ليس دفاعا عن الدعم السريع، بل دفاعا عن السودان …مرتضى جلال الدين:
ليس دفاعا عن الدعم السريع، بل دفاعا عن السودان.
مرتضى جلال الدين:
في مقابلة تلفزيونية شهيرة علي قناة الجزيرة بعد توقيع اتفاق الخرطوم للسلام العام 1996 سأل المذيع ضيفه الشهيد (أروك طون أروك)، عن كيف توقع سلاما مع الرئيس البشير وهو من قتل شقيقك؟ فقال له أروك طون أروك، نحن (برضو) قتلنا شقيق البشير.. انتهي.
هذا الموقف الشجاع والوطني الذي صدر من أروك طون يجسد وبكل فخر الأخلاق القيادية لمن اراد أن يكون في خندق المسؤولية وهو ايضا وللأسف الشديد القيمة الاكبر التي يفتقدها من يتصدون الي العمل السياسي في السودان الان، وخاصة اليسار والعلمانيين الذين يحكمون بعد سقوط نظام الرئيس البشير.
وكغيري من المتشائمين بهؤلاء الناس بحثتُ كثيرا عن شواذ بينهم يمكن أن تجد فيهم نفحة من خير تُعيد الثقة للناس والاطمئنان الي القلوب، وتؤكد بان السودان في ايدي امينة ولكن للحقيقة لن يطرح الليمون برتقالا قط.
دافعي للكتابة هو المشهد السياسي المشحون بسبب تهور من يتصدون لقيادة البلاد من المكون (اليساري والعلماني) الذي يتحكم في مصائر الناس بالتخويف والإرهاب بعد الفشل الزريع في قيادة الدولة في كل مجالات الاقتصاد، الصحة، التعليم ،فتركوا مسؤولياتهم تجاه البشر واتجهوا الي الصدام مع الله والصراع مع تعاليم القران والدين الاسلامي مفتخرين بعلمانية لاتسمن ولأتغنى وتفننوا في اختلاق وافتعال الأزمات المؤقتة لشغل الشعب عن فشلهم الزريع بحثا عن غطاء لسوءاتهم وعجزهم السياسي، فقضية الشاب (بهاءالدين نوري) بتفاصيلها المعروفة لم تكن الا نوعية حية للسلوك الفوضوي في استغلال المواقف العابرة لمزيد من زرع الفتن وتحطيم الاستقرار وبث الشائعات من قبل اليسار والعلمانيين وعلي راسهم تجمع المهنين وواجهات اليسار الأخرى لغرض ضرب الوحدة الوطنية واستفزاز المشاعر وتهيجها لخلق الفوضى والاستقطاب ضد القوات النظامية وليس بحثا عن العدالة او الحقيقة نصرة لبهاء الدين وأنما استهداف مقصود لقوات الدعم السريع، والتي للحقيقة لو اختارت الوقوف الي جانب المخلوع الرئيس (البشير) لما عاد هؤلاء من أوربا ليدعوا النضال، ولما تبوؤوا مناصبهم التي هم فيها الأن من رئاسة الوزراء الي لجان المقاومة التي لها سجل أجرامي جنائي معروف، وشواهد ذلك؛ انتهاجها سلوكا عنصريا موجها لفتق النسيج الاجتماعي كالذي حدث لعضو مجلس السيادة الفريق كباشي من عنف وإساءة مهينة من قبل لجان المقاومة المزعومة وذلك باسم الثورة ثم اعتدائهم علي قيادة المؤتمر الشعبي في صالة قرطبة بالصحافة.
السؤال هو لماذا لا تحل لجان المقاومة هذه وعصابات الشوارع لترك المجال الي القوات النظامية التي حمت الثورة، وساعدت الثوار في التواجد بأمان في الطرقات الي حين نجاح التغيير وعلى رأسها قوات الدعم السريع وقائدها الفريق اول محمد حمدان دقلو والذي لو اكتف بهذا الموقف فقط لكفاه وطنيةً.
إن الذين يطالبون الان بحل قوات الدعم السريع هم مجموعة من اصحاب (الخيال الواسع) المستغلّين من قبل من يدعمون الفوضى، الحريصين على نسف السودان وتفتيته وهم من يخططون لان يكون (العرقي متاح لدي ستات الشاي والبنق يشتري من الدكان مثل اية سلعة غذائية) هو امر عصي على الحدوث في السودان.
ان الجميع يعلم انه عندما رفضت قحت وواجهاتها التواصل مع حركات النضال الثوري المسلحة تصدت لهذا الواجب القوات النظامية برحابة صدر وقدمت ابنها عضو مجلس السيادة وقائد الدعم السريع الفريق اول(حميدتي) لقيادة الحوار الوطني لأجل التوصل الي السلام الذي ينعم به الان اهل السودان وذلك في جرئة لا تقل وطنية عن موقف الشهيد أروك طون، متساميين عن الضغائن والكراهية ناظرين الي وطن يسع الجميع لذلك تكرر المشهد التلاحمي العظيم بين الفريق اول حميدتي وقيادات الحركات الثورية وشعب السودان العظيم في الساحة الخضراء.
فالهتاف والتشجيع للمضي قدما في طريق السلام وانفعال الشعب بهذا الأنجاذ في الساحة الخضراء، هو مشهد يبعث على الثقة والامن. وحين قال الفريق اول حميضتي ان الصفوف الان تمايزت كان ذلك واقعا مشاهدا بان عهد اليسار الذي ينشئ في العصابات الان لاغتيال السلام وقادة السلام قد انتهي مع واجهاته الهشة في الساحة الخضراء عصر ذلك اليوم.
هل لعلاء الدين قضية؟
نعم إن لعلاء الدين قضية ويجب أن تأخذ طريقها الي القانون حتى يجد القصاص الشرعي الذي قال عنه الله تعالي: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (سورة البقرة) الأية 179 … فقيادة قوات الدعم السريع تقدمت فورا بإجراءات عسكرية حاسمة ضد منسوبيها المتهمين بهذا العمل وقد باشرت الاجراءات ضدهم، ففيما الزوبعة التي يقودها اليسار والعلمانيين الان والقضية في التحقيق لاتخاذ القرار القضائي بشأنها؟؟!! ولماذا هذا الحرص الانتقائي لطلب العدالة؟؟!! فأين كان قادة تجمع المهنيين وبقية اليسار عندما هاجمت ميليشياتهم الفريق كباشي؟ واين كانوا عندما كان محامو المؤتمر الشعبي يعرضون قضية الشهيد احمد الخير في القضاء لماذا لم يدعموا او ينضموا الي محاميي الاتهام؟! عجبت لمن يتحدثون بأنهم يريدون وفاقا وطنيا ثم يختارون وينتقون الناس بأطراف أصابعهم!!؟؟
ان الهجمة التي توجه الان الي الدعم السريع وقادته انما هي عمل اجرامي في حد ذاته الغرض منه ضرب السلام الذي تم التوصل اليه بسلاسة ورضى اهل المصلحة في السلام والامن في السودان. فيجب علي الدولة ان تتخذ الاجراءات القانونية ضد هؤلاء لوقف العبث حفاظا على الامن والسلام في ربوع السودان كافة، فهذه الحملة المسعورة ضد الدعم السريع باسم الفقيد (بهاء الدين نوري) هي حملة مفتعلة من هذه القوة السياسية الضعيفة للتقليل من شأن مجهودات الدعم السريع وقيادته في إنجاح الثورة وخوفا من المشروع الديمقراطي الذي بداء بعد اتفاقية السلام وبعد ان صرح الفريق اول حميدتي بقوله (الانتخابات والديمقراطية دي نجيبا ضر كدا). فهم لم يفلحوا في احتواء وابتزاز الدعم السريع لتمرير اجندتهم السياسية بغرض احتكار السلطة وتعميم الفوضى اليسارية والعلمانية، فأصبحوا له بالمرصاد لتعكير صفوف السلام وخوفا من وصول ساعة الحقيقة وانكشاف سترهم وبيان حجمهم وسط الشعب السوداني العظيم.
ان ما اتخذته قوات الدعم السريع من موقف وطني في انجاز الثورة سيظل جزء من تاريخ هذا البلد فقد اختارت طريق السلام وتحقيق اهداف الثورة بدلا من التحالف مع شله لن تتحقق مصالحها الانتهازية ابدا فعلى الشعب السوادني ان يكون يقظا في هذا الظرف التاريخي الخطير واما قضية بهاء الدين ستجد القضاء المنصف وليس عن طريق الفوضى وليمت اليساريون والعلمانيون بغيظهم فهم ليس بينهم أروك طون أروك.