مليونية مناهضة التدخل الأجنبي .. رسائل لعواصف تسبق الطرد والابعاد
انطلقت يوم الأربعاء تظاهرات رافضة للتدخل الأجنبي في شؤون السودان وقد جاءت متزامنة مع ذكرى تحرير الخرطوم من المستعمر والتي تصادف يوم ٢٦ يناير من العام ١٨٨٥.
قطاعات واسعة التفت حول مبادرة رفض التدخل الاجنبي وأن تكون النتيجة الحتمية لأي تدخل هو الطرد، كما حمل بعض من المتظاهرين شعارات لطرد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة فولكر بيترس
ويرى مراقبون ان هذه التظاهرات المنددة بالتدخل الأجنبي هي تعبير للاغلبية الصامتة التى ترقب عن كثب ما لا يرضيها ولكنها اليوم قررت الخروج من الصمت والتعبير لتوضيح أن التدخل الاجنبي واحدة من أسباب تعقيد المشهد السياسي السودان، حيث ان يونتامس كبعثة اممية جاءت تحت بند المساعدة للانتقال الديمقراطي ولكن المبعوث نصب نفسه حاكما يعلق ويوجه في أمور وطنية صرف ، وفي المقابل تجد السفراء الغربيين وقد بدأوا يلعبون سياسة على المكشوف حتى المظاهرات تسللوا فيها، وامريكا تتدعى المساعدة الوقوف إلى جانب السودان ويوم امس ترسل مساعدة وزير الخارجية تهديدات الى القائمين على إدارة شان البلاد بامكانية فرض عقوبات لقاء ما اسمته العنف المفرط في مواجهة المتظاهرين .
ويري الناشط أمير سليمان ان دعوة طرد فولكر ينبغي أن تتبعها دعوات لطرد السفير البريطاني والقائم بالاعمال الأمريكي، ويشير إلى أن هذا الحراك الرافض للتدخل الأجنبي نابع من روح وطنية ترى ان هناك خطوط حمراء ينبغي أن لا يتجاوزها الأجانب بالداخل ودولهم.
وفي السياق أثنى الكاتب الصحافي بكري المدني على المبادرة وقال في زوايته الراتبة اليوم “موفق جدا اختيار مجموعة من المواطنين للمكان والزمان / الخرطوم اليوم 26 يناير للخروج ضد التدخل الأجنبي في الشأن السودانى و 26 يناير هو اليوم الذي قطع فيه السودانيين رأس التدخل الأجنبي في الخرطوم !”
ويقول المدني هنا ان التدخل الأجنبي في الشأن الوطني قد حدث وانتهى ولم يعد يجد معه سوى قطع الرأس أيضا هذه المرة وذلك بانهائه بالموقف والقرار وليس قطع رأس أحد بالطبع !
ويشير الى ان مبادرة المجموعة المعنية من السودانيين برفض التدخل الأجنبي جاءت بعد ان اوشكنا بلوغ مرحلة اليأس والتسليم بما يجري وبعضنا لا يخجل من المناداة على رؤوس الأشهاد بالقول (سندخل سفارة-سفارة في الخرطوم )ويعنى هذا إعلان عن العلاقة والتى ليست هى سوى عمالة !
ويقطع المدني انه لا توجد عاصمة في الدنيا تنشط فيها السفارات والسفراء من دون أي غطاء أو حياء كما هو حال الخرطوم وعلى ذكر الدنيا ايضا لا توجد سلطة فيها مثلما هو حال السلطة الوطنية -مجازا-والتى يتسابق المسؤولون فيها على دول الإقليم لأخذ التعليمات والمصروفات !
ويقول المدني لقد مضينا بعيدا جدا للارتهان للاجنبي وليس أدل على ذلك من ان رئيس وزراء حكومة الثورة قد خط بيده خطابا يطلب فيه بعثة أممية تحت البند السادس تساعد بلاده على الانتقال الديمقراطي !
ومضى رئيس الوزراء المختار وبقي من ينادي بعده بضرورة وضع البلاد تحت البند السابع دفعة واحدة !
وشهدت عدد من عواصم الولايات احتفالات بذكرى تحرير الخرطوم داعية لان تكون نقطة انطلاق لوقف كافة أشكال التدخل الأجنبي وندد المتظاهرون بالتدخلات في الشأن السوداني