التتريس… ثقافة صناعة الفوضى بأذرع الاطفال
ثقافة التروس والمتاريس تمثل ظاهرة مهددة للحياة الطبيعية بعد أن تجاوزت مفاهيمها التي تأسست عليها وعرف السودان عمليات التتريس في ستينيات القرن الماضي فيما يسمى بليلة المتاريس عندما قام ثوار أكتوبر ١٩٦٤ بتتريس شارع الجامعة حماية للثوار من قوات الشرطة، وأصبح الترس واحدا من آليات الثوار لحمايتهم من مداهمات الشرطة، ولكن بات في الفترة الأخيرة ثقافة وممارسة تسببت في الكثير من الاضرار ولاسيما ان من يقوم بها صبية صغار مدفوعين من جهات لاتظهر في واقع الأحداث، وبالتالي يتضرر المواطن الذي يبحث عن قوت يومه والطالب الذي لايتمكن من الوصول إلى مقر دراسته والعامل الذي يفقد أجره، والمريض الذي يفشل في الوصول للمستشفيات، ومن السهل ان تشاهد مشاجرات واشتباكات بين المواطنين والصبية الذين يترسون الشوارع.
ويقول المحلل السياسي محمد السناري ان التتريس اصبح ظاهرة مزعجة ومخيفة وتساهم بقوة في تردي الأحوال الاقتصادية والأمنية بعد استغلالها من بعض المتفلتين لنهب مقتنيات المواطن وترهيبه، واضاف بان البعض يستهدف سيارات المارة بغرض الاتلاف، واضاف بان التتريس كان يتخذ في الماضي لحماية الثوار من هجمات القوات الأمنية واعاقة مسيرتهم بوضع الحجارة على الطرق الرئيسية، وما نشاهده اليوم يمثل قمة الفوضى عندما يقوم الاطفال بقفل الشوارع بتحريض من قيادات سياسية تختبي خلف ظهورهم، وبالتالي تتعطل مصالح الناس ويكون المحصلة زيادة في معاناة المرضى والمحتاجين لكسب العيش.
ويتداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي صور لاطفال تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والعاشرة من العمر يترسون الشوارع دون فهم او ادراك ما يقومون به وبل بعضهم يعتبر الأمر لعبة من الألعاب، وفي المقابل تصطف الالاف السيارات التي تحمل أصحاب الحاجات المختلفة، ويحذر خبراء من تنامي ظاهرة التتريس لأنها بكل بساطة سوف تتحول إلى معارك ومشاجرات بين أصحاب الحاجات وصغار الثوار، لأن طبيعة الحياة لاتقبل التوقف بهذه الأساليب العبثية