كرمة الشعر: هذا الفقير الذي يمشي بمفردهِ لم يسأل الدهر عن أقصوصة الفِرَقِ
كرمة الشعر.
هذا الفقير الذي يمشي بمفردهِ لم يسأل الدهر عن أقصوصة الفِرَقِ –
شعر/ علي سيار- اليمن
هذا الفقير الذي يمشي بمفردهِ لم يسأل الدهر عن أقصوصة الفِرَقِ –
أقصى أمانيه
أن يحيا بلا قلقِ
وأن ينام بلا خـوفٍ
أقصى أمانيه
أن يحظى بلقمتهِ
لا أن يُنعّم في الدنيا مع السَّرَقِ
أقصى أمانيه
أن يمشي بلا وَجَلٍ
من المنون التي تنمو على الطُّرُقِ
ولا يريدُ
سوى قوتٍ لصبيتهِ
أو حفنة من بقايا الفول و المَرَقِ
يصحو الفقيرُ
على مأساتهِ أبداً
وحلمهُ منذ نام الأمس لم يفقِ
من أوّل الليل
لم يغف كعادتهِ
يطارحُ الهمّ في أرجوحة الأرقِ
لو أخبرَ النجم
عن مأساته لبكى
من شدة القهر حتى آخر الغسقِ
قد لا تحسُّ
به الدنيا ولا قمرٌ
به يحـسُّ إذا أمسـى بـلا ألـقِ
هذا الفقير
الذي يمشي
بمفردهِ
لم يسأل الدهر
عن أقصوصة الفِرَقِ
ليل العصابات
لم يبقِ له أثراً
يمشي عليه إلى أيقونة الفَلَقِ
كل الخطوط
التي تفضي إلى غدهِ
محاطةٌ باحتمال الموت والغَرَقِ
ضاقت به الأرض
حتى صار منطوياً
لكنه باحتمـال الصبـر لم يضقِ
ضاعت أمانيه
في المنفى وموطنهُ
يضيـعُ مـابيـن دجّــالٍ و مـرتَـزَقِ
من
أوّل
الدّرب
والأفعى
تحاصرهُ
أفعى الحروبِ
التي في وحشةِ النَّفَقِ
هذا الفقير
أسى شعبٍ بأكملهِ
لا صورةٌ جسّدت آمال محترقِ
بوجههِ
ألف حزنٍ
شاخصٍ وبهِ تجسَّدَت
روحُ شعبٍ في الحياةِ شَقي