علاء الدين محمد ابكر يكتب .. السودان في مصيبة ويحتاج الي الدعاء
علاء الدين محمد ابكر يكتب ✍️ السودان في مصيبة ويحتاج الي الدعاء
_______________
يقول الله تعالى في سورة البقرة ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )
حيث يخبر سبحانه أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن ، ليتبين الصادق من الكاذب ، والجازع من الصابر ، وهذه سنته تعالى في عباده ، كما قال سبحانه ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) ، وقال عز وجل ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا )
فتارة بالسراء ، وتارة بالضراء من خوف وجوع ؛ فإن الجائع والخائف كل منهما يظهر ذلك عليه ، قال تعالى : ( بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ) أي بقليل من ذلك ؛ لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله ، أو الجوع ، لهلكوا ، والمحن تمحص لا تهلك .
( وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ ) أي ويبتليهم أيضا بذهاب بعض أموالهم ، وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال من جوائح سماوية ، وغرق ، وضياع ، وأخذ الظلمة للأموال من الملوك الظلمة ، وقطاع الطريق وغير ذلك .
( وَالأنْفُسِ ) أي ذهاب الأحباب من الأولاد ، والأقارب ، والأصحاب ، ومن أنواع الأمراض في بدن العبد ، أو بدن من يحبه ، ( وَالثَّمَرَاتِ ) أي الحبوب وثمار النخيل والأشجار كلها والخضر ، ببرد ، أو حرق ، أو آفة سماوية من جراد ونحوه فهذه الأمور، لا بد أن تقع ، لأن العليم الخبير أخبر بها ، فإذا وقعت انقسم الناس قسمين جازعين وصابرين ، فالجازع ، حصلت له المصيبتان ، فوات المحبوب بحصول هذه المصيبة ،
والسودان اليوم يحتاج الي الدعاء من الجميع حتي يخرج من هذه المصيبة والفتن التي باتت تهدد وحدة ترابه وحياة شعبه ولم يحدث في تاريخه ان شهد مثل مايحدث اليوم من صراع حول امر لايستحق تدفق كل هذه الدماء التي كان يمكن ان تحقن لو اتفق الناس علي خيار اقامة انتخابات مبكرة لحسم الصراع الدائر حول السلطة فلا يمضي يوم الا وقد قتل سوداني من هنا وهناك وانتشر الجوع والفقر والبطالة
ان علي العالم تقع مسؤولية اخلاقية وذلك بتقديم المساعدات الغذائية والدواء لهذا الشعب الذي يعاني في ظل صراع سياسي عنيف حيث تم ايقاف الدقيق المدعوم عن المواطنيين الفقراء وبات الخبز متاح فقط للاغنياء وخاصة وان البلاد تشهد فصل شتاء قارس هذا العام يتطلب تقديم الخدمات العلاجية والغذاء للفقراء والمساكين والمشردين
ولا نملك الا الدعاء بان يرفع عنا البلاء والمصائب ويحفظ الفقراء والمساكين والايتام وكبار السن وذوي الاعاقة واصحاب الامراض المزمنة
المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
Alaam9770@gmail.com