انحسار التظاهرات.. رسائل في بريد القوى السياسية
بدت المظاهرات تتضاءل يوماً بعد الآخر وقد كانت مليونية الاثنين أول تظاهرة معلنة في شهر فبراير الأقل بكثير من سابقاتها وانخفاض التفاعل مع التظاهرات يكشف عن حالة يأس من الأحزاب التي تحرض على الخروج لاستغلال الشباب.
معجزة
وقال الاعلامي بكري المدني في زوايته أمس أنه جاء إلى وسط الخرطوم ورغم أن (الأمس)كان من أيام المليونيات المعلنة إلا ان الكباري كانت مفتوحة والطرق سالكة الى الخرطوم ومنها و دخلت دائرة الوسط حيث المنطقة المفترضة للتحشييد ولكن حتى تجاوز التوقيت ساعة الثورة لم يكن هناك أي وجود لمتظاهرين في قلب الخرطوم ولا تدفقات نحو ذلك القلب اللهم إلا محاولة من مجموعة محدودة كانت تناوش الارتكاز الموجود في منطقة ميدان (شروني) وعدد العساكر والعربات المصفحة وسط الخرطوم كان أكبر وأكثر من عدد المدنيين المتحركيين من مدخل المقرن وحتى صينية بري وغادرت الوسط والشمس تتجه للمغيب وما لم تحدث معجزة من معجزات الثورة (مساء الأمس )والأيام التالية فإن انحسارا كبيراَ قد أصاب الشارع الثوري .
وأشار المدني إلى أن انحسار الشارع وتراجع القول والفعل عن إسقاط الحكومة يعني ببساطة إستمرار سلطة الواقع ما بين العسكريين والمدنيين على النحو القائم وقيد التشكيل الحكومى وإكمال مؤسسات الدولة وقال ان الخاسر الأكبر هى القوى السياسية التى سعت لحكم طويل بلا تفويض فخسرت الحكم الانتقالي المحدود والذي كان سيقود للديمقراطية وللانتخابات
وأضاف ان الذين طلبوا من القائد حميدتى عشرة الى خمسة عشر سنة عمراً للفترة الإنتقالية ذهبوا بعدما تسببوا في بقائه هو ومن معه ذات الفترة الطويلة وربما أطول وأردف رفضوا الإنتخابات بحجة أنها سوق تأتي ب (الكيزان) فخسروا ديمقراطية قريبة كانت أفضل بالنسبة لهم وللشعب والبلاد.
غياب الثقة
وقال الدكتور شمس الدين الحسن المحلل السياسي والاكاديمي ان كشف تجاوزات الأحزاب وفسادها وتعاملها مع جهات خارجية لاتريد الاستقرار للبلاد
بالإضافة إلى كشف تجاوزات لجنة إزالة التمكين الاخير كلها من الأسباب التي تدعو الى الإبتعاد عن الاحزاب.
وقال الحسن ان الشباب لم يعد يثق في الأحزاب السياسية ولهذا خفت بريق التظاهر وفي طريقه للتلاشي ويصبح مجرد كونه حالة برنامج روتيني لقلة محدودة من الناشطين الذي على صلة بالمنظمات الدولية مثل وكالة العون الأمريكية وغيرها من المنظمات الغربية كما تبين خلال الأيام الماضية وقال الحسن الشعب السوداني الآن منشغل بمعاشه ولا يشغل نفسه بتظاهرات غير منتجة ثبت بالدليل ضلوع أحزاب وجهات خارجية فيها لأجندة ليست كم صالح البلاد ولا الشعب ولا التحول الديمقراطي .