في حوار مع المستشار الإعلامي لجمهوريه مصر في السودان : ٤١٩ مليون دولار أمريكي قيمة الصادرات المصرية إلى السوق السوداني ونحو ٢٩٩ مليون دولار أمريكي قيمة الواردات المصرية من السودان
*في حوار مع المستشار الإعلامي لجمهوريه مصر في السودان حول الشائعات بين البلدين*
*٤١٩ مليون دولار أمريكي قيمة الصادرات المصرية إلى السوق السوداني ونحو ٢٩٩ مليون دولار أمريكي قيمة الواردات المصرية من السودان*
*هناك بعض المجموعات والجهات تسعى مؤخرا للوقيعة بين مصر والسودان*
اتهم المستشار الإعلامي للسفارة المصرية في السودان، عبدالنبي صادق محمد جهات – لم يسمها – بمحاولة الوقيعة بين “القاهرة و الخرطوم” بغرض الاستفادة من توتر العلاقات بين الطرفين.
وقال عبدالنبي، في حوار لـ(اليوم التالي) إن هناك من يؤلف الشائعات للبحث عن تخريب العلاقات المتميزة بين الدولتين وشعبيهما، وتابع “حديث أن مصر تنهب موارد السودان عبر شريان الشمال غير دقيق؛ وليس منطقياً، فالطريق الذي يربط بين البلدين طريق مهم ويحقق منافع متبادلة بين الدولتين”.
مشيراً إلى أن شعبي الدولتين يتفقان في كثير من الثقافات وما يجمع السودان ومصر من روابط ومشتركات وموروثات متميزة يندر وجودها بين أي شعبين آخرين.
كيف ترى العلاقات المصرية السودانية ؟
العلاقات المصرية متفردة بين البلدين منذ القدم وهناك العديد من الروابط التي تميز البلدين، فنادراً ما نجد مثل هذه الروابط في العالم، فالرباط الأفريقي والسوداني والديني وحوض النيل، بالإضافة إلى أن البلدين بينهما مصاهرة وترابط، إضافة إلى أن هناك قبائل سودانية امتدادها في مصر؛ وقبائل مصرية امتدادها في السودان، وخير دليل على ذلك قبائل النوبة والقبائل التي تتوطن على الحدود.
فالعلاقات المصرية السودانية متفردة ومتميزة، وستظل دوماً رغم كيد الكائدين، وأن العلاقات بين الشعبين، من شاء ومن أبى، ستظل تربطهما علاقات مميزة، برغم من يريد تعكير صفو البلدين، وهذا يظهر في كثير من الأشياء، فهناك مصاهرة تعكس حجم السودانيين الموجودين في مصر ويقيمون إقامة دائمة، ويتملكون العقارات والسودانيون إذا أرادوا العلاج يذهبون لمصر، وأيضاً ينعكس ذلك في أن أكبر شوارع القاهرة تحمل اسماء سودانية، مثل شارع السودان ومصر وشارع السودان والنيل الأزرق وعطبرة و الميرغني في مصر الجديدة، وأيضاً في السودان هناك أكبر شوارع في الخرطوم لديها أسماء مثل شارع محمد نجيب وشارع جمال عبدالناصر، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الروابط القوية بين البلدين.
رغم ذلك لكن هناك كثير من الشائعات حول البلدين؟
أصبح من السهل جداً بث الشائعات من قِبل من لا يملكون ضميراً مهنياً او وازعاً، وأن الشائعات تدمر العلاقات بين الدول عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، ومن السهل جداً نشرها وهي تدمر الدول والعلاقات بينها.
كم شائعة رصدتها مؤخراً ؟
رصدت حوالي ١٢ إلى ١٥ شائعة في الفترة الأخيرة وهي ليس لها علاقة بالصحة.
من يطلقها ؟
هناك جهات وأجهزة قصدها التفرقة بين الشعبين وتوقيت الشائعات، كان في أسبوع واحد أطلق ٤ شائعات .
ماذا فعلتم إزاء ذلك؟
تم تفنيد هذه الشائعات والرد عليها ومن يقوم بترويجها لابد أن يكون لديه ضمير مهني، فكثير من الشائعات أطلقت مع قفل طريق شريان الشمال وذكروا أن مصر تنهب صادرات السودان، وأن طريق شريان الشمال هو لكلا البلدين، ولابد أن نواجه الشائعات بالحقائق، ومكتبنا مفتوح لكل الإعلاميين للتزويد بالحقائق واستيضاح أي أمر وسنقوم بالرد عليهم نقوم بتأكيد أن نفس الشائعة وهي تكون لرسم صورة مغلوطة تسعى لها جهات معينة وأصحاب أجندة، وهي سرعان ما تختفي، بسبب روابط الشعبين و المحبة التي تجمعهما، ويمكن بكلمة تدمر دولة، وممكن أن تبنيها ونحن بدورنا نحتفظ بهذه العلاقات المصرية السودانية وندعمها، وأمن السودان هو أمن مصر وأمن مصر هو أمن السودان وبيننا تداخل ومصاهرة وعلاقات، ولسنا دولتين متجاورتين فقط، ويكفي أن يكون لدينا لقب مشترك هو ابن النيل، تربطنا العديد من الروابط، ولن تفلح هذه الأجهزة للتأثير على العلاقة ما بين البلدين، وهي علاقة تكاملية، ونحن نحافظ على هذه العلاقات بشيء من التخطيط للمستقبل.
هل هناك تكامل بين البلدين؟
نعم هناك تكامل بين البلدين، وحدث ذلك في الثمانينات ويستمر حتى الآن، و مصر والسودان تمثلان قوه إقليمية كاملة، وإذا حدث بينهما تكامل سيكون لهم تأثير كبير جداً في المحيط الإقليمي و الدولي، لأننا أصحاب مصير ومسار واحد.
هل هناك أجندة خفية وراء تلك الشائعات؟
من يطلق هذه الشائعات سواء كانو أفراداً أو جهات لن ينجحوا في الوصول إلى مبتغاهم، وهم ينقشون على الماء، وهم واهمون مهما أطلقوا من شائعات بين البلدين، سواء مصدرها جهات او غيرها للتفرقة بين الشعبين، والشائعات تدمر البلدين. فاستحالة أن يكون هناك غنى عن العلاقات بين السودان ومصر، وهي مستمرة و لن تتأثر بهؤلاء الأقزام الذين لايتحلون بضمير أهلي أو أخلاقي .
هل تأثرت مصر بإغلاق طريق شريان الشمال؟
شريان الشمال ذو أهمية حيوية في حركة التجارة بين البلدين، وهو منذ القدم، وهو موجود ويسهل حركة التجارة والنقل بين البلدين، ومصر لن تتأثر وحدها بذلك ولابد أن يكون هناك طرفان طرف يصدر وآخر يستورد، وانا كمصدر سأتأثر وهو كمستورد سيتأثر.
كم وصل حجم العجز التجاري بين البلدين؟
وصل حجم العجز التجاري بين البلدين حوالي 136 مليون دولار العجز التجاري في السودان، و مع دول العالم كله حوالي 5.3 ملايين دولار ، بالنسبة للعجز مع مصر رقم لايذكر، مقارنة بحجم التبادل التجاري بين الجارتين، وأنا أقول إن العلاقة بين البلدين هي علاقة تكاملية، وأنا كمستورد من السودان لحوماً أو سمسماً ومواد خام، فأنت لديك مصانع وإنتاج لتطوير هذه المنتجات لماذا تلومني أنا كمصري أن استورد سلعة تنتج في السودان، والحديث عن سرقة الموارد غير صحيح فهنالك معاهدات ومواثيق دولية وشهادة منتج تحكم الدول في عمليات التصدير.
بالنسبة للنقود المزورة ؟
لاتوجد عملة مزورة وأقول لمروجي الشائعات كفاية كلام مغلوط.
هل هناك محاولات لفتح طريق شريان الشمال؟
هناك تدخل من المجلس السيادي السوداني ويوجد مساعٍ للحل
ماهي المشكلة الحقيقية لإغلاق الطريق؟
أهالي الشمال كما ذكرت احتجوا على زياده أسعار رسوم الكهرباء وبنسبة كبيرة جداً، وهذا أثر على المحاصيل والإنتاج، وهم خرجوا بسبب ذلك وهم محتجون على ذلك، وعدم توفر سماد اليوريا وهذا شأن داخلي ليس لنا دور فيه، لكن تدخلت بعض الجهات وأصحاب الأغراض الخفية وحولته لمنع الشاحنات، ولابد من النظر للمصلحة العليا للبلاد للمنتج السوداني، بأن محصوله سيدمر ولو أصبح الطريق مغلقاً ستكون هناك خسائر، والاحتجاجات مطلوبة، ولكن لابد أن تكون هناك ديمقراطية والطريق يؤثر على البلدين، والمزارعون ومربو الحيوانات سيتأثرون بذلك، وحتى اقتصاد البلد وأسرهم سيتأثرون.
هناك اتهام بأن الرئيس السيسي قوى اقتصاد مصر من السودان؟
هذه شائعات ولديها غرض وللأسف تصدق بسرعة .
هل من المفترض أن يكون هناك جهاز أمني لرصد الشائعات؟
نعم لابد أن يكون ذلك موجوداً، كما هو موجود بمصر، والاتصال بالمسؤولين والرد عليهم فوراً، وحتى الشائعات على المستوى الداخلي ليس بين مصر والسودان فقط ولابد أن تبث الحقيقة للجمهور عن طريق التلفزيون او السوشال ميديا والاطلاع عليها، والرد والتنفيد بالمعلومة من مصادر موثوقة، لأنه لو لم نقم بذلك ستؤثر على المجتمع، وأن هناك سيولة تنمي الشائعات في بيئة خصبة، فلابد أن تكون هناك جهة ترد على الشائعات، ونحن نريد الحفاظ على العلاقات السودانية المصرية بما يعود بالمصلحة للشعبين والبلدين.
كيف تنظر للأوضاع الآن بين مصر والسودان؟
في الفترة الأخيرة هناك علاقات في المجال الصحي والتعليم والربط بين البلدين ومشروع ربط سككي، وهناك توجيهات من القيادة المصرية للتعامل مع السودان بدون سقف مع كافة الوزارات والهيئات، لأن الأمن السوداني يعتبر أمناً لمصر، فهولاء الحاقدون وجدوا اتفاقيات عديدة ولجأوا للشائعات في ذلك، وعملوا صورة مغلوطة للتأثير بهذه الشائعات، ولكنهم لم ولن يفلحوا وغرضهم من ذلك وضع صورة مغلوطة لمصر، ولكن هناك روابط وصور مغلوطة أمام هذه الشائعات، وأمام هذه الخزعبلات.
هناك حديث عن أن المواطنين السودانيين في مصر يعانون ؟
كلها شائعات وسمعنا أنهم قالوا بأنهم يواجهون اعتداءات، وهذا حديث مغلوط والسودانيون ينعمون بالإقامة في مصر كأنها بلدهم، وهي فعلاً بلدهم وينعمون بالاتفاقيات الأربع؛ الإقامة والعمل والتملك والتنقل، وهناك أحياء سودانية كاملة للسودان، وأن القيادة السياسية عملت امتيازات للسودانيين في مجال التعليم والدراسات العليا والبكالريوس، وأن الرئيس السيسي عمل تخفيضاً للسودانيين هناك في مجال التعليم بنسبة ٩٠% وهو يتعامل معاملة المصري في العلاج والإقامة .
ماذا عن التأشيرات المصرية ؟
نحن في القنصلية العامة بالخرطوم نصدر حوالي 1200 تأشيرة في اليوم، وهي مجانية والتأشيرات تكون للرجال من سن 16 سنة إلى 50 سنة، والكنداكات ليس لديهن تأشيرات، وهذا يدل على العلاقات الشعبية ووجهة السودان هي مصر ووجهة مصر هي السودان، وهذه العلاقات هي أقوى روابط، وهي ممتدة ومتجذرة.
ماهي أهم الاتفاقيات التي تحكم العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين؟
اتفاقيه تجمع الكوميسا واتفاقية تيسير وتنمية التبادل التجاري بين الدول العربية، واتفاقية تجنب الأزدواج الضريبي ومنع التهرب، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادل، وهناك أيضاً مذكرة تفاهم في مجال المواصفات والمقاييس والاعتراف المتبادل بشهادات المطابقة، ومذكرة تفاهم بين الهيئة المصرية لتمنية الصادرات ونقطة التجارة الخارجية بوزارة الصناعة والتجارة السودانية واتفاقيتين بين مجلس الأعمال المصري والسوداني المشترك، واتفاق تعاون بين الاتحاد العام لأصحاب العمل السوداني والاتحاد العام للغرف التجارية المصرية حول تنشيط أعمال مجلس الأعمال السوداني المصري.
كم بلغت قيمة التبادل التجاري بين مصر والسودان خلال عام 2018 حتى عام 2021م؟
419 مليون دولار أمريكي قيمة الصادرات المصرية إلى السوق السوداني ونحو 299 مليون دولار أمريكي قيمة الواردات المصرية من السودان.
ومن عام 2020 م فإن قيمة الصادرات المصرية بلغت 172.3 مليون دولار أما واردات مصر خلال الفترة من يناير حتى ٢٠٢٠ بلغت ما يقارب خوالي 119.5 مليون دولار.
وهذا يدل على ارتفاع الصادرات المصرية إلى السودان خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2021 م بنسبة 143% مقارنة بنفس الفترة من عام 2020 م كما ارتفعت الواردات المصرية من السودان خلال تلك الفتره 150.2% مقارنة بالفتره يناير إلى يونيو 2021 م.
هل هناك مشاريع تم تنفيذها؟
جارٍ تنفيذ مشروعات الربط الكهربائي بين البلدين، وقد بدأ مشروع الربط بين شبكتي الكهرباء في مصر والسودان في 3/4/2020 بقدرة أولية 60 ميجاوات، وقد اكتمل مد الشبكة إلى الولايات الشمالية بالسودان ومن المنتظر أن تصل الى 70 ميجاوات ثم تأتي المرحلة الثانية من الربط والتي تستهدف إمداد السودان بقدرة تصل إلى 300 ميجاوات كما تدرس الدولتان التوسع في المشروع ليصل إلى 3000 ميجاوات .
اليوم التالي
مي عزالدين