ومنذ انضمامها إلى العائلة بزواجها بالأمير تشارلز قبل 17 عاما، تمكنت كاميلا التي يبلغ عمرها 74 عاما، من القيام بدورها، لتصبح من كبار الشخصيات في العائلة الملكية البريطانية.
وتحمل كاميلا، ألقاباً عديدة. فهي في إنجلترا مثلاً دوقة كورنوال، وفي اسكتلندا دوقة روثيسي، بحسب ما أوردته بي.بي.سي. في تقرير لها.
فطريق دوقة كورنوال لنيل القبول الشعبي لم يكن سهلا، ولا مفروشا بالورود. ففي البداية اعتبرت كاميلا شخصية مثيرة للجدل، وقد حملها البعض مسؤولية فشل زواج ولي العهد من الأميرة الراحلة ديانا، ووصوله إلى الطلاق.
في عام 1994، اعترف الأمير تشارلز بخيانة زوجته مع كاميلا، لكنه قال إن ذلك جاء بعد أن “انهار زواجه من ديانا بشكل لا رجعة فيه”.
فمن هي الملكة المستقبلية لبريطانيا؟
ولدت كاميلا روزماري شاند في مستشفى “كينغز كوليدج” في 17 يونيو/حزيران 1947. كان والدها، بروس، ضابطاً في الجيش ونال وسام الصليب العسكري مرتين، قبل إصابته ووقوعه في أسر الألمان خلال معركة العلمين في مصر أثناء الحرب العالمية الثانية. وأمضى الوالد بقية الحرب في الأسر وبعد عودته إلى بريطانيا بنهاية الحرب أصبح تاجر خمور.
كانت والدتها، روزاليند، من أوائل الشخصيات التي حصلت على لقب شخصية العام لتدخينها السيجار، وهي حفيدة أليس كيبل، عشيقة الملك إدوارد السابع.
كان بيت العائلة عبارة عن منزل كبير من القرن الثامن عشر عند سفح ساوث داونز في ساسكس. وفي كل عام، كانت تُفتح حدائقه الجميلة للاحتفالات الصيفية لحزب “المحافظين” البريطاني.
وكانت كاميلا الابنة الكبرى للزوجين، وعاشت طفولة سعيدة في أوساط الطبقة العليا من المجتمع ووصفت طفولتها بأنها كانت “مثالية من جميع النواحي”.
كان يسود المنزل الذي نشأت فيه، جو مريح مليء بالأطفال والكتب والحيوانات الأليفة. التحقت بمدرسة ابتدائية في القرية حيث كان يقدم للأطفال الحليب الطازج من مزرعة مقابلة للمدرسة مباشرة.
كانت تغطي غرفة نومها بالورود التي فازت بها في الألعاب الرياضية. كما كانت مشغوفة بالخيول في سن المراهقة.
ويضيف تقرير “بي.بي.سي.” أنه في عام 1958 التحقت كاميلا بمدرسة كوينز غيت في كنسينغتون في لندن، لكنها غادرتها لإنهاء دراستها في سويسرا في عمر السادسة عشرة.
أقام والداها حفل كوكتيل لها في “سيرسي” وهو مكان فاخر في نايتسبريدج بلندن حضره 150 شخصاً، بينهم العديد من الخطاب المحتملين الأثرياء. كان أحدهم ضابطاً وسيماً يُدعى أندرو باركر بولز الذي ظل على علاقة متقطعة معها على مدار سبع سنوات.
مارست كاميلا العديد من الأعمال بما في ذلك تصميم الديكور الداخلي الذي لم تستمر فيه أكثر من أسبوع، حيث تم طردها من العمل لوصولها متأخرة بالرغم من قرب مكان إقامتها من مكان العمل.
كيف تعرفت على الأمير تشارلز؟
وكان أمير ويلز تشارلز يبلغ من العمر 22 عاماً عندما التقيا. وكان قد تخرج لتوه طياراً في سلاح الجو الملكي البريطاني، وكان على وشك الانضمام إلى البحرية الملكية.
قدمتهما لبعضهما صديقة مشتركة، المؤرخة التشيلية لوسيا سانتا كروز، في أوائل السبعينيات. وفقاً لكاتبة سيرته الملكية بيني جونور، كانت سانتا كروز تغيظهما مازحةً حول العلاقة التي كانت بين الملك إدوار وعشيقته أليس كيبل، جدة كاميلا
وكانت تقول لهما: “أنتما الاثنان كونا حذرين للغاية، فهناك سوابق وراثية”.
تزوجت كاميلا للمرة الأولى في عام 1973 وكان حدث المجتمع في ذلك العام، حيث حضرت الأميرة مارغريت والأميرة آن والملكة الأم من بين 800 ضيف. و تمت دعوة الأمير تشارلز، لكنه اعتذر عن الحضور لأنه كان لا يزال يخدم في جزر الهند الغربية.
بعد ولادة ابنتها، عادت كاميلا إلى علاقتها بتشارلز. قدمت كاميلا دعماً عاطفياً للأمير الذي كان يحاول أن يلعب دور وريث العرش. وعلم زوجها أندرو باركر بولز بعلاقتهما، لكنه قرر عدم إثارة أي ضجة ليقينه بأن تلك العلاقة عابرة ولن تصل إلى مرحلة مقلقة. وعاش أندرو وكاميلا منفصلين لفترة طويلة لكنهما قررا الطلاق في نهاية المطاف.
وفي عام 1997، عندما ماتت ديانا في حادث سيارة في باريس ظهرت ردود فعل شعبية غاضبة ضد العائلة المالكة، وخاصة ضد زوجها السابق تشارلز. بذلت كاميلا قصارى جهدها لتكون بعيدة عن الإعلام والأضواء خلال تلك المرحلة العاصفة.
كانت الملكة ضد علاقة كاميلا وتشارلز خشية تسببهما بالمزيد من الضرر للأسرة الملكية، لكن بالنسبة لتشارلز كانت علاقته بكاميلا أمراً “غير قابل للنقاش”.
وبعد ذلك بعامين، خفت حدة المزاج العام، وظهرت صورة تشارلز وكاميلا معاً لأول مرة.
التقت كاميلا بالملكة في حفل خاص في عام 2000 والأهم من ذلك أنها أقامت علاقة قوية مع أبناء تشارلز، وليام وهاري.
لم يكن بإمكان الزوجين عقد قرانهما مدنياً في كنيسة قلعة ودينسور فتقرر إقامة حفل زفاق في مبنى غيلدهول في ودينسور.
كانت كاميلا متوترة للغاية خلال الحفل خشية أن يرميها أحد محبي الأميرة ديانا ببيضة.
لم تحضر الملكة، بصفتها رئيسة الكنيسة الأنجليكانية، حفل الزفاف. لكنها استضافت حفل استقبال وألقت كلمة قصيرة ومؤثرة خلاله. وأصبحت كاميلا منذ ذلك الحين صاحبة السمو الملكي دوقة كورنوال.
قامت كاميلا بجولات ملكية إلى العديد من البلدان مثل أمريكا وأستراليا ونيوزيلندا والأردن، إلى جانب رعاية الكثير من الأعمال الخيرية، مثل جمع الأموال لضحايا العنف المنزلي، أو الذين يعانون من هشاشة العظام، أو الأميين الذين لا يستطيعون القراءة والكتابة.