علاء الدين محمد ابكر يكتب .. لقد جاء ريان لِيُذكِّرَكُم بأنكم أُمةٌ انسانية واحدة
علاء الدين محمد ابكر يكتب ✍️ لقد جاء ريان لِيُذكِّرَكُم بأنكم أُمةٌ انسانية واحدة
______________
كان يمكن للطفل المغربي ريان ان يعيش في صمت و يكبر او يموت في المهد حاله حال العديد من الاطفال الفقراء نتيجة لنقص التغذية والرعاية الصحية، لم تكن منطقة شفشاون بالمغرب معروفة للجميع الا بعد انتشار خبر سقوط الطفل ريان في بئر مهجورة في سفح جبل عمقه أكثر من 30 متر ليتحول الطفل ريان الي ايقونة عالمية ولتحظي عملية الانقاذ بالمتابعة لحظة بلحظة جعلت الكثير من الناس حول العالم تحبس انفاسها في انتظار اشارة الفرح بنجاح فرق الحماية المدنية في اخرج الطفل ريان بعد مرور اربعة ايام علي سقوطه في تلك البئر الا ان الامل كان لايزال موجود لدي العديد من الناس بان يستجيب الله لدعاء المؤمنين من كافة بقاع العالم بمنح الطفل ريان فرصة اخري في الحياة بالرغم من صعوبة مهمة الانقاذ في الوصول الي النقطة العالق فيها الا انهم في فرق الحماية المدنية قد بذلوا جهد خارق في الصمود ومواصلة العمل ليل نهار والجميع حول العالم يشهد لهم بذلك حتي ولد مثل جديد يقول بان المغرب قد حرك جبلاً من مكانِه من أجل إنقاذ ابنه ريان دليل علي الاهتمام المتعاظم بتلك الحادثة
واكاد اجزم بان كوكب الارض توقف عند لحظة الاعلان عن خبر عاجل يفيد عن تمكن فرق الانقاذ المدنية من اخراج الطفل ريان حيث تم نقل ريان بسرعة إلى سيارة اسعاف كانت جاهزة بالموقع حينها كان الجميع ينتظر تلك اللحظات التي اعتقدنا انها قد تكون لحظات فرح ولكن لم تمضي الا دقائق قليلة حتي اصاب العالم الحزن بعد تاكيد التلفزيون المغربي عن خبر وفاة الطفل ريان حينها شعر كل صاحب ضمير حي في العالم بالحزن لوفاة ريان الذي صار ابن للجميع
نعم رحل ريان ولكنه ترك رسالة الي الانسانية بضرورة الاهتمام بحقوق الانسان في العيش الكريم في بئية امنة خاصة في دول العالم الثالث فهناك قسم كبير من الدول العربية والافريقية تعيش شعوبها في فقر وجوع ومرض خاصة في مناطق الحرب مثل اليمن التي يعاني اطفالها من ظروف الحرب فيها ونفس الشي ينطبق علي اطفال سوريا والعراق واثيوبيا وغيرها من المناطق التي تشهد حروب ودمار ، ونحن في السودان تكاد تتطابق ظروفنا مع معظم تلك الشعوب فعندما قام شعبنا بثورة شعبية لاجل ايجاد واقع افضل ولتحسين مستوي العيش لم يكن يتوقع ان يجد سناريو اخر عكس المطالب المشروعة التي كانت مرفوعة ابان الثورة فمن الاحتجاج علي ارتفاع سعر قطعة الخبز من واحد جنية الي سعر اثنين جنية لتشهد الاسواق بعد الثورة اوضاع اكثر صعوبة و معاناة لتصل سعر قطعة الخبز الي سعر اربعين جنية بالرغم من اننا نعيش هذه الايام فصل الشتاء البارد لم تراعي الحكومة ظروف الفقراء والمساكين لتعلن عن ايقاف الخبز المدعوم وزيادة في اسعار الكهرباء والوقود في ظل ارتفاع جنوني في الاسعار ،
ان كل الحكومات المتعاقبة علي حكم البلاد لم تعمل علي تحسين حال الفقراء والمساكين فنجد هناك معاناة في كل شي ادنها الحصول علي حق السكن في بلاد تفوق مساحتها ربع قارة اوربا والعطش يسود مناطق عديدة من ارض السودان بالرغم من جريان اكبر انهار العالم فيها وغيرها من الاوجاع التي يصعب حصرها ،
لقد تابع الملايين حول العالم ملحمة استخراج الطفل المغربي البالغ من العمر خمسة سنوات فريان لديه 2 أخوة أحدهما عمره 11 سنة، والآخر 16 سنة، ووالده يعمل في الفلاحة والزراعة حيث في تلك المنطقة النائية باقليم شفشاون في المملكة المغربية ارادت الاقدار للصغير ريان بان يكون سفير فوق العادة موفد للانسانية لِيُذكِّرَهم
بان هناك فئات اجتماعية ضعيفة لاتجد الاهتمام الكافي ليس علي مستوي مملكة المغرب فحسب وانما حتي علي مستوي جميع أنحاء العالم حيث لاتتوفر للفقراء ادني الخدمات في شتي المجالات ،
لقد وجد الطفل ريان حظه من الاعلام مما جعل الناس تتعاطف معه ولكن في بلادنا هناك الكثيرين من المهمشين الذين هم في اوضاع اصعب من ازمة الطفل الراحل ريان حيث يعاني الاطفال وحتي الكبار في الحصول علي العناية الصحية الجيدة ونقص حاد في الغذاء والأطفال بشكل خاصة علي مستوي سلامتهم نجد انتشار الذئاب البشريه التي تفتك بالعديد منهم بدون ان يكون هناك راع قانوني بتنفيذ عقوبة الاعدام فيهم في ساحة عامة لكل من ينتهك الطفولة ،
ان رحيل الطفل المغربي ريان يجب ان يكون جرس انزار لكافة شعوب الارض بضرورة العمل علي انتزاع حقوق الفقراء والمساكين من التجار الجشعين والحكومات الظالمة فلا معني لوجود طبقة مختارة تعيش في احسن حال و طبقة اخري لا تجد حتي قوت يومها و لاتجد السكن ولا العلاج ولا التعليم ويقع كذلك علي عاتق الاسر دور كبير في رعاية اطفالها والاهتمام بهم وحمايتهم من المخاطر
لقد رحل الطفل ريان بعد ارسل اليكم رسالة بأنكم أُمةٌ واحدة في الانسانية ويجب عليكم التضامن مع بعضكم البعض
ترس اخير
”ورجوتُ عيني أن تكفّ دموعها
يومَ الوداعِ نشدتُها لا تدمعي
اغمضتُها كي لاتفيضَ فأمطرت
أيقنتُ أنّي لستُ املكُ مدمَعي
المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
Alaam9770@gmail.com