نبض القلم .. صلاح كنجير .. التخبط السياسي وأثره علي المجتمع
التخبط السياسي وأثره علي المجتمع
نبض القلم : صلاح كنجير
المشهد في بلادنا واضح المنال من تخبط تام تجاه ما يحدث في الشارع السوداني من صراع غير طبيعي لأجل الكراسي ، لذلك كان لابد من أن تكون هناك رسالة واضحة تٌرسل عبر مداد الكلمة إلي الأحزاب الطفيلية التي ظلت محل إزعاج تام منذ الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير وجيها نشهد كانت الأحزاب الضامن الحقيقي للثورة السودانية و لها النصيب الأكبر في هرم الدولة والتقسيم الوزاري ، لكن سرعان ما تبدل الحال وقد ظهرت معالم الفشل الزريع ولم تنجحوا بعد في الشراكة مع المكون العسكري ولم تفلح شراكتكم مع العسكريين بشكل فعال ومن هنا يمكننا القول بدأت نتائج تأجيج الصراعات وإنخراط المظاهرات بطريقة وحشية خارجة عن السلمية داخل الوطن الحبيب دون مرعات الظروف القاسية التي يمرو بها الشعب السوداني في شتی مناحي الحياة الكريمة مما جعلت الكثير من المواطنين يواجهون أوضاع إنسانية بالغة التعقيد تتمثل في العنف والٕاقتتال والسرقة والتعدي علي الممتلكات الخاصة والعامة ودخول المواطن في حالة من الخوف والهلع والتشائم أثناء المظاهرات وقد بدأت مكونات المجتمع السوداني تكره خروج المواكب لعدم سلمية الثورة وتعطيل المصالح الخاصة والعامة للمواطنين من كل نواحي الحياة الإجتماعية.
من المعلوم أن بلادنا السودان شعبها متسامح رقم تعدد الأعراق والثقافات والأجناس توجد الألفة والمحبة بين المواطنين برغم الصعاب والتحديات التي يمرو بها السودان منذو الإستقلال إلي يومنا هذا، وقد ظل المجتمع فيها متسامح رقم الظروف القاسية.
المتابع للمشهد السياسي في السودان هنالك أزمة حقيقية قد تؤدي بالبلد الي مشارف الٕانهيار والدمار ، نخشى أن يٌلحق السودان بالدول التي فقدت أمنها وأصبحت غير قابله للإستقرار والنماء.
ومن الملاحظ أن ثورة ديسمبر المجيدة قامت لتحقيق مطالب شعبية ظل ينتظرها المواطنين منذو الإستقلال ولعل تحقيق ذلك الحلم يرجع لشرفاء بلادي، من المؤسف حقاً يمكننا القول، ثورة شبابنا تم نهبها بنجاح، تكالب الأحزاب علي السلطة يؤكد أن دماء الشهداء كانت المدخل والضامن لصعود الأحزاب للسلطة والمكاسب وذلك نتاجاً لتنفيذ السياسات الخارجية التي تؤدي إلي تدمير البلاد بطريقة ممنهجة ، مما جعل إرتفاع معدلات الفقر وإنخفاض معدل النمو الإقتصادي الذي تسبب في تدهور مستويات المعيشة وأصبح المجتمع السوداني متسول في الشوارع والمساجد والأسواق والأماكن العامة طالباً رحمة الخيرين.
الخروج من الأزمة يعتمد علي توافق وطني تقدم فيه مصلحة الوطن علي مصالح الأحزاب السياسية وبث الروح الوطنية بين كافة أطياف المجتمع للمشاركة الحقيقية لإنجاح الفترة الٕانتقالية والوصول إلي إنتخابات حرة ونزيهة بطريقة ترضي كل جموع الشعب السوداني.
ويبقى السؤال؛ دماء الشهداء مسئولية من يا أحزاب الخراب؟