علاء الدين محمد ابكر يكتب … بعد رفع اسعار الكهرباء تمت بنجاح عملية ( بل) الشعب السوداني
علاء الدين محمد ابكر يكتب ✍️ بعد رفع اسعار الكهرباء تمت بنجاح عملية ( بل) الشعب السوداني
______________
( البل) هي عبارة مستعارة من قاموس لغة الشوارع التي يتخاطب بها المتشردين في مابينهم و عبارة (البل) اذا عكست كلماتها من الجانب الايسر الي الجانب الايمن يصبح نطق الكلمة ( لب) بضم حرف الباء وهي في القاموس الشعبي السوداني تعني الضرب بقبضة اليد في منطقة منتصف الظهر واحيانا يقال لها ( ام دلدوم) وكلمة ( البل) التي نقصدها لاعلاقة لها من قريب او من بعيد في تفسير الوصف الاخير فالبعض كان يظن انها تعني الغمر بالمياه الباردة في عز الشتاء ولكن بكل اسف هذا هو التفسير الصحيح وقد حدث بالضبط للشعب السوداني عقب وصول الحكومة الانتقالية برئاسة السيد عبد الله حمدوك الي سدة الحكم فقد استبشر به المواطنين خير بان يسعي الي انتشالهم من حالة الفقر والبطالة والمرض والجوع وهي ذاتها نفس الاسباب التي قادتهم الي الثورة علي نظام المخلوع البشير والذي كان يوصف علي انه راعي (الحرامية) سارقي المال العام فكان الهتاف الشهير للثوار في مواكب ثورة ديسمبر يقول ( سلمية سلمية ضد الحرامية) ولكن اتضح ان ذلك الهتاف كان في غير موضعه ولغرائب الصدف ان يكون نظام (الحرامية) افضل حال من هولاء فقد كان يقدم اداء اقتصادي ممتاز واستقرار في الاسعار مقارنة بمايحدث اليوم من فوضي وارتفاع في الاسعار فالبشير عندما سقط فى الحادي عشر من ابريل من العام 2019م ترك سعر الكهرباء في متناول افقر مواطن سوداني لتشهد بعد الثورة زيادة خرافية و سعر قطعة الخبز من واحد جنية فقط لتصل اليوم الي سعر اربعين جنية قابلة الي الزيادة و نفس الشي يشمل سعر الحليب الذي كان عند سقوط النظام البائد يساوي عشر جنيهات فقط ليصل اليوم الي اكثر من (250) وغاز الطبخ من مبلغ (70) جنية لملء الاسطوانة ليصل اليوم سعرها الي مبلغ ( 1500) جنيه والمواصلات العامة هي الاخري اصابها الخراب فمن مبلغ اثنين جنية فقط كانت تكفي للتنقل من اطراف العاصمة الي قلبها صار يتطلب منك ان تدفع مبلغ ( ٥٠٠) جنية حتي تكمل رحلة الاياب فقط والذهاب يتطلب انفاق نفس المبلغ او اكثر خاصة اذا شمل تناول وجبة الافطار او غيرها من المشروبات دع عنك الارتفاع الجنوني في اسعار الوقود وزيوت الطعام والدواء والعلاج ورسوم الدراسة و غيرها من سبل العيش المعروفة للجميع
تظل ثورة ديسمبر لغز محير في انها صارت ثورة ضد المواطن البسيط و سياسات الحكومة الانتقالية تمر بدون مراجعة حيث لايوجد برلمان منتخب او حتي معين والقائمين علي امر ادارة البلاد لايفرق عندهم غضب او رضي الشعب وهذه هي قمة الديكتاتورية بان يمنع الشعب من اقامة برلمان يدافع من خلاله النواب عن قضاياهم امام حكومة لاتعرف الرحمة مسنودة بجهات اجنبية تريد ان تفرض علي السودان فترة انتقالية طويلة الامد المتضرر منها هو المواطن البسيط
فالنظام البائد بالرغم من عدم ايمانه المطلق بالديمقراطية الا انه كان علي الاقل يمتلك برلمان (المجلس الوطني) الذي حتي ولو كان مجرد رمز ولكنه كان يضم في داخله اصوات كانت تقف ضد اي محاولة لرفع الدعم عن الخدمات التي تمس حياة الناس عكس مايحدث اليوم من (البل) (الماخمج) في حق الشعب السوداني ومضاعفة المعاناة عليه بالرفع المستمر عن اي مسؤولية اخلاقية للدولة نحو المواطن ولا ندري من الذي فوض هولاء بالعبث بمعاش الناس فالدعم حق من حقوق المواطنة لايرفع الا بتصويت نواب الشعب فالموارد ليست حكر علي فئة معينة من الناس فكيف يكون معظم افراد الشعب مجرد ديكور وبينما البعض يستمتع بموارد البلاد وهي ذات الاسباب التي قادت في الماضي الي اندلاع الحروب والتمرد في البلاد فالسلام الذي وقع في جوبا لم يعالج قضايا البلاد المختلفة ويكفي الاستشهاد ماحدث في مدينة الفاشر من نهب لمخازن تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، وفق ما أفاد مسؤول في مكتب البرنامج في الخرطوم اضافة الي هجوم
مسلحا نفذته مجموعات من عصابات النيقرز استهدف سوق ستة بالحاج يوسف حيث
تبادلت تلك العصابات إطلاق النار مع قوات الشرطة، ما أدى إلى إصابة شرطي بالجراح، قبل تتمكن الشرطة من إحباط الهجوم، وتوقيف عدد من أعضاء تلك العصابات كل هذه الاحداث بمثابة ناقوس خطر للقادم فالبلاد تعيش احتقان سياسي وانفلات امني ان منح السيد رئيس مجلس السيادة للقوات الامنية كامل الحرية في التفتيش والقبض وغيرها من الاجراء التي كانت سائدة ابان النظام البائد كان الاجدر به توجيه تلك القوات الي منع وقوع الجريمة ومكافحة العصابات تنشط هذه الايام في تهديد ارواح وممتلكات المواطنين وقبل ذلك معالجة امر معاش الناس فالامن الحقيقي يبدأ بتوفير الغذاء والدواء والمسكن تصديق لقول الله تعالي ( لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)
صدق الله العظيم
لقد اصبحنا نشك في نوايا الموجودين في السلطة هل هي خالصة لاجل خدمة هذا الشعب اما هي مجرد شخصيات ترتدي ثياب تستر قلوب تنضح بكراهية شعب السودان والفقراء منهم بشكل خاص ولماذا الاصرار علي تنفيذ سياسة اقتصادية معلوم انها ضد الفقراء والمساكين والايتام وذوي الاعاقة ومع مطلع العام الجديد ٢٠٢٣م تفاجأ المواطنون بزيادة أسعار الكهرباء فهل يظن هولاء بان هذا الشعب يمتلك كنوز قارون حتي يصرف علي الدولة التي وجدت نفسها في موقف اقتصادي محرج بعد نكوص الدول المانحة عن الوفاء بالالتزام بوعود منح السودان مساعدات وقروض والتي توقفت بسب الانقلاب الاخير حسب تصريح السيد وزير المالية المكلف فهل الشعب قادر علي التكفل بالصرف علي تنفيذ مستحقات السلام وغيرها واين ذهبت الاموال والعقارات والاسهم المستردة عبر لجنة ازالة التمكين ؟ فسياسة رفع الدعم عن المواطن لسد ثغرات الحكومة الانتقالية لن يجلب لها الا المزيد من السخط والكراهية خاصة وان نسبة 70% من الشعب السوداني تقع تحت خط الفقر ولايمكن دعم ميزانية الدولة من جيب المواطن الغلبان
علي العموم نبارك لهم اكتمال نجاح عملية (بل ) الشعب السوداني وتبعثر احلام المواطنين في العيش الكريم ويبقي الامل في عناية الله تعالي وللشعب رب يحميه
المتاريس
علاء الدين محمد ابكر
Alaam9770@gmail.com