ميدل إيست آي: المتظاهرون وقوات الأمن السودانية يلجؤون لتكتيكات جديدة
قال موقع ميدل إيست آي (Middle East Eye) البريطاني إن المواجهات المتصاعدة بين قوات الأمن السودانية والمتظاهرين على مدار 3 سنوات من النضال من أجل الديمقراطية علّمت الجانبين استخدام تكتيكات جديدة لمهاجمة كل منهما الآخر والتصدي له أو الهرب منه أو شل حركته.
وفي تقرير بقلم محمد أمين من الخرطوم تحدث الموقع عن بعض تكتيكات المتظاهرين، مثل تشكيل آلاف منهم حاجزا بشريا يوم 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، لإغلاق الطرق أمام سيارات الشرطة والأمن، لمنعها من الوصول إلى مستشفى الجودة بالعاصمة الخرطوم، حيث يعالج العشرات من جرحى الاحتجاجات الأخيرة، ومثل رص بعضهم الآخر سياراتهم في منتصف الطريق تاركين ممرا ضيقا للدراجات النارية التي تنقل الجرحى إلى المستشفى.
بالمقابل، قامت قوات الأمن بإغلاق الطرق بالحاويات الكبيرة والأسلاك الشائكة والجدران الإسمنتية، وهاجمت المتظاهرين بالمياه القذرة، من بين وسائل أخرى عنيفة كما يصفها الموقع، في الوقت الذي كان المتظاهرون يتصدون لهم بمناوراتهم الخاصة، بما فيها التدريب على كيفية إلقاء قنابل الغاز المدمع.
حماية الجرحى
وفي الوقت الذي تهاجم فيه قوات الأمن المستشفيات وسيارات الإسعاف وعيادات الشوارع من أجل منع المدنيين من تلقي العلاج -كما يقول الكاتب- يتحرك المتظاهرون لحماية المراكز الطبية بطرق بسيطة للغاية ولكنها فعالة في بعض الأحيان، لمواجهة العنف غير المسبوق من قبل الشرطة وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وأكدت مصادر طبية للموقع أن قوات الأمن اقتحمت عيادة شارع 40 في أم درمان يوم الخميس الماضي، واستولت على سيارة إسعاف كانت تقل متظاهرين جرحى، كما قالت شبكة الصحفيين السودانيين -في بيان لها- إن الأمن داهم مكاتب مؤسسات إخبارية إقليمية ودولية، منها العربية وسكاي نيوز والشرق، ومنعت الأخيرتين من البث المباشر.
يقول عضو اللجنة الميدانية للموقع مصعب أحمد إن المتظاهرين كانوا يغلقون الطرق المؤدية إلى المستشفى لحماية الطاقم الطبي وتمكين الجرحى من العلاج، مضيفا “لقد رأينا جميعا أعمال العنف، بما فيها مداهمة قوات الأمن المستشفيات في مختلف المناطق، خاصة أم درمان، لذلك نحن فخورون بأن شعبنا يحميها من هذه الهجمات البربرية”.
وقال أحد أعضاء لجنة المقاومة للموقع -مشترطا عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية- إنهم يبتكرون أساليب جديدة لكسر الإجراءات الصارمة التي اتخذتها قوات الأمن، ولا سيما حول مراكز الشرطة، بما في ذلك منع سياراتهم من التحرك في جميع أنحاء المدينة، وتعبئة الناس وتوجيههم إلى الاحتجاجات دون استخدام الإنترنت.
وأضاف “نصر على إسقاط هذا النظام، وسننتصر في النهاية، هذه القوات ليست أقوى من نظام (الرئيس السابق عمر) البشير الذي أسقطناه، ومع تصعيدهم عنفهم سنستخدم نحن أيضا تكتيكات بسيطة وسلمية، ولكنها مؤلمة للأمن، سنعود للاحتجاجات الليلية التي استخدمناها ضد نظام البشير من أجل إنهاكهم”.
مجموعات راديكالية
وفي هذا السياق، ظهرت مجموعات راديكالية بين لجان المقاومة -كما يقول الكاتب- تحت مسميات، مثل “ملوك اشتباكات المواكب” أو “الغاضبون”، وتتصدى لقوات الأمن وتحاول إبطال أسلحتها.
ويقول أحد أعضاء جماعة “ملوك اشتباكات المواكب” إن المجموعة فقدت العديد من الأعضاء، بعضهم مفقودون دون أي معلومات عن مكان وجودهم.
وأضاف العضو “لقد استخدمنا بعض المواد لحماية أنفسنا من آثار الغاز المدمع، مما مكننا من مواجهة الشرطة وقوات الأمن بشكل أفضل وإلقاء العبوات عليهم مرة أخرى، وهذا مؤلم للغاية بالنسبة لهم”.
وأضاف “نحن نستخدم الدراجات النارية أيضا لكسر إغلاق الطرق والسماح للناس بالتحرك وإجلاء الجرحى والفرار من القوات”.
من جهته، قال ناشط حقوقي إن العنف الذي استخدم يوم الخميس “كان غير مسبوق”، وهو ما يراه علامة على أن القيادة بدأت تفقد السيطرة على قواتها، موضحا أن “العنف -بما فيه القتل والهجمات على الصحافة وترهيب المتظاهرين- كان عنيفا”، وخلص إلى أن “هذه الفيديوهات التي شاهدها العالم انتهاكات جسيمة للحقوق الأساسية للشعب، وستؤدي إلى اتخاذ إجراءات وعقوبات ضد قادة الانقلاب في وقت قريب جدا”.