جمال ميرغني الزعيم يكتب في مساحة حرة.. (لا مزايده علي وطنية الشرفاء.. ووواحسيناة)
ما يحدث الآن في السودان وفي الحزب الإتحادي الديمقراطي هو تأكيدٌ جديد على أهمّية إعادة قراءة مؤسستنا الحزبية ومراجعة مواقفنا
بالمقارنه بقيادة الشريف حسين للحزب وهو قد بلغ في سنوات حياته الأخيرة قمّة بلوغه الفكري والسياسي
إنّ مواقف الشريف حسين كانت عملياً مجموعة من المراحل المختلفة ولم تكن تسير في سياقٍ تطوّري واحد
وجرت فيها محاولات استبيان آفاق العمل السياسي في ظل نظام انقلابي دكتاتوري
وتكوين الجبهة الوطنية التي ضمت كل الاحزاب والجماعات في تمثيل شامل لكل مكونات الوطن
والتي ظلت جزوتها متقده برغم فشل اسقاط النظام المايوي ورحيل الشريف حسين
ولكن تحوّلت افكار ومخططات الشريف حسين ورسائلة للشعب السوداني فيما بعد إلى ثورة شعبية عارمة في ابريل* *1985م فسقط النظام المايوي الذي جاهد الشريف حسين في اسقاطه حيا فسقط بافكارة وهو في عليائه
ولم يتعلم قادة الحزبين من وصايا الحسين في الحفاظ علي تماسك المؤسسات الحزبية بعد سقوط نظام مايو
ولعلّ انهيار تجربة الوحدة بين الحزب الوطني الاتحادي وحزب الشعب الديمقراطي
شكّل أفضل مثال على المخاطر والمزيد من سلبيات البناء الداخلي مع حجم التحدّيات الخارجية فلم تكن مؤسسات الحزبين فاعله ولم يستطيعوا الاحتكام لدستور ولا نظام اساسي ولا لوائح فكانت هشاشة البناء الذي قامت عليه الوحدة هي العامل الأهم في حدوث الخلاف وانفضت الوحدة الإتحادية ولكن للأسف خلقت
مراكز قوى داخل جسم الحزبين فظلت تتحكم في التصافي والتقارب من جديد من اجل مصالح خاصة
ولم يستطيع قادة حزب الشعب إعادة البناء السليم للمؤسّسة الحزبية ولا الوطن الاتحادي استطاع فظل الإتحاديين تحت رحمة اهل الغرض ومراكز القوي
الآن هناك حاجةً قصوى للبناء التدريجي السليم قبل تحقيق اندماج الحزبين
ويقتضي ذلك أقصى درجات الترتيب للبيت في الداخلووأعلى درجات التضامن والتنسيق بين الولايات
لاننا لم نتعلم من الشريف حسين الدروس الهامّة ولم تعش طويلاً بعد وهاهو الحزب الاتحادي الديمقراطي والحزب الاتحادي الاصل يعانون
منذ غياب الشريف حسين
وظلت الانقسامات والصراعات ومراكز القوي والمصالح تدمر وتفرق بين كل الإتحاديين وظلت هشاشة البناء الداخلي وهيمنة الفساد السياسي تضعف مؤسساتنا
مما سهّل الهيمنة علي بعض القيادات وتعطل اي تقدم يفضي لوحدة وفق دستور ونظام ولوائح ورؤية وبرامج تقوي
مؤسسات الحزب
وظلت مراكز القوي تعمل
علي مزيدٍ من التأزّم والتفتّت والتخلّف والسيطرة علي القرار
اليوم علينا العمل علي مراجعة وصايا الشريف حسين في الذكري 39 وواجب علينا العمل الجاد للتحرّر من هيمنة مراكز القوي واهل المصالح والأجندة الخارجية والداخلية
والعمل علي الحفاظ على مؤسساتنا والسعي للوصول لوحدة الإتحاديين وفق نهج ووصايا الحسين
رحم الله المناضل الشريف حسين يوسف الهندي الذى توفى في يوم
9/1/1982م بالغرفة رقم (202) بفندق (كنج فينوس)
المطل على ميدان أمونيا سكويربالعاصمة اليونانية أثينا حيث
كان ينوي حضور مؤتمر طلابي للحزب الاتحادي الديمقراطي
الشريف حسين رمز من
رموز هذا الوطن في حقبة
الستينيات إبان الديمقراطية الثانية على وجه التحديد
ومضى زمن الشريف حسين وأمثاله بكل ما فيه من بهاء وخُلق وإنسانية
وتوالت بعده العديد من العهود المختلفة
وتعود الذكرى 39 لوفاة شهيد المنافي الشهيد الشريف حسين الهندي:9 يناير 1989م في ليالي السودان الظلماء نفتقدك يا حسين
غياب أمثال الحسين دلالة أن السودان غير محظوظ بفقده لرجل دولة يضع الأسس والأساس لبناء الدولة التي تنطلق وهو بمثابة أساطين الساسة والخبراء النادرين
فمن مثل الحسين شهيد المنافي؟
كيف لأجيال قرأت وسمعت عن رجل كان محط أنظار العالم يعيش بعيدا غريبا عن وطن أحبه وعشق ترابه حد الثمالة
تري أي رجل شغل دنيا السياسة وخبر دهاليزها وسبر أغوارها وعجمت عوده
تسعة وثلاثون عام قد مضت علي رحيلك فالحال هو الحال والغبن هو الغبن وعقول مراكز القوي واهل المصالح
لم تتبدل افكارهم وغابت الفكرة
وانعدمت الرؤية وقبرت وصاياك
وتحكمت فينا محاور تعمل علي هدم وطننا وتجعل من حزبنا طريقا لتنفيذ مخططها
وقد باع اهل المصالح المبادئ وتركوا القضية ولم يعلموا معني النواجذ *وتكسرات اعلام الحرية وضاعت الديمقراطية واصبح حزبنا مملوك لاعداء حرية الفرد* وديمقراطية التنظيم وحكم المؤسسة
اللهم ارحم الشريف حسين الهندي وأسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأجعل قبره روضة من رياض الجنة
——————-